القدس المحتلة-سانا
تسعة شهداء فلسطينيين وعشرات الجرحى ضحايا المجزرة التي ارتكبها الاحتلال الإسرائيلي خلال عدوانه اليوم على مدينة جنين ومخيمها بالضفة الغربية.
قوات الاحتلال اقتحمت المدينة ومخيمها بأعداد كبيرة منذ الصباح، واعتلت أسطح المنازل، واستهدفت الفلسطينيين بالرصاص والقنابل ومنازلهم بالقذائف الصاروخية، ما أسفر عن استشهاد 9 فلسطينيين بينهم مسنة، وإصابة 20 آخرين بينهم حالات خطرة، كما منعت الصحفيين وطواقم الإسعاف من دخول المخيم، وعاثت آلياتها العسكرية وجرافاتها خراباً ودماراً في شوارع المخيم، وهدمت نادي مخيم جنين الذي يستخدمه الفلسطينيون كنقطة إسعاف للمصابين.
مشاهد الدمار الواسع للمنازل والبنية التحتية التي نجمت عن العدوان الإسرائيلي على مدينة جنين ومخيمها أعادت للأذهان مشاهد اجتياح جنين ومخيمها في نيسان عام 2002، الذي أسفر عن استشهاد وإصابة مئات الفلسطينيين وإلحاق دمار هائل بالبنى التحتية، وخاصة في المخيم الذي يشكل مع المدينة إحدى قلاع المقاومة الحصينة.
وكعادتها استبسلت المقاومة الفلسطينية اليوم في التصدي لعدوان الاحتلال حيث استهدفت قواته بـ صليات كثيفة من الرصاص والعبوات المتفجرة موقعة إصابات مباشرة في صفوفها، كما أسقطت له طائرة مسيرة.
وتنديداً بالمجزرة التي ارتكبها الاحتلال عم الإضراب مدن وبلدات الضفة، حيث شمل جميع مناحي الحياة باستثناء القطاع الصحي والمخابز، كما خرجت مظاهرات في مدن وبلدات عدة رفضاً لجرائم الاحتلال، وللمطالبة بتوفير الحماية الدولية للشعب الفلسطيني، وبإسراع المحكمة الجنائية الدولية بفتح تحقيق في جرائم الاحتلال وصولاً لوقفها.
وقال المتحدث باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينة وفق ما نقلت وكالة وفا: إن الاحتلال نفذ مجزرة في جنين ومخيمها في ظل صمت دولي مريب يشجع الاحتلال على ارتكاب المزيد من المجازر بحق الفلسطينيين، مشدداً على أن الشعب الفلسطيني سيواصل صموده ولن يتنازل عن أرضه ومقدساته مهما ارتكب الاحتلال من جرائم.
من جهتها أكدت الخارجية الفلسطينية أن الاحتلال يضرب بعرض الحائط القانون الإنساني الدولي والمواثيق الدولية، حيث حاصرت قواته المخيم وأغلقت أبوابه وأطلقت الرصاص على الفلسطينيين لقتلهم بدم بارد، كما منعت الطواقم الطبية وسيارات الإسعاف من الوصول إلى الجرحى وتركتهم ينزفون وهم على الأرض حتى الموت فضلاً عن اقتحامها مستشفى جنين واعتدائها بقنابل الغاز على المرضى في صورة تقشعر لها الأبدان وثقتها وسائل الإعلام أمام نظر العالم وعلى مسمعه.
وتساءلت الخارجية: إذا لم يتحرك المجتمع الدولي الآن وفي ظل هذه الجرائم الوحشية التي ترتكبها قوات الاحتلال فمتى يمكن أن يتحرك لينتصر لمبادئه ومواقفه ويحافظ على ما تبقى من مصداقيته.
بدورها أوضحت وزيرة الصحة مي الكيلة أن قوات الاحتلال منعت دخول سيارات الإسعاف إلى المخيم لإنقاذ الجرحى، واقتحمت مستشفى جنين في المدينة وأطلقت بشكل متعمد قنابل الغاز السام تجاه قسم الأطفال في المستشفى، ما أدى إلى إصابة أطفال مرضى وذويهم وطواقم طبية بحالات اختناق، مؤكدة أن هذه الاعتداءات تنتهك القوانين الإنسانية والدولية واتفاقيات جنيف ومعاهداتها بخصوص الجرحى والطواقم الطبية، والتي تكفل لهم حرية الحركة وتقديم الرعاية الصحية والطبية للجرحى.
وأشارت الكيلة إلى أن هذه الاعتداءات ترقى لجرائم حرب، مناشدة دول العالم والمنظمات الدولية واللجنة الدولية للصليب الأحمر وكل أحرار العالم بسرعة التدخل للجم قوات الاحتلال ووقف اعتداءاتها على الفلسطينيين بمن فيهم الكوادر الطبية والإسعافية.
جبهة النضال الشعبي لفتت إلى أن ما حدث في جنين مجزرة بشعة تشكل حلقة في سلسلة الإرهاب المنظم الذي تنفذه قوات الاحتلال ومستوطنوه بشكل يومي، ما يتطلب توفير الحماية الدولية للفلسطينيين، فيما أكدت حركة فتح أن الفلسطينيين في جنين ومخيمها وكل الأراضي الفلسطينية سيواصلون التصدي للاحتلال بصمود وإصرار على إفشال جميع مخططاته الاستعمارية.
عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير واصل أبو يوسف قال في تصريح لمراسل سانا: إن الشعب الفلسطيني يخوض معركة مفتوحة مع الاحتلال، فيما يتهرب المجتمع الدولي من مسؤولياته لوقف جرائم الاحتلال ما يجعله شريكاً فيها لأن الاحتلال يفهم هذا الصمت على أنه تشجيع للاستمرار في ارتكاب الجرائم، مؤكداً أن التضحيات التي يقدمها الشعب الفلسطيني ستقود حتماً إلى دحر الاحتلال، وإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس.
من جانبها أشارت عضو المكتب السياسي للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين اكتمال حمد إلى أن كل يوم يشهد ارتقاء شهداء وإصابة العشرات في معركة الدفاع عن فلسطين التي جبلت أرضها اليوم بدماء شهداء جنين، لافتة إلى أن استمرار المقاومة في جنين رغم المجازر رسالة للاحتلال أن الشعب الفلسطيني الذي أوقد مرحلة انتفاضة جديدة سيواصل تضحياته من أجل الدفاع عن حقوقه.
بدوره الأمين العام للمقاومة الشعبية الفلسطينية عزمي الشيوخي قال: إن العدوان الدامي على جنين الذي طال البشر والمدارس والمستشفيات وسيارات الإسعاف جريمة حرب بشعة لن تكسر إرادة الصمود والمقاومة لدى الشعب الفلسطيني الذي يقف في خندق واحد في معركته بمواجهة الاحتلال المجرم.
المتحدث باسم حركة الجهاد الفلسطينية طارق سلمي أكد أن كل الخيارات أمام المقاومة مفتوحة للرد على المجزرة البشعة التي ارتكبها الاحتلال في جنين في ظل صمت المجتمع الدولي، مشدداً على أن المقاومة ستسقط كل مخططات الاحتلال الرامية لتصفية القضية الفلسطينية.
متابعة أخبار سانا على تلغرام https://t.me/SyrianArabNewsAgency