اللاذقية-سانا
تنوعت التجارب الفنية التي عرضت في المعرض الجماعي الذي أقيم في “هيشون آرت كافيه” في اللاذقية من ناحية المستوى الفني والتقنيات المرسومة والمواضيع المطروحة إضافة إلى أعمال نحتية بمشاركة مجموعة من الفنانين التشكيليين والشباب.
فقد قدم الفنان سموقان عملين فنيين بعنوان “أبجدية الأزرق” تناول فيهما مواضيع تتعلق بالبحر إضافة إلى موضوع المرأة التي جسدها الفنان بولس سركو في لوحاته من خلال اهتزازية الجسد والرايات التي تحيط به.
وأشار الفنان سموقان في تصريح لـ سانا إلى أن لوحاته التي حملت عنوان “أبجدية الأزرق” جاءت بلغة بصرية يمكن أن نقرأها من خلال مفردات اللون أو الشكل أو الخط مبينا أن اللون له دلالات مختلفة حسب السياق التشكيلي للجملة التشكيلية فكما الكلمة لها دلالات مختلفة في اللغة كذلك للون دلالات مختلفة حسب السياق مع العناصر الأخرى.
وأوضح أن اللوحة التي أسماها أبجدية الأزرق ليس بالضرورة أن تحتوي لونا أزرقا بل أن تنتمي إلى هذه المجموعة بدلالاتها لما تحويه من عناصر مثل “الصياد البحر-السماء-السمك” وأي عنصر آخر له علاقة بالصيد والبحر مبينا أن الدلالة هي التي تقود الشكل وليس العكس.
ورأى أن المشاركات تنوعت وتفاوتت في مستواها واساليبها وأن من حق الفنان أن يجرب لأن ذلك يوصله إلى نتائج غيجابية مبينا أن هذا المعرض يشكل حالة إيجابية لأن أي عمل ثقافي مهما كان نوعه هو مؤشر حضاري ولاسيما في ظل الأزمة التي تمر بها سورية.
أما الفنان بسام ناصر فقدم تجربته الأخيرة في البورتريه بحالة تعبيرية فيها الكثير من الطفولة والحب والجمال مستخدما الخط واللون بشفافية عالية من خلال عملين جسد من خلالهما وجوه أنثى حزينة لما تمر به سورية من ازمة بنظرات حزينة نجد فيها الكثير من التحدي والامل و اللوحتان مرسومتان بتقنية الألوان الزيتية وتتبع لأسلوب المدرسة التعبيرية.
وقدم كل فنان تجربته واسلوبه الخاص به وكذلك بالنحت كان هناك تجارب جديدة وأساليب لم يعتد المشاهد على رؤيتها مثلا تجربة الفنان علي حميشة حيث يلملم مجموعة من الأحجار ويلصقها بتكوينات إبداعية جميلة.
كما قدم الفنان بولس سركو عملا فنيا جسد من خلاله لوحة راقصة لأنثى تحدث عن العمل قائلا هذه الأنثى عبارة عن خلفية أخذتها من زخرفة الجرار الأوغاريتية حيث تعتمد على خطوط منحنية تعبر عن حركتها وأن جو اللوحة أوغاريتي وفيها تضاد لوني بين الأحمر والأخضر الذي يعني اجتماعهما قوة الحياة.
وأوضح سركو أن هذا المعرض الجماعي الذي يضم تجارب شابة مع تجارب فنانين مخضرمين إضافة إلى تنوعه بأنماط الفنون منها النحت بأنواعه المعدني والخشبي والطرق على النحاس وتقنية الرسم بالأبيض والاسود والغرافيك و الأعمال الزيتية.
وقال إن الأعمال الزيتية تطغى على المعرض وفيها مجمل مدارس الفن التشكيلي من التجريدية والانطباعية والتعبيرية وان هناك أعمالا للشاعر علي حميشة وهي فن تطبيقي أكثر منها نحتية والمميز بالتجربة انه يجمع مواد من الطبيعة مثل شط البحر ويخلق منها أعمالا فنية وأن كانت بحاجة إلى صقل أكثر.
وبالنسبة للتجارب الشابة فهناك تجربة الفنانة نتالي مصطفى وتتناول حالة تعبيرية ولوحتها المقدمة عبارة عن أم في عيونها حزن شديد وخوف وتطلع نحو الخلاص والسماء وعلى كتفها يوجد طفل خائف أما تجربة مريم حكيم فهي تجربة متطورة حيث قدمت عملين فيهما تداخل بالتعبيرية والتجريدية واستطاعت التحكم بهما بأدواتها بشكل جيد واستخدامها للألوان والتضاد بين عناصر التكوين كان موفقا.
أما الفنان عنتر حبيب فشارك بعملين بقياسين مختلفين مستخدما تقنية الألوان الزيتية على القماش مجسدا في إحداهما حالة طفولية بجملة شعرية قال فيها “ما زلت أستطيع الرقص مع الفراشة ولازلت اتعثر بجدول ماء بين قدميها” أما الثانية فرسم فراشة بكامل ألوانها جسد من خلالها المرأة مؤكدا أن فكرة تجمع الفنانين بمعرض جماعي تغني الجميع ابتداء من المتلقي وصولا الى الفنانين المشاركين من ناحية إنشاء الحوار البصري واطلاع الفنانين على تجارب بعضهم البعض.
وتمنى أن تكون ظاهرة الملتقيات الجماعية مستمرة ودائمة من أجل الارتقاء بالعمل الفني إلى مستوى أفضل وتعميم ثقافة حضور اللوحة في جميع الأمكنة وليس فقط في المعارض وهذه المساحات الملونة أتمنى أن تزيد لأن سورية تستحق الكثير من الجمال والحب.