دمشق-سانا
الوجه الآخر لصحفيات خضن الحرب ببسالة كما أبطالها الشجعان من رجال الجيش العربي السوري ووثقن بقلمهن قصص الإنسان السوري، ونذرن حياتهن كرمى قضيته، تحدثت عنهن باكورة الأعمال الأدبية للصحفية ميس العاني من خلال روايتها (امتداد الحواس) لتحكي صورة من صور الصحفيات وما تعرضن له خلال تغطياتهن لمجريات الأحداث من أمانة نقل المعلومة وعشقهن لمهنة المتاعب من جهة وأحاسيسهن المغلفة بالتعب والألم والتحدي من جهة أخرى.
الحب والواقعية والتوثيق مدعمة بعنصر التشويق وسلاسة السرد لمجريات الأحداث هي عماد صفحات الرواية، التي حملت بين طياتها روح الكاتبة لتنثر المشاعر الوجدانية لكل صحفية سورية، قدمت وجه الأنوثة قربان المحبة لأرض الوطن لترتدي ثوب الوقار والشجاعة، في سبيل نقل واقع مؤلم محاط بالموت وتحطيم الأحلام، فكن بأقلامهن وعدساتهن صورة أبطال الحياة.
حملت الرواية بين طياتها توثيق بعض الأحداث المؤلمة التي طبعت في ذاكرة الوجدان السوري، من تساقط قذائف الغدر على دمشق، وإزهاق أرواح الأبرياء ومنهم والد البطلة شآم، وما تعرضت له آثار تدمر من تدمير ممنهج على أيدي الإرهابيين وقتل حراسها الأمناء على تاريخها، وكيف سطر أهل حلب أروع القصص الانسانية في التكافل الاجتماعي والإصرار على الحياة في وجه الحصار الذي فرضه الإرهاب على مدينتهم.
وعرجت الكاتبة على الألم في كل بيت داخل سورية وخارجها، وما تعرض له الأطفال فكانوا هم الخاسر الأكبر في هذه الحرب الظالمة، أما شعلة الحب فكانت الدافع لأبطال الرواية في الاستمرار بتحدي قسوة الحرب وآثارها النفسية والوجدانية منطلقة من حاجة الأنثى رغم شجاعتها، ودخولها ميادين الرجال إلى من يمد لها يد العون في كل خطوة من خطواتها بنقل رسالتها السامية، فكان الحب الحافز الاقوى للانتصارات الشخصية، وعدم الاستسلام في وجه الموت بمختلف أوجهه القاسية.
سعت الكاتبة من خلال أبطال الرواية إلى إظهار تأثير الحرب على طريقة التفكير بعمقه الروحاني لفلسفة الحياة والموت، من خلال حوارات بين الشخصيات الرئيسية والثانوية بالرواية التي جمعتهم صدف الحرب، فتبادلوا الألم ووصلوا إلى نتيجة واحدة أن الجميع هم ضحايا حرب ظالمة.
تقع رواية امتداد الحواس بـ 146 صفحة وصادرة عن دار سين للثقافة والنشر والإعلام، أما الصحفية الكاتبة ميس العاني فمحررة في الوكالة العربية السورية للأنباء سانا، حائزة على جائزة أفضل سيناريو فيلم سينمائي قصير عن مؤسسة سوريانا للطباعة والنشر، والمركز الثاني لأفضل تقرير عن الشهداء والجرحى في مهرجان الإعلام السوري “دورة الجولان”، والمركز الثالث لأفضل قصة قصيرة موجهة للطفل عن الهيئة العامة السورية للكتاب بوزارة الثقافة.
رشا محفوض
متابعة أخبار سانا على تلغرام https://t.me/SyrianArabNewsAgenc