دمشق -سانا
قد يبدو سوق القيشاني كغيره من أسواق دمشق القديمة من حيث تاريخه القديم ونمط بنائه لكن مايميزه عن غيره تزيين اللون الأبيض لواجهاته فالسوق متخصص ببيع فساتين الأعراس والإكسسوارات وهذا مايجعل زبائنه في أغلبهم من السيدات اللواتي يبحثن في تفاصيله عن ضالتهن وهن يستمتعن بالشراء في مكان تختلط فيه الأصالة والعادات والتقاليد بكل ما هو جديد ويواكب الموضة الحديثة.
ويعتبر القيشاني من أشهر وأقدم الأسواق المتخصصة في بيع مستلزمات العرائس وتقصده النساء من أغلب المدن السورية وحتى من
الدول المجاورة بسبب جودة بضائعه وتنوعه وأسعاره المنافسة حسب الحاج مصطفى صاحب أحد المحلات في السوق.
ويشير مصطفى إلى أن كل البضائع الموجودة في سوق القيشاني هي صناعة محلية وبأيدي ورش موجودة ضمن السوق وهناك مصممون في مجال الخياطة يقومون دائما بالاطلاع على أحدث خطوط الموضة ويضيفون التعديلات على القطع بحسب طلب الزبائن كما يقومون بتنفيذ أي تصميم يطلب منهم كذلك توجد سيدات يقمن بشك القطع بالخرز الملون والأحجار وزخرفتها بشكل يدوي جميل ومتقن .
ويذكر مصطفى أن محلات السوق في السنوات الأخيرة توسعت كثيرا من حيث العدد وهي لا تزال تحتفظ بطابعها القديم رغم عمليات الترميم موضحا أن أغلب المحلات تتكون من طابقين يفصلها درج حجري حيث يختص الطابق الأرضي بعرض المنتجات أما الطابق الثاني فيكون رحبا لتقيس فيه العروس براحتها لأن شراء فستان السهرة أو العرس يحتاج إلى تأن ووقت وخاصة أن العروس تأتي ومعها والدتها وإخواتها ومرافقون من طرف العريس.
ولا تخرج العروس من السوق إلا ومعها كل ما تحتاجه من لوازم العرس التي يغلب عليها الأبيض والألوان الزاهية وبريق الإكسسوارات الجميل الذي يخطف الأبصار كما يرتسم على وجهها ابتسامة الرضى وهي تحمل معها ما تشتهي عينها ويناسب ميزاينتها.
ويقول أحمد صالحة صاحب محل لبيع الإكسسوارات في السوق ..” احرص على أن تكون تشكيلة الإكسسوارات لدي مواكبة للموضة وكل ما يهم العروس وخاصة التيجان التي لا تزال رائجة ومحببة لدى الكثير من الدمشقيات كي تشعر العروس بأنها ملكة في يوم عرسها إضافة إلى الطقم الأبيض الذي يرافق الفستان ويشمل الحلق والطوق والأسوارة والخاتم والذي يكون إما من اللولو أو حجارة الألماس الصناعية والتي يضفي بريقها على الفستان المزيد من التألق”.
من جهتها تقول رؤى صباغ عروس قدمت مع والدتها وحماتها إلى السوق لتختار فستان العرس ..”لم أفكر طويلا بالمكان الذي سأشتري منه فستاني وأتينا إلى سوق القيشاني لانتقي منه ما أحب وليس لدي مشكلة مع وجود مصممين وأيد تعمل بذوق واتقان وأنا سعيدة بذلك كون والدتي وجدتي قصدتا السوق للغرض ذاته وهذا يعني لي الكثير”.
وتتابع صباغ أن مايميز هذه الأسواق القديمة أن العروس تتجول فيها دون أن تكترث بالمطر الغزيز بالخارج أو حتى بشمس الصيف .
يشار إلى أن السوق أخذت اسمها من الحمام القديم الموجود ضمن السوق والمعروف بحمام القيشاني ويعتبر من المشيدات الأثرية إضافة إلى وكالة القباقيبي وعدة مبان قديمة.
مي عثمان