الشريط الإخباري

الأسير ناصر أبو حميد.. شاهد حي على وحشية الاحتلال بحق الفلسطينيين

القدس المحتلة-سانا

“أخاف كل لحظة أن يصلني خبر استشهاده.. كل ما أعرفه أنه يعاني من هبوط حاد في ضربات القلب، وأن رئتيه توقفتا عن العمل بشكل طبيعي نتيجة السرطان الذي تغلل في كل أنحاء جسمه.. أحتاج أي كلمة تطمئنني لكن الاحتلال يتكتم على وضعه”، بهذه الكلمات تصف والدة الأسير الفلسطيني ناصر أبو حميد حالة الترقب والقلق والألم التي تعيشها بعد التدهور الشديد في وضعه الصحي داخل معتقلات الاحتلال الإسرائيلي.

وفي حديث لمراسل سانا قالت والدة ناصر: “حرمني الاحتلال من رؤيته في لحظاته الصعبة هذه، أريد أن أقبله وأحتضنه، حتى رؤية من يصارع المرض والموت محرومون منها تحت الاحتلال الغاشم، هذا الاحتلال المجرم الذي لا يعير الإنسانية أي اهتمام، أمنيتي أن أرى ناصر، أعرف أنه لن يبادلني الحديث، فهو عاجز عن ذلك بسبب وضعه الصحي الحرج”.

وعن أيامها المملوءة بالقهر منذ تدهور وضع ناصر الصحي أضافت: “لا أنام الليل وأخاف من جرس الهاتف، أعيش كل سيناريوهات الخوف، أعرف أن ناصر يحتضر ويعيش اللحظات الأخيرة من حياته، كيف سأستقبل ناصر وهو شهيد، لماذا يحرمني الاحتلال من رؤيته وتوديعه”.

ولفتت والدة ناصر المعروفة باسم سنديانة فلسطين إلى أنها رغم الحزن تتحلى بالصبر والثبات، فهي والدة الشهيد عبد المنعم وخمسة أسرى يقبعون منذ فترات طويلة داخل معتقلات الاحتلال وهم ناصر ونصر وشريف ومحمد وإسلام، مبينة أن الاحتلال الإسرائيلي لم يكتف بحرمانها من رؤيتهم بل قام بهدم منزلها خمس مرات ومنعها من إعادة بنائه.

وناشدت والدة ناصر اللجنة الدولية للصليب الأحمر وكل المؤسسات الدولية ولم تترك بابا إلا طرقته علها تتمكن من رؤية ابنها لكن الاحتلال تجاهل كل المؤسسات الحقوقية وكل المناشدات الإنسانية، على الرغم من خطورة وضع ناصر الصحي المتدهور منذ سنوات عدة.

من جهته أشار المتحدث باسم نادي الأسير الفلسطيني أمجد النجار إلى أن ناصر أبو حميد دخل مرحلة الخطر الشديد على حياته بعد أن نهش السرطان جسده، ورغم ذلك رفض الاحتلال الإفراج عنه ونقله إلى المستشفى ليرى أهله في اللحظات الأخيرة من حياته، لافتا إلى أن الاحتلال يرفض حتى الإفصاح عن وضعه الصحي على الرغم من مئات المناشدات الإنسانية التي أطلقتها المؤسسات الحقوقية.

وبين النجار أن سبب تدهور صحة الأسير أبو حميد هو سياسة الإهمال الطبي التي يمارسها الاحتلال بحقه وبحق كل الأسرى المرضى، حيث بدأ المرض بمشاكل في التنفس وظهور كتلة سرطانية في منطقة الصدر وتغلل بعدها السرطان لينهش جسده، جراء رفض الاحتلال علاجه بجلسات علاج السرطان المعروفة، مشيراً إلى أن الدول التي تدعي الإنسانية والدفاع عن حقوق الإنسان بقيت متفرجة على الأسير أبو حميد وهو يصارع مرض السرطان دون علاج، وصم الآذان عن صرخاته واستغاثات عائلته.

من جانبه دعا رئيس جمعية حسام للأسرى والمحررين موفق حميد إلى مشاركة شعبية فلسطينية واسعة وحملة دولية لمساندة الأسرى داخل معتقلات الاحتلال، والإفراج عن الأسير ناصر أبو حميد في ظل الوضع الصحي الصعب الذي وصل إليه، وتقاعس المجتمع الدولي تجاه معاناة الأسرى الذين تنهشهم الأمراض بسبب سياسة الإهمال الطبي التي يعاني منها مئات الأسرى المرضى، مؤكداً أن ما يحدث للأسير أبو حميد جريمة قابلها المجتمع الدولي بالصمت طوال الفترة السابقة، كما صمت عن كل سياسات الموت البطيء التي ينتهجها الاحتلال الإسرائيلي بحق الأسرى.

والأسير ناصر أبو حميد من مواليد عام 1972، واحد من رموز العمل الوطني الفلسطيني المقاوم للاحتلال، حيث اعتقل أكثر من مرة وهو طفل في الثالثة عشر من عمره، وفي عام 1990 تعرض لكمين من الاحتلال أصيب فيه إصابة بالغة، وفي شهر نيسان 2002 اعتقلته قوات الاحتلال في مخيم قلنديا بمدينة القدس المحتلة وبقي معتقلا منذ ذلك الوقت حتى الآن.

محمد أبو شباب

متابعة أخبار سانا على تلغرام https://t.me/SyrianArabNewsAgency

انظر ايضاً

الأسير ناصر أبو حميد يدخل في غيبوبة داخل معتقلات الاحتلال

القدس المحتلة-سانا دخل الأسير الفلسطيني المصاب بالسرطان ناصر أبو حميد في غيبوبة