حمص-سانا
تحاول فرقة أبو خليل القباني من خلال أعمالها المسرحية نقل وقائع الأزمة في سورية إلى خشبة المسرح عبر مواهب شابة أحبت إيصال رسائلها الإنسانية في أعمال تسلط الضوء على مواقع الخلل والفساد والتي أدت إلى تفاقم ما نعانيه الآن.
والفرقة التي تأسست عام 2012 تضم 40 شابا وشابة ممن يتميزون بمواهب تمثيلية فريدة استطاعت عبر أعمالها القليلة أن تصل إلى قلوب المشاهدين وتحجز مكانا متميزا لدي مرتادي المسرح.
وحول أعمال الفرقة وبداياتها قال المخرج ومدير الفرقة نزار جنيدي لـ سانا الثقافية إن الفرقة في عملها المسرحي الأول النقيض حاولت رغم مشاركتها لأول مرة في المسرح أن تقدم لمحة عن تطور الأحداث التي مرت بها سورية بشكل بسيط يصل إلى قلوب كل الحاضرين.
ولفت إلى أن العمل كان خطوة أولى لشرح تفاصيل الأزمة في بدايتها حيث دخل في تفاصيل وخلفيات من تورط في الأحداث وحمل السلاح وعرض بيئاتهم الاجتماعية والثقافية والاقتصادية وانتقالهم من أشخاص يعيشون بعشوائية عادية إلى عشوائية دموية إلى جانب التركيز على من قدم التضحيات ولا سيما أمهات الشهداء إضافة إلى تقديم رسائل سياسية ضد الدول التي تقود الحرب على سورية مبينا أن العمل ضم شخصيات الحكيم وأم الشهيد والمدرس والمسلح لإيصال فكرة أن المجتمع يضم السيئ والجيد والمثقف ولكل منهم طريقة تفكيره ومبرراته لاتخاذ موقف معين وأنه في حالة الفوضى يصبح الجميع معرضا للاستهداف.
وأوضح أن رسالة العمل لكل الشعب السوري مفادها أن بيئة الجهل والتخلف وغياب الوعي هي التي أسهمت في نشأة الكثير من الناس الذين باعوا كل شيء ليدمروا وطنهم الى جانب التركيز على إنجازات الجيش العربي السوري أمام من يدعون أنهم يقومون “بثورة” في حين أن هذا المصطلح أسمى بكثير مما اقترفته أيديهم.
أما العمل الثاني للفرقة وهو مسرحية الجراد والفساد من إخراجه وكتابته بالتعاون مع آصف حمدان فتدور فكرته حول ما فرضته الأزمة على واقع الحياة في المجتمع وكيفية التغرير ببعض الأشخاص الذين انضموا إلى التنظيمات الإرهابية وعودتهم فيما بعد إلى جادة الصواب إلى جانب الإشارة إلى الإرهابيين العرب والأجانب الذين ينتمون لتنظيمات إرهابية مثل /جبهة النصرة/ وغيرها ودور الإعلام المغرض في الترويج لهم ولجرائمهم وفي المقابل توضيح دور ابطال الجيش العربي السوري في حماية الوطن والمواطن.
أما العمل المرتقب للفرقة والمتوقع عرضه أواخر الشهر الحالي فهو أسوأ عرض مسرحي من تأليف وإخراج جنيدي أيضا تدور فكرته حول حي من أحياء سورية يسيطر عليه الإرهابيون ويتحول إلى إمارة تكفيرية يطلب زعيمها من مخرج مسرحي ناشئء تقديم عرض أمامه تتم الإشارة فيه إلى جوانب الحياة السلبية التي يتعرض لها الشباب الموهوبون إضافة إلى رسم الجوانب الاجتماعية والثقافية لمن حمل السلاح.
وتختتم المسرحية بدخول طفلة تتحدث عن أوجاع أطفال سورية ومن ثم الدخول بمشهد لأطفال مدرسة عكرمة المخزومي على أنغام أغنية هالصيصان وبعدها يحدث التفجير الإرهابي ومن ثم أغنية يا معلمتي يلي ذلك مشهد لأهالي الأطفال الذين يبحثون بذعر عن صغارهم وبعدها يأتي زعيم الامارة التكفيرية ليضحك على منظر الدماء في ختام العرض الذي استغرق التدريب عليه شهرين.
ومن أبطال الفرقة تحدثنا لمى ملص عن مشاركتها في العرض الأخير بأنها كانت الاولى لها والتي تطرقت للوجع والغصة اللذين ألما بالسوريين والدعوة لأن نضع يدنا على السبب الحقيقي لما أصابنا ونزرع الأمل بأن الغد القادم أفضل وذلك عبر الكوميديا الساخرة التي اعتمدها العرض المسرحي.
فيما يؤكد جوزيف شماس الذي شارك في العديد من العروض المسرحية بأن مشاركته لفرقة أبو خليل القباني جاءت لحبه ورغبته باعطاء الناس لمحة عما يجري في وطنه من تخريب لعقول الشباب ومن تدمير للبنية التحتية مشيرا إلى الرسائل التي فيها رصد دقيق لمعاناة السوريين جراء الأزمة.
أما سميرة تركماني فبينت أنها أحبت المشاركة في أعمال الفرقة لرغبتها في تقديم أي شيء خلال الأزمة والتعبير عما يجول في خاطرها من أفكار ومشاعر.
هنادي ديوب