دمشق-سانا
بمناسبة عيد الأم وتقديرا لعطاء الأم السورية كرمت مؤسسة أحفاد عشتار بالتعاون مع المؤسسة العامة للسينما مساء اليوم في سينما الكندي مخرج الفيلم الروائي الطويل “الأم” الفنان باسل الخطيب وبعض الفنانات السوريات والمشاركات في الفيلم وهن صباح الجزائري ونورا رحال وأميرة حجو وديمة قندلفت بحضور فني وإعلامي لافت.
وبعد التكريم عرض الفيلم الذي يروي حكاية إنسانية مؤثرة عن الأم التي تموت فلا يتمكن أبناؤها الستة من حضور مراسم دفنها بسبب الظروف التي تعيشها سورية حيث نشاهد عبر خطوط درامية محكمة حكاية كل واحد من هؤلاء الأبناء والبنات الذين تعترضهم مصاعب الحياة وتشغلهم عن حضور جنازة والدتهم وذلك وفق توليفة بصرية عالية أدارها المخرج الخطيب بحرفية لافتة موظفا كتابته المحترفة للفيلم وفق مونتاج زمني تضافرت فيه عناصر الموسيقا والإضاءة لمفصلة أحداث الفيلم على امتداد ساعتين من الزمن استطاع عبرها أن يؤكد بصمته الخاصة في صياغة سينمائية قاربت أجواء الأفلام الإنسانية الكبرى التي تنهل من معين الحروب موثقة لها بحساسية استثنائية.
يذكر أن فيلم الأم من بطولة سلاف فواخري ولينا حوارنة وسمير حسين ورنا كرم ويحيى بيازي ونور رافع وروعة شيخاني بالاشتراك مع بشار إسماعيل ومن إنتاج المؤسسة العامة للسينما لعام 2013 ويأتي جزءا من ثلاثية المرأة السورية في زمن الحرب والتي بدأت بفيلم مريم.
وأوضحت نائب رئيسة مؤسسة أحفاد عشتار ديما عقاد أن أحفاد عشتار تأسست عام 2014 بهدف ضمان دور المرأة بكل المراحل لبناء ثقافة جديدة ولاسيما ما بعد الأزمة لما لها من دور في إنقاذ الوطن والمجتمع والعائلة مضيفة إننا نسعى من خلال مؤسستنا لتمكين المرأة اجتماعيا واقتصاديا وسياسيا.
وأشارت عقاد إلى أن المرأة السورية عرفت بصمودها وتضحياتها بكل حالاتها لافتة إلى أهمية دور الثقافة في إعادة الحياة إلى ما كانت عليه قبل الأزمة باعتبارها ضمانا لوجودنا وهويتنا وتراثنا ومبينة أنه بالرغم من الأوضاع الصعبة التي نعيشها إلا أن الفعاليات الثقافية ما زالت موجودة ومستمرة.
وقال مخرج الفيلم في تصريح لسانا الثقافية إن مفهوم الأم الآن أصبح له معنى آخر مع كل هذه التضحيات التي قدمتها سورية وأمهات سورية والفيلم تحية للأم السورية متمنيا أن يليق الفيلم بجزء من هذه التضحيات التي قدمتها المرأة السورية.
وأوضح مدير عام المؤسسة العامة للسينما محمد الأحمد أن الدولة اليوم تدعم المؤسسات الأهلية التي تعمل إلى جانب المؤسسات الرسمية الحكومية على دعم الثقافة والفن والنشاطات المتنوعة مبينا أن السينما نشاط يجب أن يقام ضمن صالة وشروط عرض مناسبة.
وأوضح الأحمد أنه بدعم من وزارة الثقافة وبالتعاون مع المؤسسة العامة للسينما تم نقل عروض الأفلام من المراكز الثقافية إلى صالات العرض وهو جو يستقطب أهل الثقافة مبينا أنه لا بد أن تتلاحم معنا جهات أخرى لإعلاء الشأن الثقافي والسينما السورية.
وقال الفنان دريد لحام إن فيلم الأم للمخرج المبدع باسل الخطيب يلامس شغاف القلب لما فيه من شحنات وطنية وعاطفية تقدس الأم التي هي الوطن الأول لأي إنسان.
وتم في نهاية عرض الفيلم ندوة حوارية مفتوحة شارك فيها المكرمون مع جمهور الصالة حيث تناولوا بعض الأفكار الواردة في الفيلم مع بعض الجوانب الفنية التي عالجت موضوع الفيلم.