الشريط الإخباري

الموسيقي اوروك داؤد: مشوار ممتع مع الموسيقا لا يعرف الحدود

دمشق-سانا

نشأ الموسيقي الشاب اوروك داؤد في عائلة موسيقية في مسقط رأسه بمدينة القامشلي فوالده عازف ايقاع واعمامه عازفو آلات نفخ نحاسية ووترية أما هو فبدأ العزف في العاشرة على اوكورديون قدمه له والده كهدية وكان عزفه على هذه الآلة اجتهادا شخصيا وبعدها انضم إلى فرقة الكشافة بالقامشلي حيث علمه قائد الفرقة وهو عمه جان داؤد العزف على آلة الترومبون.

عزف داؤد على آلة الترومبون بفرق الشبيبة والكورالات في الكنائس وغيرها واستمر حتى عمر الثامنة عشرة وفي إحدى الحفلات التقى بعازف الاورغ جوني تضارس الذي شجعه على إتقان عزف آلة الساكسفون حيث استعار هذه الآلة وبدأ يطور نفسه بالتعامل معها ثم قرر ان يكمل دارسته الاكاديمية في المعهد العالي للموسيقا لإتقان واحتراف العزف على الساكسفون وساعده على ذلك استاذ آلة الترومبيت الدكتور راني الياس في المعهد العالي للموسيقا.

وعن احترافه العزف الموسيقي يقول داؤد في حديث لـ سانا أردت احتراف العمل الموسيقي والقيام بمغامرة في مجال الاحتراف فغادرت إلى تركيا وعملت هناك بمجال العزف على مدار ثلاث سنوات حيث أنشأت فيها فرقة هاي جاز التي كانت مؤلفة من خمسة أشخاص وكنت السوري الوحيد بينهم وكنا نعزف التراث الكردي والتركي بأسلوب موسيقا الجاز.

وتابع داؤد ابن الرابعة والعشرين بالقول التقيت بالموسيقي باسل خليل وهو مؤلف موسيقي وعازف غيتار وشكلنا فرقة كان هو المشرف العام على عملها اطلقنا عليها اسم دومسك مبينا أنها كانت تتضمن عازف الأوكورديون خالد الحلبي وعازف العود محمد درغام وعازف الجي أم بي ملاذ مغربي وقدمنا أعمالنا في الشوارع والساحات العامة إضافة لمشاركتنا في الكثير من المهرجانات والحفلات.

ويتابع عازف الساكسفون الذي انتقل للإقامة في المانيا مؤخرا لمتابعة دراسته الموسيقية الاكاديمية والعمل بذات الوقت.. أسعى حاليا لتقديم الموسيقا الشرقية بآلة الساكسفون التي اعشقها معتمدا على النمط الغربي الممنهج مبينا انه راض عما وصل إليه في المرحلة الراهنة نوعاً ما مع سعيه لتطوير التكنيك في العزف في مجال موسيقا الكلاسيك والجاز وغيرهما.

ويضيف لدي محاولات خجولة في التأليف الموسيقي بسبب عدم توفر بعض المؤهلات الكافية لدي في هذا المجال ولكن هذا لا يمنع من سعيي للتأليف الذي أحاول تطويره عندي لافتا إلى أن أصدقاءه الموسيقيين السوريين في أغلبهم ناجحون في التأليف الموسيقي وهذا لتعدد الثقافات في سورية والألوان الموسيقية ما يجعل من الفنان السوري بشكل عام موسيقيا ناجحا ومميزا في كل أنحاء العالم.

ويرى الموسيقي الشاب الذي شارك مطلع الشهر الحالي في مهرجان الموسيقا من أجل السلام ضمن أسبوع الموسيقا السوري في ألمانيا ان هذا المشروع مهم وكان ناجحا متمنيا أن يكتب له الاستمرارية ويستطيع تجديد مشاركته فيه بالأعوام القادمة.

والموسيقا السورية كما يجدها داؤد غنية جداً بالأنماط الموسيقية المميزة بسبب تعدد الثقافات والألوان الموسيقية فيها ما نتج عنه توليفة خاصة في الغناء والموسيقا لا يمكن أن توجد في أي بلد آخر مشيرا إلى أن الموسيقيين السوريين عربياً هم في الصفوف الأولى ولهم حضور جميل عالميا يمكن أن يتطور مستقبلا مع مزيد من التخطيط لهذا التواجد ليكون فعالا أكثر.

لكن ما تشهده الساحة الموسيقية السورية في الوقت الراهن يجده داؤد متخبطا في موضوع الهوية بسبب الابتعاد عن التراث الموسيقي السوري والتوجه من قبل بعض المؤلفين الموسيقيين نحو الموسيقا الآسيوية أو التركية مبينا أن التراث الموسيقي الحلبي نجا بنفسه من التلوث بموسيقا خارجية بسبب نشاط واجتهاد المعنيين به والفنانين الذين يؤدونه.

ويدعو داؤد في ختام حديثه المؤسسة الثقافية الرسمية إلى مزيد من الدعم للموسيقيين السوريين الموهوبين والتمسك بهم كي لا يغادروا للخارج بحثا عن فرص الانتاج والعمل وإتاحة الفرص أمام كل من يمتلك موهبة ليقدم ما لديه ليساعد ذلك على ايجاد مناخ فني صحي وناضج ويسرع بانتهاء الأزمة ويقرب الفنانين من بعضهم ومن الجمهور السوري ما ينعكس ايجابا على المجتمع عموما ويساعده في التعافي والتطور والنهوض في المستقبل.

محمد سمير طحان