الشريط الإخباري

السمّ في المعارضة!-صحيفة تشرين

عندما تقوم المجموعات والحركات الإرهابية وخصوصاً مايسمى «جبهة النصرة» بفعل ما على الأرض السورية، يتم تسويق الخبر عالمياً بأنّ «المعارضة السورية سيطرت أو هاجمت أو قصفت..»، أو «تحالف المعارضة وفصائل إسلامية هجم أو قصف..إلخ..».

الأمر يتطلب نقاشاً هادئاً، فلنبدأ بأنموذج على سبيل المثال من نتاج صحيفة مشهورة برعاية المال النفطي في نسختيها الورقية والإلكترونية أبرزت منذ أيام ما سمّته «هجوم المعارضة على إدلب»، وأرفقت مع مادتها الإعلامية صورة الطيار الذي سقطت طيارته في دير سنبل متضمنة شعار تنظيم «قاعدة الجهاد جبهة النصرة»، وشرح الصورة ضمّنته صفة طائفية للطيار وأنّه في قبضة «المجاهدين»..

وبذلك تصبح مكونات طبخة السم الإعلامية خلطة من «معارضة وتنظيم قاعدة وجهاد»، مع توظيف مسميات ذات أبعاد طائفية، وتتكفل هذه الخلطة والتسويق المتكرر لها ضمن مئات الفضائيات ووسائل الإعلام بشتى أنواعه في إحداث أضرار ثقافية وفكرية كبيرة بمفهومي «المعارضة» و«الجهاد» قبل التشفي بالدم السوري!.

وهذا الأنموذج بخطابه السّام لا يكون تسويقه مرتجلاً أو مجرد خلط بل هو نهج إعلامي وسياسي وتضليلي منظّم، يجسد أيضاً الخطاب السياسي الأميركي الرسمي والتركي والخليجي في التعامل مع مفردات الحدث السوري.

ومن الواضح أنّ اختلاط مكونات الإرهاب و«القاعدة» بمكونات «المعارضة» لا يشكل أي محاذير لدى منظومة عالمية تستهدف العقل السوري بشكل مركز ومباشر، والرأي العام العربي والعالمي من أجل الوصول إلى تجسيد الإرهاب كمكون اجتماعي يراد أن تكون له مشروعية العمل السياسي والحكومي في سورية وتشويه المنظومة الفكرية والثقافية والحضارية للدولة السورية.

الغاية الإعلامية والسياسية من هذا «النهج» أيضاً هي صناعة وزن سياسي وميداني لما يسمى «المعارضة السورية»، فأي جهد إرهابي يُهدى للمعارضة، وأي جهد للمعارضة يُهدى للإرهاب والخلاصة تصب في المصلحة الأميركية..!.

لذلك لا بد من زيادة التركيز على تظهير خطاب سياسي وإعلامي مضاد يدين إعلام منظومة الحلف الأميركي من فمه ومن مفرداته والتركيز على مواصفة الإرهاب فيما يسمّى «معارضة» بتحالفاتها القاعدية الصريحة، إذ لا يوجد سوى الإعلام السوري الذي يقوم بهذا العمل المضاد بوضوح، فأين دور باقي الوسائل الإعلامية العربية والإقليمية المضادة للحلف الأميركي والمضادة أيضاً للإرهاب؟! ولماذا لا تغسل مصطلحاتها ومفرداتها؟ ولماذا تصر ـ كما توضح مؤخراً ـ على زيادة توريط المشاهد بـ«الخلطة» ذاتها المسجلة ماركتها للخطاب الأميركي والتركي والخليجي؟!.

بقلم: ظافر أحمد

انظر ايضاً

«جهاد» المصطلحات-صحيفة تشرين

تسوّق «جبهة النصرة» الذراع العسكرية لتنظيم القاعدة صورة من تجمعاتها تبرز فيها جملة «نقاتل في …