دمشق-سانا
هواجس وعواطف وتعبيرات فنية لحقبة زمنية تمتد من الستينيات حتى الآن تجسدت في معرض (ورق) للفنانة التشكيلية أسماء الفيومي أقيم مساء اليوم في صالة تجليات بدمشق.
تتجلى التقنية والمهارة الفنية في سكب التعبيرات الوجدانية دفعة واحدة على ورقة بيضاء وبحبر سائل لتثبت أنها حقيقية وثابتة وهذا ما أوضحته اللوحات التسعون للتشكيلية فيومي وهي حصيلة أعمالها منذ عام 1966 وحتى الآن مواكبة لوحاتها الحياة وما تحتويه من أحداث واحتجاجات وقصص راسمة هواجسها وعواطفها بروح الأشياء بدءاً من دمشق والأطفال والأمهات بحالات السعادة والحزن والخوف والتناقضات الكثيرة للنفس البشرية في غمرة العواطف.
تناغمت الألوان الوردية والحمراء بكل تدرجاتها مع امتزاج جميل للأبيض والأسود في لوحات التشكيلية فيومي لتنبض أفكارها بروح الطفولة الجميلة والتي تكرست في معظم أعمالها محاولة تقديم دفقات شعورية لحظية لمراحل متعددة من حياتها برقة وعذوبة تشبه الوقفة الأولى المرتبكة للطفل والقابلة للسقوط عبر ارتعاش أصابعه الغضة.
الطفولة والأمومة واختلاجات العواطف المتبادلة بينهما كانت مرتكزاً لأعمالها التي انطلقت من حبها لأطفالها الذي خلق لديها موضوعاً فنياً ولمدة زمنية طويلة، منطلقة من إيمانها بأن الورق تسره الأفكار غير المنطوقة ويستقبل مكنونات النفس من أحلام ومشاعر لحظية تعبر بسرعة من نبض القلب إلى حبر على ورق وهذا ما خلق العشق لديها للورق.
وفي تصريح لـ سانا أوضحت وزيرة الثقافة الدكتورة لبانة مشوح أن الفنانة فيومي أثبتت إبداعها من خلال تطوير أدواتها وموضوعاتها ووسائل تعبيرها بشكل دائم والذي تجسد اليوم في معرضها بانتقالها من الجداريات ذات الموضوعات العميقة والمعقدة إلى لوحات بسيطة وصغيرة مكونة من ورق وحبر صيني سائل لأفكار عاطفية ووجدانية حساسة والتي لا يستخدمها إلا الفنان المتمكن من أدواته.
وأشارت مشوح إلى أن الفنانة فيومي لها حضور شفاف وراق جداً وفي منتهى الحساسية التي ظهرت عبر لوحاتها مجسدة كل لحظة من مراحل عمرها باقتناصها الشعور وكأنها صورته بعدسة فوتوغرافية.
وأوضحت فيومي من جهتها أن (الورق) هو اسم المعرض الذي انطلق من المادة الأساسية التي استخدمتها في أعمالها كلها لافتة إلى أن الورق مادة حساسة بالعمل الفني لأنك تستطيع أن تجسد التعبيرات سواء كانت خطوطاً لونية أو كلمات بسهولة ولكنه يستقبل الأفكار غير القابلة للتعديل فتسكب عواطفك دفعة واحدة وبشكل حقيقي وثابت أما الأحبار الصينية السائلة فتستخدم عالمياً وبكثرة والتعامل معها صعب.
يذكر أن أسماء فيومي فنانة تشكيلية سورية ولدت في عمان عام 1943 وتخرجت من كلية الفنون الجميلة – قسم التصوير في جامعة دمشق عام 1966 وهي من رائدات الفن النسوي في سورية منذ ستينيات القرن الماضي وأعمالها مقتناة من قبل وزارة الثقافة السورية والمتحف الوطني بدمشق ووزارة الإعلام وضمن مجموعات وخاصة في سورية وخارجها، عملت في التلفزيون العربي السوري 36 عاماً وقدمت الموضوعات الاجتماعية والإنسانية عبر الصياغة الخاصة بها وكان موضوعها المحبب لديها هو المرأة والأرض.
محاسن العوض
متابعة أخبار سانا على تلغرام https://t.me/SyrianArabNewsAgency