الشريط الإخباري

استعصاء في عنق الزجاجة.. الأميركي يسترشد بالبوصلة السعودية!-صحيفة الثورة

المخاوف الدولية من ارتداد شبح الإرهاب، لم تمنع مموليه من الاستمرار في تغذيته، أو توظيفه عند كل مأزق يواجه مشاريعهم الاستعمارية، فبات الاستثمار فيه «كاراً» تتزاحم عليه الدول الداعمة لتحقيق أطماعها على حساب دماء الشعوب، ولحجز مواطئ أقدام على الخارطة السياسية الجديدة التي تنكب تلك الدول على رسم خيوطها العريضة، ومحاولة فرضها بقوة الدفع الإرهابي على المنطقة.‏

وبقدر ما تسعى الولايات المتحدة، وأجراؤها وأتباعها، لتفريخ الإرهاب ونشر الفوضى الهدامة، فإن محاربة ذاك الإرهاب نيابة عن العالم بات قدر سورية و نهجها الدائم، لأنها أرض المحبة والسلام، فإرهاب أعدائها لم يستثن شعبها حتى في مناسباته واحتفالاته الشعبية، ولكن كما في كل مرة فإن الرياح لم تجر كما اشتهت سفن داعمي الإرهاب، حيث ازداد تصميم السوريين على اقتلاع جذور الإرهاب، والتمسك بصنع مستقبلهم بأيديهم، خلافاً لما تريده دول الغرب صاحبة التاريخ الاستعماري البغيض.‏

من سورية إلى العراق، مروراً بمصر وليبيا واليمن، تعمد أميركا ومشيخاتها، وعثمانيوها الجدد، لتعميم «ثقافة الموت» من خلال منتوجها الداعشي، لمحاولة فرض معادلات جيو-سياسية، تتوافق مع مصالحها العدوانية، والتفجيرات الإرهابية التي استهدفت العاصمة اليمنية صنعاء، والتي ترافقت مع فرار المئات من معتقلي «القاعدة»، وإجلاء الولايات المتحدة لجنودها من قاعدة «العند» الجوية في لحج، تشير بكل وضوح إلى إعطاء «داعش»و «القاعدة» الإرهابيين الضوء الأخضر لاستباحة الشعب اليمني، فقط لأنه رفض وصاية آل سعود، وانتفض ضد التدخل الأميركي والغربي في شؤونه الداخلية.‏

ولأن للإرهاب مخططين ومدبرين ومنفذين، لايحتاج المرء للكثير من العناء لمعرفة مصدره ومنبعه، فملوك وحكام الخليج وعلى رأسهم آل سعود بارعون في تمويل عمليات القتل الجماعي، فالنظام السعودي وبحسب العديد من التقارير الإعلامية شكل طاقماً للإشراف على مخطط ضرب الاستقرار في اليمن، برعاية تامة من أجهزة الأمن الأميركية ومحطتها الاستخبارية هناك، وأقام غرفة عمليات إرهابية في الرياض، وأخرى في مقر السفارة السعودية التي انتقلت الى عدن، من عناصر استخبارية سعودية وقطرية وجماعة الاخوان وتنظيم القاعدة، للبدء في عمليات إرهابية، وارتكاب مجازر وحشية بحق اليمنيين، على أمل أن يحمي ذلك من وصول شرارة التغيير إلى داخل حدود «المملكة»!!.‏

أميركا ماضية في استثمار الإرهاب، خوفاً من تلاشي دورها العالمي، وبات واضحاً بأنها تسترشد بالبوصلة السعودية، فمملكة الرمال تؤدي دورها التخريبي بكل حرفية وإتقان، وتنشر الإرهاب والفوضى بطول المنطقة وعرضها، لتكون بوابة عبور لشرق أوسط جديد وفق الرؤية الأميركية والإسرائيلية.‏

بقلم: ناصر منذر