طرطوس-سانا
“اللغة التي تدخل إلى القلب مباشرة دون صعوبة في فهمها هي لغة الموسيقا، لأنها غذاء للروح والأبدان وهي تشارك الطب في علاج الإنسان”.
بهذه الكلمات بدأ الشاب مازن فاتح أحمد وهو عازف اورغ موهوب حديثه لنشرة سانا الشبابية، مشيرا إلى أن العزف الموسيقي المتقن ينبع من الحس الموسيقي الفني الجمالي الخاص بأسلوب العزف.
أحمد 21 عاما من مدينة طرطوس وهو طالب سنة رابعة في كلية الطب البشري تحدث عن بداياته في العزف قائلا: تعلمت العزف منذ صغري بتشجيع من والدي الذي لاحظ جلوسي أوقاتا طويلة للاستماع إلى مقطوعات موسيقية وتنغيمها شفهيا وتحريك أصابعي بما يتناسب مع الأنغام، حيث دعمني وعمل على صقل موهبتي لدى أستاذ مختص بالموسيقا فاخترت آلة الأورغ لأتعلم العزف عليها.
وأضاف: كانت الانطلاقة بعمر الـ 9 سنوات وكانت أغنية “جانا الهوى” أول نغم أعزفه وبقيت قرابة السنتين متدربا عند أستاذ الموسيقا، ثم تابعت مسيرتي لوحدي بالعزف بعد صقل موهبتي وإتقان أصوله.
ويعتبر أحمد الموسيقا عالما خاصا به يعطيه طاقة إيجابية بكل الجوانب فيلجأ إلى العزف عند شعوره بالضيق، وحين يحتاج إلى متنفس من ضغوط الحياة، مشيرا إلى أن العزف كان طريقه للدخول إلى كلية الطب حيث يرى أن لكليهما الهدف السامي ذاته، وهو شفاء النفس البشرية، داعيا كل من لديه موهبة بالعزف الى العمل على تنميتها وتطويرها بتعلم الموسيقا عبر انتقاء الآلة الموسيقية التي تترجم شعوره.
وأما طموحات أحمد الذي يميل في موسيقاه إلى اللون الشرقي الطربي فهي تطوير مستواه بالعزف وتحقيق أحلامه دراسيا في الحصول على شهادة الطب البشري ليصبح طبيبا جراحا وموسيقيا مهما.
شارك أحمد في العديد من الفعاليات التابعة لاتحاد الطلبة في جامعته تشرين من معارض ومهرجانات وفعاليات طلابية فضلا عن بصمته الموسيقية في حفلات مطربين كثر، ولم يبخل بفنه على طلاب المدارس أيضا، فكانت آخر مشاركاته حفل تكريم الأوائل في قرية سرستان.
ولم يسع أحمد لجعل موهبته مكسبا ماديا له رغم شهرته، ولذلك خصص جزءا من وقته لتعليم الأطفال الراغبين بالعزف مجانا، وذلك انطلاقا من مقولة: “لا خير في علم يحتكره صاحبه” ورغبة والده بنشر ثقافة الموسيقا وليضمن بقاء أثره الطيب في القلوب.
مراسلة سانا الشبابية التقت عددا من الأطفال خلال تلقيهم التدريب الموسيقي على يد الشاب مازن أحمد، حيث قالت الطفلة ربا 12 عاما: “أحببت العزف على آلة الأورغ وبدأت التدرب منذ نحو 4 سنوات لأني أرى الموسيقا وسيلة للتعبير عن المشاعر والجمال”.
وعبر يوشع سليمان 13 عاما ومتدرب لدى مازن منذ أكثر من سنتين عن حبه للعزف والتزامه بالتدريبات ورغبته في الاقتداء بأستاذه ليصبح عازفا ماهرا في المستقبل.
راما ضوا
متابعة أخبار سانا على تلغرام https://t.me/SyrianArabNewsAgency