“نساء يعدن الحياة” مشروع نوعي لتدوير الملابس المستعملة

السويداء-سانا

واجهت الشابة جنان كمال الدين من محافظة السويداء عددا من الصعوبات التي حالت دون حصولها على فرصة عمل بعد تخرجها من معهد الفنون الجميلة قبل أعوام فاستمرت بأعمال الخياطة والأشغال اليدوية ضمن منزلها قبل أن تقرر مؤخرا الإعلان عن مشروع لإعادة تدوير الملابس المستعملة تحت عنوان نساء يعدن الحياة وذلك بهدف استثمار الثياب المهملة وإعادة أحياء الأقمشة التالفة لاستخدامها مرة أخرى لأغراض مختلفة بعد منحها حلة جديدة وجذابة.11

ويوفر المشروع الذي يعتبر إضافة لمجموعة من المشاريع النسائية المتميزة في السويداء فرص عمل لعدد من النساء كما أوضحت كمال الدين في حديث لنشرة سانا الشبابية سواء من العاملات في مجال الخياطة أو ممن يخضعن لورشة تدريبية ضمن المشروع قبل المباشرة بالعمل مشيرة إلى أن الفعل الابداعي الذي تقمن به النسوة في إعادة نسج التوالف يكرس بعدا اقتصاديا مهما ويصدر صورة متميزة للمرأة السورية وقدرتها على اجتراح الحلول والمخارج للأزمات التي تمر بها.

وأضافت أنها استلهمت الفكرة من مشروع مماثل شارك العام المنصرم في مهرجان سيدات الجولان الأول في السويداء تحت عنوان “خلايا النحل” و هو ما حفزها لإطلاق مشروعها بهدف تفعيل دور المرأة السورية خلال الأزمة واستثمار حضورها الإنساني المبدع خاصة في هذه الظروف التي يمر بها الوطن حيث نجحت باستقطاب عدد من الشابات وتدريبهن وتعليمهن فنون الخياطة بالإبرة والخيط فقط دون استعمال الآلات الكهربائية الخاصة بهذه المهمة.10

وقد تمكن المشروع منذ انطلاقته قبل ستة أشهر من تنظيم معرضين مهمين حسب قول كمال الدين قدمت خلالهما سيدات المشروع كامل إنتاجهن من بقايا الأقمشة التي قمن بتحويلها إلى مفارش وأغطية للأسرّة والطاولات و حقائب و ستائر ولوحات قماشية مغزولة على النول اليدوي بالإضافة إلى قطع فنية تم استخدام الأقمشة المهملة فيها كمادة أولية.

واشارت إلى أن هذه المعارض هي نافذة لتسويق منتجات الشابات المشاركات في المشروع حيث يوفر لهن هذا العمل دخلا ماديا معقولا وخاصة أن الغالبية منهن يتمتعن بطموح كبير لتوسيع نطاق عملهن معبرة عن ترحيبها بجميع الراغبات بالانضمام إلى هذا المشروع بعد إخضاعهن للدورات اللازمة.2

ويقيم المشروع حاليا ورشة عمل مع فرع الاتحاد الوطني لطلبة سورية في السويداء حول تدوير الملابس المستعملة بمشاركة 27 طالبا وطالبة من معهد الاقتصاد المنزلي وذلك بغية تعزيز الجانب العملي لدى الطلاب بما يتناسب مع اختصاصهم وتعريفهم بكيفية استثمار الملابس المستعملة في تصنيع أشياء جديدة وجميلة حيث ستثمر هذه الورشة في نهايتها وفقا لكمال الدين عن تشكيل لوحة كبيرة من الألبسة المستعملة بعنوان “السنديان” تتضمن مفرداتها اللباس العربي وآثار محافظة السويداء لعرضها في إحدى فعاليات فرع الاتحاد الوطني لطلبة السويداء.

بدورها أشارت نجاح نصر إحدى النساء العاملات في المشروع إلى أنها انضمت للمشروع بعد خضوعها لدورة تدريبية لتعلم كيفية تدوير الألبسة المستعملة كفكرة جديدة يمكن الاستفادة منها بطرق متعددة وخاصة أن لديها خبرة سابقة في أعمال الخياطة وتدوير الورق والأشغال اليدوية.

ولفتت إلى أنها نجحت في تقديم مجموعة من الأعمال القماشية الجميلة و التي نالت استحسانا واسعا في المعارض التي شاركت فيها ضمن المشروع حيث استفادت من الرؤى المتنوعة التي أوحت بها النساء خلال العمل بالإضافة إلى تصوراتها الخاصة لتحديث كل قطعة ثياب قديمة منوهة إلى أنها تعول كثيرا على هذا المشروع لتطوير عملها و التعريف بمنتجها وتسويقه.

عمر الطويل

انظر ايضاً

مشروع في السويداء يعكس تميز المرأة السورية

السويداء-سانا مشروعات صغيرة وليدة الظروف التي مرت بها بلدنا تثبت إصرار وصمود المرأة السورية وقدرتها …