أمسية قصصية وقراءة مسرحية باتحاد الكتاب العرب في حمص

حمص-سانا

أقام اتحاد الكتاب العرب فرع حمص بالتعاون مع نقابة المعلمين أمسية مسرحية وقصصية أمس شارك فيها كل من الأساتذة ابتسام نصر صالح “قصة” ونصر اليوسف “مسرح” وذلك في كلية الآداب.

وتناولت القاصة صالح ابنة مدينة حمص من خلال قصتها القصيرة “مطر سامية” قصة الطالبة في المرحلة الابتدائية سامية التي عادت الى المدرسة هي وزملاؤها في اليوم الأول بعد العطلة الصيفية لتستقبلهم المعلمة الجديدة وتبدأ بالتعرف عليهم طالبا تلو الاخر من خلال سؤالهم عن الاسم وعمل والد كل منهم ليبدأ الاطفال بالإجابة حتى يصل الدور الى الطفلة بطلة القصة فترفض الاجابة ويبدأ زملاؤها بالضحك وبعد قليل تلاحظ المعلمة الدموع المنهمرة على وجنتيها.

ويأتي سياق القصة ليبرهن أن النظرة لأي مهنة يجب أن يكون من واقع أهميتها للمجتمع ويكرس ضرورة أن تكون المعلمة ذكية وحساسة وتعرف التعامل مع الطلبة حيث ان معلمة سامية طلبت من الطلاب ان يصفقوا لبطلة القصة لأن والدها يعمل عامل تنظيفات وهذه أهم المهن بعد أن لاحظت حزن سامية وبكاءها من هذا الموضوع.

وتقول القاصة التي تحمل إجازة في اللغة الفرنسية أنها توجهت بقصتها للأطفال لإدراكها ان داخل كل انسان طفلا واننا في مجتمعنا ما زلنا نعاني بعض المشكلات من هذا القبيل ولكن علينا معالجتها بطريقة ذكية لا تؤذي مشاعر الآخرين مثلما عملت المعلمة ويجب التوجه الى الاطفال لانهم هم الجيل القادم الذي يجب ان يغير الكثير من المفاهيم.

من جانبه استعرض المسرحي اليوسف بداية الهموم المشتركة للمسرح في سورية و الوطن العربي واهمية توجيه الجيل الشاب الى الدور الكبير الذي تقوم به خشبة المسرح ومن ثم قرا مشاهد من مسرحيته “مشهد من محاكمة الشيطان” وهو نص تجريبي من مسرح العبث حيث ان الشيطان في مسرحيته هو الخلفية للواقع الإنساني المرير الذي فاق فيه الإنسان خبث الشيطان في تصرفه وتدميره لحضارته وحياته وقتل الأبرياء مع غياب ما يسمى بالمؤسسة الضابطة أو الأمم

المتحدة التي تحولت إلى إصدار قرارات مستمدة من دول ضاغطة لا علاقة لها بحسم أي نزاع أو حل أي مشكلة .
وتعالج المسرحية ما وصل إليه البشر من فساد ومن سيادة القرار الأسوأ في العالم والظلم الذي صار تحت شعارات قانونية كما يدعي أصحابه وتبدأ بإشكالية احتجاج الشيطان على البشر لأنه طرد من السماء بسببهم وهل يحق له التجول بينهم ومن خلال مداولات القاضي مع الشيطان يأتي مندوب الأمم المتحدة بين حين وآخر ليعلن سقوط مدينة بكاملها أو قتل عدد كبير من الأطفال فيتوقف الشيطان متحسراً على هؤلاء الأطفال ليربح قضيته وهكذا تسير المسرحية إلى أن نقتنع أن الشيطان فاسد لكن الأفسد يكمن في ضمائر بعض الناس وسياسات بعض الدول التي تعتمد على أبنائها وكثرتهم وقدرتها العسكرية وسلاحها وكأنها تستطيع أن ترسم العالم بدل الخالق وتملي سيادتها حيث تشاء.

حضر الأمسية عدد كبير من الأدباء والنقاد والمهتمين.