أنقرة-سانا
أكدت حركات سياسية ووسائل إعلام تركية أن الممارسات القمعية التي تقوم بها أجهزة نظام رجب طيب اردوغان ضد المواطنين الأتراك تعيد تركيا إلى ما شهدته خلال عهد الانقلاب العسكري في الثمانينيات من القرن الماضي.
وأشارت حركة حزيران الموحدة في تعليق لها على ما نشرته وسائل إعلام تركية من صور لطلاب الجامعات الذين أوقفتهم شرطة أردوغان أمس وظهروا فيها مستلقين على الأرض وأيديهم مكبلة إلى الوراء إلى أن هذه الصور تذكر بالصور التي عايشها الأتراك في فترة حكم الانقلاب العسكري في أيلول عام 1980 مؤكدة أن هذه المظاهر تعيد تركيا إلى ذلك العهد القاسي .
وفي سياق متصل قال موقع ايليري خبر أن الشرطة التركية اعتدت على 24 طالبا من أعضاء التعاونيات الطلابية واتحاد أندية الفكر الذين احتشدوا أمام مديرية الأمن في اسطنبول دعما لزملائهم الذين أوقفتهم الشرطة في جامعة اسطنبول أمس.
وأوضح الموقع أن الشرطة وجهت السلاح إلى رؤوس الطلاب وهددتهم بالقتل في حال استمرار تحركهم لافتا إلى أن مديرية الأمن نشرت صورة الطلاب المستلقين على الأرض والذين تعرضوا للتعذيب في مرآب دائرة الضرائب لساعات طويلة على حسابها على موقع الفيسبوك مدعية أنهم موالون لحزب جبهة التحرير الشعبي الثوري حاولوا دخول مديرية الأمن من المدخل المخصص للسيارات.
وذكر الموقع أن الطلاب الذين لجؤوا إلى مرآب دائرة الضرائب القريبة من مديرية الأمن التي تعرضت لهجوم مسلح مساء أمس بعد إصابة زميلهم بطلق ناري إثر تبادل النار بين المهاجمين والشرطة تعرضوا للتعذيب من قبل نحو 50 شرطيا دهموا المرآب حيث وجهوا السلاح إلى رؤوس الطلاب وهددوهم بالقتل بعد إجبارهم على الاستلقاء على الأرض و أيديهم مكبلة إلى الوراء و قاموا بركلهم و ضربهم بقسوة وتوجيه الاهانات والشتائم لهم.
وأشار أحد الطلاب الذين تعرضوا للتعذيب في تصريح للموقع إلى أن رجال الشرطة وضعوا كيسا على رأس زميلهم المصاب إثر تبادل اطلاق النار بدلا من إسعافه إلى المستشفى ووجهوا السلاح إلى رأسه وحققوا معه.
وأوضح الطالب أن عناصر الشرطة مارسوا التعذيب لمدة 8 ساعات و نصف الساعة بحقهم حيث بقوا مستلقين على الأرض وأيديهم مكبلة إلى الوراء خلال هذه الفترة دون أن يسمح لهم بقضاء احتياجاتهم.
من جهة أخرى لفت الموقع إلى أن المدعي العام أحال 17 طالبا أوقفتهم الشرطة أمس في جامعة اسطنبول إلى المحكمة دون الأخذ بإفادتهم وأشار إلى أن قاضي التحقيق الذي ينظر في القضية أكد للمحامين أنه “لن يأخذ بإفادات الطلاب الموقوفين و سيتخذ قراره وفقا لملف القضية”.
وفي سياق آخر دهمت الشرطة التركية مركز إيديل الثقافي وجمعية أوكميداني للحريات ومقر اتحاد الشباب ومنازل المواطنين في منطقة أوكميداني باسطنبول صباح اليوم وأوقفت عددا كبيرا من الأشخاص في إطار حملة أمنية واسعة .
وقال موقع صول خبر إن الشرطة الحقت أضرارا مادية كبيرة في مركز أيديل الثقافي الذي تواصل فرقة كروب يوروم الموسيقية أعمالها فيه وعبثت بأثاثه وأوقفت أعضاء الفرقة .
ونشر تجمع الصفحات المشتركة صورا للمركز على حسابه في مواقع التواصل الاجتماعي بعد دهم الشرطة حيث تظهر الصور الأضرار التي الحقتها الشرطة بالمركز وآلات الموسيقا المحطمة والجدران المهدمة .
يذكر أن تركيا تعيش في ظل نظام اردوغان حالة مستشرية من قمع الحريات وتكبيلها والاستحواذ على كل مراكز السلطة والقرار إضافة إلى قضايا الفساد والرشاوى التى تورط بها أردوغان نفسه مع أعضاء فى حزبه ووزراء ومقربين منه وهو ما يثير حالة عامة من النقمة والاحتجاج لدى أغلبية المواطنين الأتراك .
صحيفة نمساوية: أردوغان يقود تركيا إلى الانقسام ويفشل في سياسة تصفير المشاكل
من جانبها انتقدت صحيفة (دي بريسه) النمساوية السياسة الداخلية والخارجية لنظام رجب طيب اردوغان الحاكم في تركيا مشيرة الى ان سياسة حزب العدالة والتنمية تقود تركيا الى الانقسام.
وقالت الصحيفة في مقال نشر على موقعها الالكتروني: “إن سياسة اردوغان على الصعيد الداخلي لم تعد تقنع الشعب التركي وخاصة دعواته المزيفة إلى تحقيق الديمقراطية وحماية حقوق الانسان في الوقت الذي يضرب فيه عرض الحائط بحرية الاعلام والصحافة ويمارس انواع الاعتقالات التعسفية ضد معارضيه”.
وأشارت الصحيفة إلى أن أردوغان يأمل ببسط نفوذه المطلق وسيطرته التامة على صلاحيات الآخرين عبر التخفيف من نفوذ العسكر والجيش خوفا منهم والتحكم بمقدرات السلطة منفردا بسياسة الداخل والخارج وهو ما بدأت نتائجه السلبية تظهر هذه الايام بعد عمليات وهجمات مسلحة على مقرات حزبه وسلطاته وأعوانه من قبل منظمات شعبية وأحزاب يسارية مناهضة له.
ولفتت الصحيفة إلى أن سياسة اردوغان الخارجية في ما أسماها حزب العدالة والتنمية “سياسة تصفير المشاكل مع الجوار” أثبتت فشلها وخاصة في سورية والعراق وإيران ومصر موضحة أن “النظام التركي والسعودي هما الأشد عداوة للقيادة السورية في الحرب القائمة في البلاد”.