اللاذقية-سانا
ثلة من الشباب الجامعي جمعتهم موهبة خلاقة وحب عارم للفنون الموسيقية المختلفة لتأطرهم فرقة موسيقية انطلقت قبل سنوات قليلة في محافظة اللاذقية تحت اسم لاواديسا قبل أن تتسع هذه البوتقة الفنية مع اتساع تختها الموسيقي وارتفاع عدد أعضائها من العازفين الشباب ممن سعوا إلى تكريس نمط موسيقي خاص بهم اعتمد الدمج بين الموسيقا الغربية والشرقية ضمن توليفات أبهرت الجمهور واجتذبت العديد من الشرائح الشبابية إلى مقاعد الاستماع والفرجة.
حول البداية الأولى لهذه المجموعة الفنية قال العازف و الملحن ابراهيم صقر أحد مؤسسي الفرقة لنشرة سانا الشبابية أن الشباب المؤلف للفرقة اجتمع قبل أكثر من ثلاث سنوات على رؤية موسيقية واحدة و كان للجميع ذات الميول و الطموح الواعد ما ساعد على تأطير هذه المواهب ضمن فرقة موسيقية ضمت عازفين على آلات العود والكمان والغيتار والإيقاع و الأورغ.
وأضاف صقر الذي يدرس حاليا في كلية الهندسة المدنية في جامعة تشرين أن البداية كانت على درجة من الصعوبة لكن الشباب كان متمسكا بمشروعه الفني وبابراز قدراته الابداعية فانطلق العازفون بإصرار وعزيمة إلى أحياء مجموعة من الحفلات والأمسيات الموسيقية في عدد من المقاهي الثقافية للتعريف بأنفسهم و تصدير موهبتهم إلى الجمهور الذي ما لبث أن تجاوب مع النمط الموسيقي الذي وسم الفرقة و ساعد على انتشارها في أوساط الشباب.
من ناحيته أوضح عازف العود حسام عيوش وهو خريج كلية التجارة والاقتصاد أن الفرقة عمدت في مرحلة لاحقة إلى التعاون مع منظمة اتحاد شبيبة الثورة الأمر الذي ساعد على استقطاب خبرات جديدة و عازفين على آلات أكثر تنوعا حيث أدى هذا التعاون إلى توسيع أفق العمل فتم إدخال الغناء إلى جانب الموسيقا عبر مقاطع فردية أو كورالية لافتا إلى أن الفرقة تمكنت بعد ذلك من تشكيلكورال مؤلف من ثمانية أعضاء ليرافق الفعاليات الموسيقية للفرقة.
ويهوى شباب الفرقة اختيار أعمال فنية على درجة من الصعوبة وسط الخيارات المتاحة حيث قال عيوش.. نعتمد في اختيارنا للأعمال التي سنعيد توزيعها الأغاني الأصعب لنكرس عبرها ما هو راق وأقرب للاحتراف مع حرصنا على تقديم كل الأنواع الموسيقية الكلاسيكية والطربية بالإضافة إلى الغناء الشعبي البسيط إنما بتوزيع جديد يحمل هوية لاواديسا وهو ما جذب الكثير من الشباب إلى أنشطة الفرقة ولا سيما تلك التي تحتفي بالأغنية التراثية و تعرف بالموروث الفني للساحل السوري.
ويعتمد النمط الموسيقي الذي تنتهجه الفرقة على الدمج بين أنواع متباينة من الإيقاعات الموسيقية كما أشار عازف البيانو والموزع الموسيقي أنس مرتضى و هو طالب هندسة حاسبات شارحا أن الملحنين والموزعين الموسيقيين في الفرقة لا يتقيدون بنوع موسيقي معين إنما يسعون إلى الانتقاء من الموسيقا الغربية و الشرقية للخروج بصيغ فنية جديدة قائمة على الدمج المدروس بين عدة هويات موسيقية.
أما تحضير العمل فيتم على عدة مراحل حيث يتم تقسيم الأعضاء حسب قوله إلى ثلاث مجموعات هي الوتريات – الإيقاع – الكورال ثم يصار إلى الجمع بينها عبر بروفات متتالية مع العلم أن الفرقة لا تتبع أسلوب النوتة الموسيقية الأمر الذي يتطلب مواهب موسيقية ذات مستويات متميزة.
وعن تجربتها في كورال الفرقة منذ عام ونصف العام أوضحت المغنية نور حلاق أن جميع أنواع الأصوات الغنائية موجودة في الفرقة حيث يتم انتقاء ما يناسب من الألوان الغنائية لكل منها.
أما عوامل نجاح هذا المشروع الفني فتعود كما تقول حلاق إلى التروي في الاختيارات والعمل الدؤوب و المخلص و الروح التشاركية التي تجمع بين أعضاء الفرقة في مختلف مراحل العمل بدءا بالبروفات وصولا إلى العرض النهائي.
وعن الأعمال المستقبلية للفرقة ذكر الكاتب والملحن أحمد عيوش أنه يتم حاليا العمل على إعداد شارة مسلسل رمضاني قادم ما يعتبر بداية لمرحلة جديدة من الأعمال الخاصة بالفرقة من حيث الكلمة واللحن والتوزيع لافتا إلى أن أبرز الصعوبات التي تصادف الأعضاء هي ضيق الوقت و عدم القدرة على التفرغ الكامل للعمل باعتبار أن معظم العازفين هم من الطلبة الجامعيين.
ابتهال مصطفى