اللاذقية-سانا
استمرارية مهرجان أذار للأدباء الشباب للعام الثاني والثلاثين على التوالي مؤشر على أن حركة الأدب مواكبة للحياة وانعكاس لها وان المواهب الشابة التي ترفد المشهد الأدبي والثقافي في كل عام تشكل انبعاثا جديدا لتاريخ عريق ودور حضاري عاشته سورية عبر الأزل.
رئيسة فرع اتحاد الكتاب العرب باللاذقية الأديبة مناة الخير بينت في تصريح لـ سانا الثقافية أن قيمة هذا المهرجان تكمن في استمراريته خلال أكثر من ثلاثة عقود أي أن الذين شاركوا في هذا المهرجان ولدوا عندما كان المهرجان في دورته الأولى والثانية وهذا مؤشر على أن حركة الأدب مواكبة لحركة الحياة بل هي أحد روافعها الأساسية لأنه يمثل الجانب المعرفي والثقافي في الإنسان وهو الجانب الأهم.
وأضافت تقام اليوم الدورة الـ 32 لمهرجان أذار للأدباء الشباب في ظل هذه الظروف القاسية والحرب الكونية التي تشن على سورية والتي ينتشر أثرها في كل المنطقة العربية مبينة أن الكلمة هي نوع من انواع المقاومة ووسيلة من وسائل التغيير والتطوير في المجتمعات.
وأكدت أن دور الكلمة لا يقل أهمية عن دور البندقية وهؤلاء الشباب هم الخلفية التي تقف وراء جنود سورية المدافعين عنها فإذا كانت البندقية تحمي الوطن فإن الكلمة ترفع من شأنها لتقف إلى جانب الذين يحمون سورية.
بدوره عضو اتحاد الكتاب العرب وعضو لجنة الشعر في مهرجان أذار للأدباء الشباب الشاعر محمد وحيد علي بين أن مجموعة القصائد الشعرية التي قدمت في المهرجان تفاوتت بسويتها الفنية وهناك بعض الأعمال الناضجة التي حملت سوية جيدة تبشر بشاعرية أصحابها وهي مرهونة باستمرارية الشباب في الأهتمام بموهبتهم وتنميتها ثقافيا وابداعيا.
وأوضح أن كتابة الشعر تحتاج إلى موهبة خاصة تضاف إليها جهود كبيرة في صقل هذه الموهبة وهذا ما هو مطلوب أساسا من الشاعر الشاب نفسه إضافة لدور المؤسسات الثقافية التي يفترض أن تقوم بدور إيجابي في استنهاض همة الشباب على الكتابة الأدبية والابداعية.
وبين أنه تم في المهرجان اعتماد مجموعة من الأسس الشعرية المتعارف عليها أهمها مدى الشاعرية المتحققة بالنص واللغة والنحو والوزن الشعري في القصائد المنظومة أما القصائد التي كتبت ضمن مناخ قصيدة النثر فتميز منها نص واحد أما النصوص الأخرى فكانت أقرب إلى النثر العادي الخالي من نبض الشعر وايقاعه وقد يجهل الكثير من شبابنا أن لقصيدة النثر أسسا وسمات وقواعد لابد من معرفتها بشكل حقيقي حتى يتمكن الشباب من الابداع فيها.
وأكد أنه على الأدباء الشباب الفائزين الكثير لتحقيق ذواتهم الشعرية كما يتوجب عليهم رفد مواهبهم بالقراءة والثقافة والاطلاع على تجارب من سبقوهم من الأدباء والشعراء المخضرمين كما عليهم بذل الجهود وتطوير تجربتهم وامتلاك الرغبة لتطويرها والتوق نحو الأفضل وأخذ الخبرة من أصحاب الخبرة والمعرفة.
من جانبه بين عضو لجنة تحكيم مسابقة الشعر عضو اتحاد الكتاب العرب الشاعرغسان حنا أنه من بين خمس عشرة مشاركة تميزت ثلاث مشاركات أحداها موهبة شابة اثبتت جدارتها في السنتين الماضيتين مشيرا إلى ضرورة التواصل مع الاتحاد واعضائه المستعدين لإقامة حوار دائم مع هؤلاء الشباب لتسجيل الملاحظات وتسديد الخطى.
من ناحيته أشار عضو لجنة مسابقة القصة عضو اتحاد الكتاب العرب الأديب صالح سميا إلى أنه بالرغم من قلة القصص المشاركة هذا العام إلا أنها تميزت بسوية فنية عالية فغالبية القصص التي قدمت تبشر بمواهب جيدة تساهم في تطوير الحركة القصصية في المحافظة.
وأوصى حنا الفائزين وأصحاب المواهب بضرورة الاهتمام بالقراءة والمطالعة لإغناء تجاربهم حتى لا يتوقفوا عن تطوير تجربتهم واغنائها للوصول إلى ما يطمحون إليه مبينا أن الاتحاد فتح الباب أمام الشباب وشجعهم وهم يشكلون جزءا من جهموره وقد يتيح لهم بعض المشاركات كضيوف في فعالياته الأدبية بهدف تحفيزهم وتشجيعهم على الابداع.
وذكر عضو اتحاد الكتاب العرب ومؤسس مهرجان أذار الأديب زهير جبور إن هذا المهرجان أفرز حتى الآن أعضاء انتسبوا إلى اتحاد الكتاب العرب حيث اغنوا الحركة الأدبية في سورية بنماذج فكرية شعرية وقصصية جيدة.
وشدد على ضرورة استمرار فعاليات هذا المهرجان لأن الأدب والثقافة والفكر كالبندقية في المواجهة وهما شريكان في تحقيق الانتصار الحقيقي وان نعمل ونسعى لأن تكون الثقافة ورشة تفصيلية ويومية في حياتنا.
بشرى سليمان