اللاذقية-سانا
بنسخته الرابعة لملتقى محمود العجان للموسيقا اختار طلاب معهد محمود العجان الموسيقي تقديم خمس أمسيات موسيقية يستعرضون من خلالها مختلف الأنماط الموسيقية، بدءاً من الموسيقا العربية الطربية ومروراً بموسيقا التانغو، والغناء متعدد الأصوات بلغات مختلفة وصولاً للموسيقا الكلاسيكية العالمية بما يظهر المواهب الموسيقية ومقدراتها الفنية والاحترافية العالية.
الملتقى الذي تستضيفه دار الأسد للثقافة باللاذقية على مدى خمسة أيام افتتحته فرقة الموسيقا العربية بالمعهد بحفل موسيقي غنائي حمل عنوان “عن ليالي الطرب”، أعاد الجمهور الكبير الذي حضر الأمسية إلى زمن الفن الجميل وعصر نهضة الموسيقا العربية.
وجاءت الأمسية بأداء ملفت من قبل الطلاب للافتتاحيات الموسيقية لأشهر أغاني سيدة الغناء العربي أم كلثوم “أنت عمري وألف ليلة وأغداً ألقاك” مع تقديم مقطوعات آلية من تأليف الموسيقار محمد عبد الوهاب “عواطف و ليالي الجزائر و زينة وخطوة حبيبي”.
الكورال الذي رافق الفرقة نقل الجمهور إلى طرب مختلف مع ميدلي غنائي من الموشحات والقدود “لما بدا يتثنى ويا زائري في الضحى وزمان الوصل بالأندلس ومرمر زماني وبيلبقلك شك الألماس وأول عشرة محبوبي والقراصية وياطيرى طيري ويا مال الشام”.
وبين مجد صارم مدير الثقافة باللاذقية في تصريح لمراسلة سانا أن الملتقى اختار هذا العام طلاب معهد العجان الموسيقي التابع لوزارة الثقافة لإحياء أمسيات الملتقى، كخطوة في إطلاق مشروع موسيقيين في محافظة اللاذقية جديرة بأن تظهر مواهبهم ليس فقط على مستوى المحافظة وإنما على صعيد الموسيقا السورية ككل.
ولفت إلى التنوع الموسيقي الذي سيقدم خلال الملتقى وبحفل الختام الذي سيحييه طلاب المعهد الذين حققوا العديد من الجوائز المحلية والدولية، ما يشكل حافزاً لهم ولغيرهم من الطلاب لتقديم المستوى الأفضل دوماً.
الحفل الذي جاء بإشراف الأساتذة في المعهد حمزة علي ومجد يونس يركز وفق علي على فترة زمنية محددة تتمثل بالعصر الذي شهد نهوض الموسيقا في عالمنا العربي بعد سيد درويش، مع استعراض عصر آخر وهو عصر الموشحات والقدود في محاولة لتغطية أكبر حقبة زمنية تطورت خلالها الموسيقا العربية.
وثمن علي المستوى الذي قدمته الفرقة والتي تضم 19 طالباً تتراوح أعمارهم بين 13 و15 عاماً ما يظهر حقيقة المواهب الموسيقية التي يضمها المعهد والجهد الكبير الذي يبذله الأساتذة ويعطي الأمل بالقدرة في الإسهام بتغيير الذائقة الموسيقية والتوجه بالموسيقا وتطويعها بطريقة صحيحة.
وبينت مديرة المعهد شذى محمد أهمية الفرصة التي أتيحت لطلاب المعهد من خلال إحياء الأمسيات الموسيقية للملتقى بما يعطي الطلاب والأساتذة على حد سواء دافعاً وحافزاً كبيراً، ويلقي في الوقت ذاته عليهم مسؤولية أكبر تفرض تقديم مستويات عالية من الأداء الموسيقي، مشيرة إلى سعي إدارة المعهد المستمر لتقدير قدرات طلابها وإظهار مواهبهم وصقلها بشكل أكاديمي لتؤهلهم للتميز موسيقيا في المستقبل.
ويستمر الملتقى الذي يحمل اسم الموسيقار الراحل محمود العجان وتقيمه وزارة الثقافة سنوياً ضمن سلسلة من الملتقيات التي تحتفي بالقامات الفنية والموسيقية والأدبية حتى يوم السبت القادم.
فاطمة ناصر
متابعة أخبار سانا على تلغرام https://t.me/SyrianArabNewsAgency