السويداء-سانا
بعد فريق ظلال دمشق الممارس لمسرح خيال الظل السوري عملت الأمانة السورية للتنمية اليوم على تخريج مجموعة جديدة من المخايلين الذين يشكلون النواة الأساسية لفريق “ظلال السويداء”، وذلك ضمن احتفالية نظمتها على خشبة مسرح قصر الثقافة في مدينة السويداء.
ومسرح خيال الظل الذي يعد من العناصر الثقافية المدرجة على قوائم الصون العاجل في منظمة اليونسكو 2018 ،تسعى الأمانة السورية إلى صونه وضمان وصول هذا الفن التراثي إلى الأجيال عبر تدريب وتأسيس فرق من الممارسين لمسرح خيال الظل في جميع المحافظات، وذلك انطلاقاً من صون الهوية الثقافية ودعماً لأشكالها المميزة للحفاظ على التراث اللامادي السوري.
وتضمنت الاحتفالية عرض فيديو تعريفي استعرض كامل مراحل مشروع التدريب، الذي استمر لمدة أربعين يوماً في موقع المتحف الوطني بالسويداء بتفاصيلها المختلفة، والذي قام به أساتذة مختصون بفنون أداء العروض والتمثيل والصوت والقصة، إضافة إلى ابتكار وتصنيع شخصيات معاصرة من واقع المجتمع السوري، حيث أسهم التدريب في تأسيس أول فريق من مخايلي مسرح خيال الظل في السويداء.
وقدم المتدربون عرضاً جماعياً عبر مسرح خيال الظل بعنوان “الدمية الموهبة” عرفوا به عن شخصياتهم الـ 34 التي ابتكروها، والتي كانت نتاج التدريب ضمن إطار مسرحي ممنهج، بحيث ظهرت ضمنها كل شخصية بمواصفاتها ودورها وصوتها.
وتخلل العرض مقطع غنائي من تراث السويداء الموسيقي، لتختتم بعدها الاحتفالية بتوزيع الشهادات على المتدربين مع الدمى التي قاموا بصناعتها وهدايا للمتدربين والقائمين على التدريب.
وذكرت مشرف مشروع إحياء وتطوير مسرح خيال الظل في برنامج التراث الحي بالأمانة السورية للتنمية شيرين نداف في تصريح لـ سانا الثقافية أن التدريب يأتي ضمن خطة صون وطنية شاملة لعنصر خيال الظل السوري، أطلقها البرنامج بحيث اعتمدت أساساً على زيادة عدد ممارسي هذا الفن لحفظه ونقله للأجيال القادمة بعد أن كان معرضاً للخطر، فتم إدراجه على قائمة الصون العاجل نتيجة تراجع أعداد الممارسين له.
وأشار مدير محافظات السويداء ودرعا والقنيطرة بالأمانة جاد مسعود إلى أن مسرح خيال الظل وجدان شعبي وذاكرة حية وجزء من حكايات الشعوب ورسالتها وقطعة لا تموت من تاريخها وحضارتها، ما دفع الأمانة السورية للتنمية للتوجه نحو المهتمين فيه عبر مشروع تدريب متقن بإشراف مختصين، شمل في محافظة السويداء 17 مخايلاً جديداً يحركون الدمى ويحركون معها خيالاتنا وأفكارنا وكثيراً من أحاسيسنا، بحيث أنتجوا 34 شخصية تعكس جزءاً من هوية وخصوصية المجتمع السوري، ويعملون على إعادة الروح لمسرح الظل وإعداد أجيال أخرى من ممارسيه.
واستعرض الأستاذ في المعهد العالي للموسيقا مدرب الصوت في البرنامج فادي عطية آليات التدريب المتبعة في البرنامج، وكيفية صنع شخصية الصوت وتطبيق الكاريكترات الصوتية.
وأوضح المدرب في مجال تصنيع الدمى والأداء الفنان التشكيلي عمار حسن أنه تم التدريب على تصنيع الدمى الجلدية بمراحلها المتعددة بدءاً من رسم وتأليف الشخصية مروراً بقصها وحفها وتلوينها، ووضع أزرار التثبيت والتحريك وتثبيتها على عصا خشبية مناسبة لتكون جاهزة لتبني مقولة الشخصية التي أصبح لها اسم وكيان وجاهزة للعرض بعد تلقي تدريبات الصوت والتمثيل والقصة والتحريك.
يذكر أن مسرح خيال الظل نوع من المسارح الشعبية، قوامه تحريك مجموعة من الدمى وراء ستارة رقيقة، ويقوم بتحريك الدمى المصنوعة من الجلد ونقلها من موقف إلى آخر اختصاصي “مخايل”، وتكون حركاتها مطابقة لمضمون الحوار العامي المسموع، وموافقاً للألحان المرافقة له، بهدف إيصال رسائل اجتماعية من خلال التحريك والحوار.
وفريق ظلال السويداء هو الفريق الثاني الذي يتم تأسيسه وإطلاقه منذ إدراج خيال الظل في قائمة الصون العاجل لدى اليونيسكو بعد فريق ظلال دمشق الذي يضم 20 شاباً وشابة، شكلوا عماد أول فريق لخيال الظل السوري من مختلف المحافظات تتويجاً لبرنامج تدريبي متكامل كان جرى في التكية السليمانية بدمشق، حيث تم إطلاق الفريق في احتفالية “مخايلون سوريون” نظمتها الأمانة السورية للتنمية بالتزامن مع يوم المسرح العالمي على خشبة مسرح الدراما بدار الأسد للثقافة والفنون بدمشق.
عمر الطويل
متابعة أخبار سانا على تلغرام https://t.me/SyrianArabNewsAgenc