دمشق -سانا
تناولت المحاضرة التي أقامها المركز الثقافي بجرمانا بالتعاون مع فرع اتحاد الكتاب العرب في ريف دمشق للرحالة الباحث عدنان عزام العديد من جوانب حياته عبر رحلته العالمية وما كتبه وترجمه خلال هذه الرحلة وما بعدها.
وبدأ عزام معرفا بكتابه الأخير الذي ترجمه عن الفرنسية للصحفي فريدريك بيشون والذي وصفه عزام بأنه كتب بحيادية وبرؤية مغايرة لردود فعل الغرب حول الأزمة في سورية حيث يتحدث الكتاب عن خطأ الغرب في التعامل مع الأزمة في سورية خلال ما ظهر من تصريحات وتصرفات دول أوروبية وغربية غير نزيهة وخاصة فرنسا.
وقال عزام أن فرنسا ومن معها ظهرت غير قادرة على التعامل مع الأزمة في سورية بحسب ما أورده مؤلف الكتاب بيشون وقد حولت هذه الحرب سورية إلى “قبلة لأدعياء الجهاد في العالم” معتبرا أن هذا الكتاب مليء بالعروض والتحليل الدقيق لدهاليز المؤامرة على سورية الممتدة من أوروبا إلى بعض دول الخليج مستخدمة وسائل إعلام غربية وعربية ليصل الكاتب في النهاية إلى نتيجة مؤداها أن الغرب وعلى رأسهم أمريكا أصبح مقتنعا بأنه لا يمكن إسقاط الدولة السورية.
كما تحدث عزام في محاضرته عن علم الاستغراب وهو الكتاب الذي جاء خلاصة رحلة شاقة قام بها من عام 1982 إلى عام 1986 بدأت من ساحل البحر الأبيض المتوسط عابرا باريس واليونان وتركيا وإيطاليا وفرنسا وإسبانيا ثم الولايات المتحدة الأمريكية محاولا أن يؤسس معرفة جديدة فيها رؤى جديدة يمكن أن تؤدي خدمة للثقافة الوطنية والإنسان.
وعن رحلته قال عزام تحركت على ظهر حصان عربي أصيل وفي قلب الانتماء لوطني وعروبتي التي اعتز بهما وحبي لسورية الذي كان حافزا لكل ما أقوم به وحتى أظهر هذا الوطن بصورته الحقيقية بعيدا عن التشويهات وأصفه بما يستحقه بصفته منبع الحضارات الإنسانية عبر التاريخ.
وفي هذا الترحال الذي قام به عزام التقى شخصيات عديدة ومهمة منها القس جيسي جاكسون والمفكر الفلسطيني الراحل ادوارد سعيد وآخرين وكان في كل لقاءاته يمثل الحالة الوجدانية في وطنه ويكشف حقيقة إسرائيل ككيان استيطاني يعادي شعوب المنطقة.
وأوضح عزام السلبيات والايجابيات التي تميز سلوك المستشرقين فهناك من يحمل في أفكاره الخير والمحبة للعالم والإنسان وهناك من يسعى لخدمة حكومة بلده التي ترمي إلى التحكم و السيطرة على الدول الأخرى.
ونفى الدكتور الناقد غسان غنيم في مداخلته أن يكون ما أتى به المؤلف فريدريك بيشون بريئا بشكل كامل لأنه حاول أن يذكي نار الفتنة بشكل غير مباشر في بعض صفحات الكتاب معتبرا أن علينا ألا نلوم من يخدم بلاده بل يجب أن يكون محرضا لنا على خدمة بلادنا وأوطاننا.
محمد الخضر