الشريط الإخباري

التشكيلية الشابة ليديا هداية: أبحث عن هويتي الفنية من خلال التجريب

دمشق-سانا

نشأت التشكيلية الشابة ليديا هداية في بيت يغص باللوحات والأيقونات التي كان ينجزها والدها فاكتسبت ثقافة بصرية فريدة أتاحت لموهبتها أن تصقل مبكرا وتعرف طريقها الفني مختصرة سنوات من التجريب والتطوير ما جعل منها فنانة تنبئ بالكثير مستقبلا.

2

الفنانة الشابة ليديا التي تحضر لمعرضها الأول حاليا تقول في حديث لـ سانا إن “علاقتي باللوحة قديمة ومنذ صغري ترعرعت في بيت زينته اللوحات كون والدي فنانا تشكيليا فكانت كل لوحة تشكل عامل دهشة بالنسبة لي حيث لاحظ أهلي موهبتي وأنا في السابعة عندما كنت أحاول تقليد لوحات أبي بإمكانياتي المتواضعة”.

وتابعت إن علاقتي باللوحة كانت في حالة تطور دائم وتحولت إلى علاقة جدية عندما دخلت لكلية الفنون الجميلة فادركت حينها أن قدري أن أكون فنانة تشكيلية مبينة أنها كانت شغوفة بالاطلاع على تجارب التشكيليين السوريين والعالميين لمعرفة المدرسة الفنية التي تتوافق مع ميولها وإحساسها الفني وأفكارها.

وتوضح هداية أنها تأثرت جدا بأعمال والدها الذي استقت من فنه منذ الصغر فكان بالنسبة لها المدرس والمثل الأعلى وتقول إن خبرة والدي لسنين طويلة قدمها لي على “صحن من ذهب” ليختصر لي مسافات كبيرة لافتة إلى أن مهمتها صعبة في البحث عن أسلوبها الفني الخاص مع الاستفادة من تجربة والدها بعيدا عن التقليد والاستنساخ.

3

وتلفت التشكيلية الشابة خريجة كلية الفنون التطبيقية بحلب إلى أنها تقوم بالبحث حاليا عن هويتها الفنية من خلال التجريب للوصول لأسلوب فني يمثلها ويشبهها مشيرة إلى أن معرضها الأول الذي تحضر له حاليا سيكون مزيجا من هذه التجارب ويعبر عن إحساسها بمواضيع إنسانية.

وعن وجود المرأة بشكل بارز في لوحاتها تبين هداية انها في كثير من اللوحات ترسم نفسها في محاولة لنقل إحساسها وأفكارها إلى سطح اللوحة وفي أحيان أخرى ترسم وجوها انثوية تضع من خلالها ما تشعر به من غضب أو حزن أو فرح فتاتي اللوحة تشبهها وتتقمص روح المرأة في حالاتها المتنوعة.

وعن دخولها عالم الأيقونة تقول هداية إن فن الايقونة يتطلب خبرة كبيرة ورصانة بالعمل وأن يكون الفنان على دراية بطريقة رسمها والتقيد بها بدقة تامة مبينة أن تجربتها مع الأيقونة عمرها ثلاث سنوات وهي تجربة هامة أعطتها رصيدا غنيا جدا يمكنها الاستفادة منه في المستقبل في لوحاتها الخاصة.

4

وتوضح الفنانة الشابة المولودة في رأس العين أن الظروف التي يعيشها بلدنا صعبة وخاصة لفئة الشباب التي تخرجت تزامنا مع الأحداث في سورية لافتة إلى أنها بقيت فترة في حالة صدمة “فالأحلام والمخططات تلاشت لفترة من الزمن” ولكنها قررت أن تعمل رغم الظروف الصعبة.

رغم ذلك فهي لا تعتبر نفسها غير محظوظة بسبب ترافق بداية طريقها الفني مع ظروف صعبة فهي دائما تحاول أن ترى “النقطة البيضاء في البحر الأسود” مشيرة إلى أنه في كثير من الأحيان يكون الإبداع وليد الماساة التي يعيشها الفنان وتأتي الإيجابية في التفكير لتساعده على العمل والتفاؤل بالمستقبل.

وترى التشكيلية الشابة أن هناك العديد من أبناء جيلها من التشكيليين يقدمون أعمالا إبداعية جادة تبشر بمستقبل فني سوري يكون تتمة للحركة التشكيلية السورية العريقة لافتة إلى أن الأوضاع الحالية “أبعدت الضوء” عن التجارب الشبابية رغم حاجتهم لكل دعم والتعريف بهم ونشر أعمالهم وهنا يأتي الإعلام الذي يلعب دورا هاما في ذلك.

وتقول هداية إن كل لوحة اقوم برسمها استمر بالاشتغال عليها حتى أرضى عنها تماما ولو أخذت مني أشهرا مشيرة إلى أن مشوار الفن طويل وما زالت في بدايته وهي تعمل لاكتساب الخبرة التي تلزمها والتي تأتي مع الزمن واستمرار التجريب للوصول لبصمة فنية خاصة.

5

وترى التشكيلية الشابة أن المؤسسة الثقافية الرسمية تبذل جهودا جيدة رغم الظروف الصعبة من خلال الاستمرار بمعرضي الخريف والربيع مشجعة المواهب الشابة والحركة الفنية.

وتعبر هداية في ختام حديثها عن تفاؤلها بمستقبل الفن السوري لأنها مؤمنة بقدرات الكثير من الفنانين الشباب وباننا شعب قادر على تجاوز الأزمات مع قدرة الإنسان السوري على الإبداع في أي مكان وجد فيه.

والفنانة ليديا هداية من مواليد رأس العين عام 1990 خريجة كلية الفنون الجميلة بحلب قسم الاتصالات البصرية عام 2012.

محمد سمير طحان