دمشق-سانا
احتوى العدد الأول من مجلة دوائر الابداع الفصلية التي تصدر عن جامعة دمشق أبحاثا أدبية وفكرية وثقافية لكتاب وباحثين ومبدعين حيث ضمت المجلة عدة أبواب يأتي في مقدمتها باب دراسات وباب من التراث وأعلام ومفكرون ومتابعات وأقلام المبدعين.
ومجلة دوائر الإبداع التي تنشر في صفحاتها الابداع الشعري والروائي والقصصي والمسرحي إضافة إلى الدراسات والنقد الأدبي بدأت بافتتاحية رئيس تحريرها الدكتور طالب عمران يتحدث فيها عن كيفية اكتشاف العرب أمريكا من خلال سرد لما حدث معه في لقاء جمعه مع الباحثة ليلى الحمدان التي كانت تريد أثبات أن العرب هم من اكتشفوا أمريكا .
ونقرأ في باب دراسات موضوعا للدكتور محمد الهادي عياد يتحدث فيه عن أن الخيال العلمي هو مولد للعبقرية لأن الخيال هو المحرك للحياة والدافع للبحث عن اسرار الكون والباني لأمل الإنسان في هذا العالم.
وكتب الدكتور عمران عن الراميانا القصيدة الجميلة وهي من أشهر الملاحم الهندية وأكثرها غنى وقدسية عند الهندوس فينشدونها في المعابد والمناسبات وتتألف من ثلاثة وأربعين ألف بيت مزدوج وهناك موضوع لجميل حسين الأحمد بعنوان كونفوشيوس والحضارة الصينية وموضوع لحسين محي الدين السباهي بعنوان الانتباه عند الأطفال من منظور علم النفس أما سامر منصور فكتب عن سيكولوجيا المرأة تحت المجهر.
أما الملف الإبداعي فاحتوى ثلاث قصص الأولى العملاق لطالب عمران والتنابلة لعياد عيد وبقايا ندم لغسان كامل ونوس واختتم الملف بقصيدة للشاعر خالد أبو خالد قال في مطلعها..
“أوغلت أم سقط الخريف إلى نهايته
وأقلعت الرياح..
ودعت.. أم هذا الرصيف مراوغ..
والناس من ورق.. ووهم..
أودعت فيهم صورتي الأخرى..
ووزعت الحداد.. على البراري..
والخواتم.. والأساور. والعقود على احتضاري..
وانتحلت صفاتي الأولى..
فكانت نخلتي قمري”.
وفي باب من التراث مواضيع مهمة أبرزها بحث الوثائق والمكتبات في الحضارة الإسلامية والعربية للدكتور سهيل الملاذي الذي بين فيه أن أعمق الجذور في تاريخ الكتابة والتوثيق نمت في الأرض العربية ففيها نشأ أقدم المكتبات في العالم وفي رحابها استقرت وحفظت الوثائق والنصوص المكتوبة منذ آلاف السنين شاهدة على حضارة عريقة.
وكتب عيد الدرويش في الباب نفسه موضوعا عن جماليات ورسائل في الخط العربي وكتبت جوهرة سهيل عن الطب والصيدلة عند العرب.
ونلاحظ في باب أعلام ومفكرون ورود شخصيات لها تأثيرها في الحياة حتى الآن فقد كتب الدكتور عمار محمد النهار موضوعا عن ابن سينا والطب والحديث وكتب الدكتور قاسم الربداوي عن المسعودي أما الباحث محمد مروان مراد فتناول موضوعه كوكبة علماء الفلك في بلاد الشام مبينا أنهم صححوا نظريات علماء الغرب وأنجزوا تقدما في ميادين العلم الحديث ومن أبرزهم ابن الشاطر والمارديني وابن اللبودي.
وكتب في باب متابعات الدكتور عمار النبطي عن القدرات العقلية الخارقة وتطرق محمد الخاطر في موضوعه إلى الصفات الأخلاقية في التراث الأدبي أما محمد نادر الحجو فقدم عرضا لرواية الأزمان المظلمة إحدى روايات الخيال العلمي الشائقة و المثيرة للجدل لما فيها من أحداث ووقائع تشد الناظر إليها فاستوحاها مؤلفها طالب عمران من الأحداث المؤلمة التي يمر بها العالم اليوم تحكي عن هموم الإنسان و خوفه من مستقبله وسط عالم مضطرب في حبكة شائقة تثير القارئ والمفكر والمتأمل .
واختتمت المجلة مواضيعها بزاوية سميت بأقلام المبدعين كتبتها الدكتورة ناصرة شرما تتحدث فيها عن الحب وخصوصياته .
هناء صقور