الشريط الإخباري

حرفة الموزاييك الخشبي.. إبداع دمشقي ابتكره الأجداد وطوره الأحفاد-فيديو

دمشق-سانا

جمالية حرفة الموزاييك الخشبي الدمشقي ومراحل التطور التي مرت بها وطرائق تنفيذها وأعلام حرفييها المؤسسين محاور أساسية ضمن الندوة التي أقامتها مديرية التراث الشعبي في وزارة الثقافة بالتعاون مع مديرية ثقافة دمشق بالمركز الثقافي العربي في أبو رمانة اليوم ضمن سلسلة ندوات حرفتي هويتي الشهرية.3

وبين الباحث في التراث محمد الفياض أن المؤسس الأول لحرفة الموزاييك الخشبي الدمشقي هو الحرفي جرجي جبرائيل البيطار حوالي عام 1860 والذي اقتبس فكرتها الأساسية من لوحات الفيسفساء الموجودة في الجامع الأموي فسعى لنقل فكرة تنفيذها إلى الأخشاب بدلا من الحجارة.

وأوضح الفياض أن فكرة الموزاييك الخشبي أو فن تطعيم الخشب كما أبدعها البيطار تعتمد على جمع عيدان خشبية بأطوال واحدة تشكل زخارفا هندسية خشبية متنوعة ذات أشكال مختلفة كالمثلث والمربع والمسدس مشيرا إلى أن الحرفيين الدمشقيين يسجلون إنجازات عالمية في هذه الصنعة الدقيقة والتي كان آخرها إحراز المركز الأول الشهر الفائت في معرض سورا جكوند الدولي للحرف اليدوية بالهند متفوقين على نظراء لهم جاؤوا من 33 دولة.4

أما رئيس الجمعية الحرفية للمنتجات الشرقية فؤاد عربش فلفت إلى أن جرجي البيطار فضل الإقامة في دمشق ورفض الرضوخ لضغوطات السلطان العثماني عبد الحميد الثاني بالمكوث في اسطنبول ونشر حرفته بين صفوف الأتراك ضمن مساعي الاحتلال العثماني في حرمان الأقطار العربية من حرفييها المهرة معتبرا أن الحكومة التركية الحالية حاولت خلال الأزمة في سورية استرجاع دأب العثمانيين في استهداف الصناعة السورية المميزة وسرقتها إلى أراضيها.

وأوضح عربش أن المواد الأولية لحرفة الموزاييك كانت في معظمها من أخشاب غوطة دمشق لاسيما أشجار الجوز والمشمش والليمون ثم استخدمت إضافة إليها أخشاب مستوردة كالساج والعاج والبطم والكافور فضلا عن عظام الجمال التي استبدلت لاحقا بالعظام الصناعية إضافة إلى الصدف.

وأشار رئيس الجمعية الحرفية إلى أن التطور الهائل الذي شهدته حرفة الموزاييك جاء بعد عام 1950 عندما بدأ حرفيون من ريف دمشق القريب ولاسيما جوبر وجرمانا بتعلم أصولها على يد معلمين دمشقيين لافتا إلى أن استخدام الآلة في مراحل من تنفيذ قطعة الموزاييك لم يلغ الجانب الحرفي وهنالك أجزاء منها تعجز الآلة عن تنفيذها وتحتاج موهبة وحذقا من الصانع.10

أما أمين سر الجمعية الحرفية للمنتجات الشرقية باتحاد الحرفيين بدمشق إلياس أسمر فتحدث عن اختلاف ألوان الأخشاب المستخدمة في انجاز قطعة الموزاييك والذي دعم هذه الحرفة وأعطاها تفردا وجمالا مبينا أن هذه الحرفة تحتاج إلى تأن وإلى هدوء و قدرة على تصميم الرسم المطلوب لأن تنفيذ قطعة لا يتجاوز قياسها 11 ضرب 14 سنتمترا يستغرق ثلاثة أيام على أقل تقدير.

وأكد أسمر أن الحرفي السوري أدخل نماذج تجديد على صنعة الموزاييك مع المحافظة منه على العمق والمغزى حرصا على تطورها.

وعرض خلال الندوة فيلم وثاقي بين السبق الذي حققه الحرفيون السوريون في الأعمال اليدوية مع شرح لطريقة صنع قطع الموزاييك ثم تلا الندوة افتتاح معرض عن الموزاييك الخشبي الدمشقي تضمن مشغولات مختلفة من صناديق عرائس وخزائن للثياب وصوان وطاولات للضيافة وطاولات نرد ومرايا زجاجية ومزهريات ومقاعد وصناديق تحفية صغيرة.

سامر الشغري