الشريط الإخباري

مئة عام من الذاكرة التشكيلية السورية في غالوري مشوار

دمشق-سانا

كثيرون هم من عاشقي الفن التشكيلي، منهم من يتابع المعارض الفنية ويزورها سواء كانت معارض فردية أم جماعية لفنانين تشكيليين منذ بداية الحركة التشكيلية في سورية إلى اليوم، لكن لربما لم نسمع من قبل عن معرض جمع في طياته معالم الكتيبات والمطبوعات التي أعلن التشكيليون فيها معارضهم، وحفظوا فيها لوحاتهم.

صالة مشوار بدمشق كان لها وجهة نظر أخرى في الاحتفاء بأيام الفن التشكيلي السوري، وارتأت تنظيم عرض بانورامي للمراحل التي عاشتها الحركة التشكيلية في سورية، من خلال ما تيسر من المنشورات والكاتالوجات الصادرة في فترات مختلفة، بالإضافة لدعوات المعارض الرسمية والخاصة التي شهدتها الحركة التشكيلية السورية.

وقالت مديرة غاليري مشوار ميادة كلسلي في بداية حديثها لمراسلة سانا: إن معالم الحركة التشكيلية السورية بدأت في عشرينيات القرن الماضي، إذ كانت الواقعية والانطباعية المدارس الرائجة في الغرب التي تفاعل معها الفنانون السوريون الأوائل، وقاموا بمحاولات ترسيخ الهوية السورية بإرثها الثقافي، ورفض التقليد مع إشهار بعض الجمعيات ومراكز الفنون التشكيلية والمعهد العالي للفنون، إلى حين تأسيس كلية الفنون الجميلة 1960 التي بدأت بتخريج فنانين متميزين كل عام، بالإضافة لافتتاح صالات رسمية وخاصة، ساهمت في دعم ونشر مسيرة هذه الحركة الناشطة.

وأضافت كلسلي: إن صالة العرض تحولت اليوم إلى مكتبة تسعى لتنشيط الذاكرة الفنية التشكيلية، حيث جمعت قدر المستطاع أرشيفاً كبيراً لبروشورات وكتالوجات ودعوات معارض وصالات العرض القديمة العامة والخاصة، حتى تلك التي أغلقت أبوابها، وأرشيف من ذاكرة التلفزيون التي حملت على عاتقها تسليط الضوء على المشهد التشكيلي، وعرضتها بانورامياً كمحطة نسترجع من خلالها ذكريات مئة عام من الفن التشكيلي السوري، وكل ما ساهم بنهضة الحركة الفنية في سورية.

وحول كيفية جمع هذا الكم من الكتالوجات، أوضحت كلسلي أنها كانت تحتفظ بجزء لا بأس به من هذا المنشورات، واستعانت بأصدقائها من الفنانين التشكيليين وأصحاب صالات العرض، كذلك بعض من أرشيف البرنامج التلفزيوني (رواق الفن)، الأمر الذي استغرق منها شهراً لجمعه وأرشفته، متمنية أن يخصص لهذه الإصدارات مكتبة خاصة بها، تجمع الأرشيف التشكيلي.

وأكدت أهمية خلق جسر بين الماضي والحاضر، وخاصة أن الفنان التشكيلي يبدأ مسيرته متأثراً بتجارب أسلافه، إلى أن يشق طريقه الخاص في عالم الفن، ويسعى لتطويرها في المستقبل بطبيعة استخدامه الألوان والخطوط في التعبير عن أفكاره.

واعتبر النحات والناقد التشكيلي غازي عانا أن هذا المعرض حالة متفردة ومغامرة كبيرة في عرض إرث الفن التشكيلي السوري خلال قرن، يجمع فيه أجيالا متباينة، لافتاً إلى أن حماسه للفكرة جعله يقدم أرشيف برنامجه (رواق الفن) الذي عرض على التلفزيوني السوري أسبوعياً بين عامي 2008 و2014، ووصلت عدد حلقاته لنحو 250، وثق من خلالها وقائع المشهد التشكيلي من معارض وتظاهرات فنية، إضافة لمسيرة أكثر من 100 فنان تشكيلي خلال تلك الفترة، ليكون نافذة أخرى على الذاكرة الحية من ماضي الفن.

أما الفنان التشكيلي نعيم شلش فقال: إن الفكرة فاجأتني وأسعدتني في آن معاً، لكونها المرة الأولى التي يقام فيها معرض يضم الغنى الحقيقي، وينم عن الوقت والجهد الكبير الذي بذل لجمع هذه الدرر، لتعود بنا الذكرى إلى فنانين تشكيليين كثر.

ورأى خريج كلية الفنون الجميلة الشاب علي مجر أن المعرض إضافة جديدة بالنسبة له، لكونه فسح المجال أمامه للتعرف على أعمال فنانين آلفوا أسماءهم، وآلية تفكيرهم خلال سنوات دراستهم، وتعرفوا على التقنيات التي استخدموها في حفظ أعمالهم والترويج لها، وتركت لهم الأثر لطرح الأفكار الجديدة.

كما عرض في صالة مشوار الميراث الإبداعي للفنان التشكيلي الفلسطيني الراحل علي الكفري، تقديرا لتاريخه الفني الطويل وسنواته التي كان خلالها مثالاً يحتذى به في الإخلاص والتفاني والعطاء، وسطر بأعماله مكانة مرموقة في سجل التشكيل السوري.

أماني فروج

متابعة أخبار سانا على تلغرام https://t.me/SyrianArabNewsAgenc

انظر ايضاً

مئة عام من الذاكرة التشكيلية السورية