بعد مضي 12 عاما على الغزو الأمريكي للعراق.. الإرهاب هو النتيجة

دمشق-سانا

يستحضر الشعب العراقي الذكرى الثانية عشرة للغزو الأمريكي لبلده وهو يواجه الآن أدوات هذا المحتل من التنظيمات الإرهابية التي خلفها وراءه بعد أن دمر كل مقومات العراق وبناه التحتية وقتل مئات آلاف العراقيين وشرد الملايين منهم داخل وخارج بلادهم.

العدوان الأمريكي الذي جاء تحت مزاعم واهية من قبيل امتلاك العراق لأسلحة الدمار الشامل والذي ثبت بالدليل القاطع عدم صحتها كان الهدف منه هو جعل العراق بلداً ضعيفاً لا يمتلك القدرة على الدفاع عن نفسه وموارده وحقوقه وثرواته إلا أن الشعب العراقي دفع من خلال مقاومته وتلاحم قواه الوطنية بالقوى الغازية إلى الانسحاب بعد تسع سنوات من الاحتلال.

ورغم انتهاء هذا الفصل الأسود من تاريخ العراق باندحار الغزاة الأمريكيين عن أرضه إلا أن العراق بقي في قلب المخططات الأمريكية والغربية الرامية إلى السيطرة على مقدراته ومقومات قوته وتفتيته خدمة لمصالحها في المنطقة فكانت أدوات هذا الاحتلال من تنظيمات إرهابية وعلى رأسها تنظيم “داعش” التي زرعت في أرض العراق لتستكمل تحقيق المخططات والأهداف الأمريكية والغربية فيه.

ولم يكن اعتراف الرئيس الأمريكي باراك أوباما مؤخرا في حواره على قناة فايس نيوز الأمريكية من أن ظهور تنظيم “داعش” الإرهابي كان نتيجة لغزو بلاده لدولة العراق خلال ولاية الرئيس جورج بوش عام 2003 بقوله إن غزو الولايات المتحدة للعراق “تسبب في تصاعد نفوذ تنظيم داعش الإرهابي الآن” إلا دليلا على حقيقة ترابط نشوء أصل الإرهاب في المنطقة ومخططات الإدارات الأمريكية المتعاقبة إذ إن واشنطن وحلفاءها لا ينفكون عن حياكة المؤامرات ضد شعوب المنطقة خدمة لمصالحهم فيها.

وعندما قرر الأمريكي احتلال العراق كان هناك قوة حية في المنطقة قالت “لا للاحتلال” وحذرت من المخاطر الكبرى على دولها وكانت سورية رائدة وسباقة لرفض الاحتلال والدعوة لمواجهته وهي من احتضنت فصائل المقاومة العراقية وقدمت الدعم السياسي والإعلامي لها لأنها تعلم أن الخطر سيشمل المنطقة برمتها وهو ما يتأكد اليوم.

واليوم يعاود الأمريكي وتحت زعم مكافحة الإرهاب الذي أوجده في العراق والمنطقة عموما الولوج مجددا إلى الساحة العراقية من بوابة ما يسمى “التحالف الدولي” لمكافحة الإرهاب والغاية والهدف يبقيان واحدا وهو زعزعة استقرار العراق والمنطقة وخدمة مصالح كيان الاحتلال الإسرائيلي فيها.

وتشير الأوساط العراقية إلى أن ذكرى الغزو الأمريكي للعراق تشكل اليوم حافزا إضافيا لمواجهة كل المشاريع الغربية والأمريكية التي تحاك مجددا ضد أرض الرافدين من بوابة تنظيم “داعش” الإرهابي وغيره من التنظيمات الإرهابية المدعومة غربيا وأمريكيا كما تشكل حافزا قويا للتصدي لكل أنواع وتداعيات الغزو الأجنبي لهذا البلد تحت أي ذريعة أو شعار.

وتتطلب التحديات التي يواجهها العراق اليوم والمتمثلة بتنظيم “داعش” الإرهابي المسؤولية التاريخية من قبل القوى الوطنية المخلصة في تقديم كل أنواع الدعم والمساندة للقوات العراقية والحشد الشعبي لكونهما الخيار الاستراتيجي الوحيد للقضاء على الإرهاب للحفاظ على وحدة وسلامة وسيادة العراق بعيدا عن أي مراهنات على دعم الدول الغربية التي تدعي مكافحة الإرهاب في وقت تمد هذا الإرهاب بكل أشكال الدعم لاستمراره في المنطقة.

ويجدد العراقيون الذين يواجهون اليوم إرهاب “داعش” إصرارهم على المضي قدما في العمل على الحفاظ على وحدة بلادهم واستقلاله واستقراره أكثر من أي وقت مضى وما انتصارات الجيش العراقي وقوات الحشد الشعبي على الإرهابيين مؤخرا إلا تأكيد على عزيمة الشعب العراقي لتحقيق النصر الأكيد على هذا الإرهاب وداعميه.