الشريط الإخباري

روجيه ابراهيم ترسم خريطة سورية بشرانق الحرير

طرطوس-سانا

في مشاركتها الأخيرة ضمن معرض سوريات يتحدين الأزمة  في خان أسعد باشا بدمشق لفتت الحرفية روجيه ابراهيم  الأنظار إلى أشغالها الفنية المتميزة والمنتجة من تطويع شرانق الحرير الطبيعي والتي استطاعت بهذا الفن الجديد الحصول على عدة جوائز كان آخرها جائزة الباسل للإبداع والاختراع العام الماضي عن لوحة حريرية حملت عنوان سوريانا والتي تمثل خريطة سورية بكامل حدودها الطبيعية وهي مصنوعة من شرانق الحرير بالكامل.

وعلى الرغم من صعوبة التعامل والحصول على المواد الأولية اللازمة لهذا النوع من الفنون إلا أن الفنانة أرادت تعميم فكرتها ونشرها من خلال تطوعها في تعليم هذه الحرفة للفتيات في مراكز الإقامة المؤقتة في المحافظة بما يسهم في الحفاظ على هذه الحرفة ويمكن الفتيات من اتقان حرفة تشكل مصدر دخل لهم .

وتقول  ابراهيم لنشرة سانا سياحة ومجتمع  أنها أرادت من خلال لوحاتها الاختصاص في تقديم شيء مميز وجديد في مجال الفن أو الحرف فكانت حرفة التشكيل بشرانق الحرير التي تمثل تراث المنطقة التي تنتمي إليها في ريف مدينة الشيخ بدر حيث تمكنت من رسم أدق التفاصيل وأصعبها محاولة بذلك محاكاة التراث الساحلي الذي يضم الكثير من المهن والحرف المهمة .

وتضيف أنه رغم صعوبة الحصول على المواد الأولية الخاصة بحرفتها إلا أنها استمرت في انجاز لوحات الحرير الفنية التي تعتبر مصدر دخلها الوحيد لافتة إلى أنها وظفت المعارف والخبرات التي اكتسبتها من خلال دراستها في معهد الفنون التطبيقية في هذا المجال.

وأكدت الفنانة أهمية البيئة التي تنتمي إليها في تحفيز إبداعها وأفكارها في هذا المجال حيث أن تربية دودة الحرير كانت تشكل مصدر رزق لعدد من العائلات في مدينة الشيخ بدر مؤمنة بضرورة أن يكون كل إنسان منتجا وفعالا في مجال ما مهما كانت الظروف .

وتابعت بدأت العمل والاستفادة من شرانق الحرير التي كانت تستخدم سابقا لصناعة المناديل الحريرية التي أصبحت جزءا من اللباس التراثي لأهالي المنطقة حيث كانت الجدات تلبسنه للزينة والتباهي به أمام الأقران مؤكدة مرونة هذه الشرانق ومطاوعتها لأي عمل تقوم به وهذا منحها دفعا جديدا لتقديم المزيد من الأعمال والمشاركة في العديد من المعارض التراثية في المحافظة وخارجها والتي لاقت الإعجاب والرواج لدى الجمهور الذي يقتني العديد من لوحاتها.

وذكرت ابراهيم أنها تحتفظ بالكثير من شرانق الحرير التي تمثل بالنسبة لها مخزونا من المواد الأولية النادرة اللازمة لعملها بما يضمن لها الاستمرار في الإنتاج والمشاركة في المعارض.

وتختم بالإشارة إلى أهمية اتقان هذا العمل بالنسبة لها فهو بالإضافة لكونه  يحمل أهدافا إنسانية واجتماعية وثقافية وفكرية تتمثل في الحفاظ على التراث ونشره في أوساط مختلفة فهو أيضا حرفة تؤمن مصدر دخل لها وتعمل على تعليمها لغيرها الأمر الذي دفعها لتكريس وقتها وجهدها وماتعلمته في دراستها الأكاديمية لإنجاز لوحات تحمل صفة الابداع وتكون قادرة على منافسة أنواع أخرى من الحرف اليدوية.

غرام محمد