البحث عن الكمأة هواية وخبرة

ريف دمشق – سانا

الكمأة بنت الرعد … شفاء للعين ….وهواية ممتعة حيث ينصرف الكثير من الناس مع إطلالات فصل الربيع إلى البحث عن ثمرة الكمأة التي توجد في مناطق تمتد من جبال القلمون حتى البادية السورية والتي تبدأ بالظهور مع بدايات شهر شباط.1

قال الشاب محمد الحجي الذي يمتلك خبرة واسعة  في استخراج الكمأة أن هذا النوع من أنواع الفطور ينبت تحت الأرض ويحتاج لظهوره عدة شروط منها أن يهطل المطر في شهر أيلول ويستمر حتى أوائل تشرين الثاني وتسمى هذه الفترة الهريف ثم أن يحل جليد في الأرض في شهري كانون الأول والثاني حتى تجتمع الخميرة التي تكون قد تشكلت وتبدأ الكمأة بالظهور بعد ستين يوماً من “الهريف” وما يدل على وجودها في الأرض عشبة ناعمة تسمى الرقروق مايسمى وسم الكمأة وكلما كان الوسم ناعما وصغيرا دل على إمكانية وجودها في هذه الأرض.

وتظهر الكمأة  في أرض غير محروثة حيث تتشقق الأرض وتنتفخ ما يدل على وجودها وتستعمل أداة حديدية لاستخراجها تسمى النبوت وهي عبارة عن سيخ حديدي مدبب الرأس ما يساعد على نزوله في الأرض وبعد أن نجدها نحفر عليها ونستخرجها وتبقى خميرتها معلقة فيها ويمكن أن ننزع الخميرة ونرميها في الأرض حتى تتكون في العام القادم وتصبح حبة كمأة جديدة.2

وهناك مثل عامي يقول إن “أولها شباطية وآخرها حصادية” أي تبدأ في شهر شباط وتنتهي أيام الحصاد في شهر حزيران تقريبا.

وعن طريقة العثور عليها في أرض مرت بها المواشي يقول ” الحجي ” طبعا يؤثر وجود المواشي في مناطق وجودها في عدم اكتشافها ،لأن المواشي تدوس الأرض ما يخرب التشققات التي تدل على وجودها، فيمكن لصاحب الخبرة أن يكتشفها  باستعماله النبوت حيث  ينقر به الأرض فإذا بدت الأرض التي دخل فيها رخوة وسمع لها رنين خاص فهذا يدل على وجودها.

كما يلعب عامل الخبرة في استخراجها وجمع أكبر كمية منها فالخبير يمكن أن يجمع خلال يوم من 2 إلى 6 كيلوغرامات حسب توافرها.

وعن أنواعها يقول المهندس الزراعي محمد محسن بدران إن للكمأة عدة أنواع منها الكمأة الزبيدية ولونها أحمرمائل للسواد وتظهر في الأرض التي تربتها حمراء وأيضا الخلاس والشويخ وهو غالباً كبير الحجم ولونه أبيض ويظهر في الأرض التي تربتها كلسية وبيضاء ويوجد ما يسمى التوبر وهو أصغرمن الكمأة ولون قشرته سوداء وداخله أبيض ويتوقف ظهور الكمأة على مواسم المطر والظروف المناخية التي يجب أن تتوافر حتى تظهر.

وتستعمل الكمأة في طب العيون فيها شفاء للعين حسب ما ورد  في الحديث الشريف وتستخدم في الكثير من الأكلات والطبخات مثل حشوة للكبة المقلية وتستخدم لتوضع فوق مناسف الرز وتخلط مع اللحم ما يعطي نكهة وطعما خاصا ومميزا للأكل كما تشوى وتقلى مع البيض أيضا.

لكن المتعة هي في إيجادها واستخراجها حيث في نهاية اليوم يتفاخر الباحثون عنها بأنهم عثروا على حبة كمأة حجمها كبير ويعتقد أنه في فرنسا تمت إقامة عدة تجارب لزراعتها وبدؤوا بزرعتها حول أشجار البلوط والزيتون.

زياد ميمان

انظر ايضاً

موسم وافر للكمأة في أسواق الحسكة

الحسكة-سانا على غير العادة وخلافاً للمواسم السابقة يشهد سوق بيع مادة الكمأة أو كما تعرف …