حمص-سانا
استطاعت القاصة لين غرير ان تجمع بين الطب والأدب فكتبت القصة القصيرة والنثر جاعلة من الواقع الاجتماعي أساسا تبني عليه حبكتها القصصية لتعكسه بكل تفاصيله تاركة بصمة مميزة لها في هذا المجال.
وأشارت غرير في حوار لسانا الثقافية الى ان الكتابة بالنسبة لها هي بوح وتصوير للواقع بحلاوته ومرارته وهي أيضاً تحليق واسع في رحاب الحلم الذي لا يخص الكاتب فحسب بل القراء أيضاً .
واعتبرت أن مهنتها كطبيبة ساعدت ميولها الأدبية لتولد بزخم الإحساس بالآخر ووجعه والكتابة بصدق فحاولت بالكلمة أن تقدم علاجاً لآلام الناس كما تفعل في عيادتها.
كما ركزت غرير في نتاجها على المجتمع وآلامه وقضايا المراة ولم يغب الوطن عن قصصها حيث تحولت سورية في كتاباتها إلى الأم التي تستحق الكثير ليكتب عنها وكان لحمص الجريحة “مدينتها” الحصة الأكبر فلا يمكن لقصة أو خاطرة أن تخلو من الجرح الذي ينزف في وطنها.
تقول في قصة بعنوان “ميكانو” كل صباح وكل مساء تستعيد ذاكرة حلا لحظات المأساة تفصلها وتجمعها ثم تفككها وتركبها لقد صارت الميكانو الذي يلعب بدقائقها وأيامها وعاد الحلم القهقري الى بيوت أليفة بتقاربها النابض بالحياة وما أرادت يوما ان تتزاحم حطاما فوق أشلاء سكانها تقزمت أحلام الناس إذا واستكانت في رغبة البقاء المتعب.
وفي تقييمها للواقع الثقافي تعتبر غرير انه تعرض كأي مجال آخر وربما أكثر إلى التراجع بعد أن وصل قبل الأزمة إلى مراحل متقدمة جداً و رغم ذلك بقيت الجذور الثقافية تنبت أزهارها وبقي هناك من يعمل دوماً للنهوض به من جديد رغم الصعوبات .
وأشارت الى أهمية مشروع “الملتقى الثقافي العائلي” في ناحية مشتى الحلو ومشروع “خوابي” الثقافي الشامل الذي شاركت أيضاً في أحد أمسياته القصصية ضمن فعاليات مهرجانه في حمص.
يذكر أن القاصة غرير بدات الكتابة عام 2002 حيث نشرت أولى مقالاتها في جريدة حمص ثم اصبحت عضوا في هيئة تحريرها وكانت منها البداية بعدها نشر نتاجها الأدبي في عدة صحف محلية منها العروبة وتشرين ثم قامت بجمع قصصها لتولد أول مجموعة قصصية صدرت عن دار المعارف بحمص عام 2007 بعنوان “نساء بلا حدود” وقد قدمتها للقاصة الأديبة كوليت خوري.. والمجموعة الثانية أيضاً صدرت عن دار المعارف عام 2010 بعنوان “هذه أنا”.