الجريح سليمان رجب يفتتح محلا لبيع المواد التموينية بدعم من جهات رسمية وأهلية

اللاذقية-سانا

كما هي روحه المقاومة في مواجهة العدو كذلك هي حال الجندي السوري البطل مهما اصابه من الشدائد والمحن خاصة عندما يلتف المجتمع من حوله لدعمه بكل السبل الممكنة وهو ما حدث مع العسكري الهمام سليمان محمد رجب بعد إصابته أثناء تأديته واجبه الوطني في مواجهة الارهاب بمحافظة حمص.

العسكري البطل الذي تعرض لبتر ساقيه الاثنتين بسبب الإصابة استفاد من برنامج المنح الانتاجية الذي تقدمه مديرية الزراعة في المحافظة والذي قدم له تمويلا لافتتاح محل لبيع المواد الغذائية والتموينية حيث أشار في حديثه لنشرة سانا الشبابية إلى أنه تمكن من استكمال هذا العمل بمساعدة عدد من المجموعات الأهلية التطوعية منها مجموعة نحن سورية وسيدات سورية الخير ومشروع درب حيث شكلت هذه المساعدات بمجملها وقودا أولية لإقلاعه بالمشروع.

وأضاف أن مجموع المعونات المادية التي قدمت له مكنته من توريد مجموعة واسعة من المواد التموينية إضافة إلى مواد المنظفات بأنواعها المختلفة وغيرها من المواد الأساسية التي يحتاجها كل بيت مؤكدا أن الروح الاخوية التي تجمع السوري بأخيه السوري هي اثمن ثروة يمكن الحصول عليها و هي ما شكل له دفعا لمواصلة حياته والتحول إلى فرد منتج رغم اعاقته.

هذه الروح الأخوية تجلت حسب وصفه في كثير من المواقف الأخرى فبعد توفر المبلغ المالي الكافي لإقامة المشروع كان على المصاب رجب إيجاد المكان المناسب لإقامة المحل فلم يجد افضل من إقامة غرفة صغيرة من التوتياء إلى جانب منزله في قرية البودي التابعة لمنطقة جبلة حيث قام أحد الحدادين بأخذ القياسات المطلوبة وتفصيل الجدران وقصها ودهنها بسعر التكلفة.

كذلك قام أهل القرية بمساعدته كما نوه في تجهيز المحل من حيث وضع الجدران وصب الأرضية بالإسمنت وإنشاء مصيف قرميد لأجل إبعاد حرارة الصيف ودرء برد الشتاء ورياحه القوية وخصوصا أن قريته جبلية وفصل الشتاء فيها قاس وطويل مشيرا إلى أن أحد النجارين في القرية قام بدوره بتفصيل الرفوف الخشبية وتركيبها مجانا امتنانا لما قدمه في الدفاع عن ارض الوطن.

واكد العسكري البطل ان اخاه ووالدته يساعدانه يوميا في المحل خاصة بالنسبة لإحضار المواد من محلات بيع الجملة في مدينة جبلة بالإضافة إلى أصدقائه الذين يشدون من أزره و يساعدونه يوميا في فتح المحل وإغلاقه وتأمين مستلزماته مشيرا إلى أنه يقدر عاليا هذه المبادرات التي عنت له الكثير وشكلت له حافزا للاستمرار.

ورغم أن المشروع لم يزل حديث العهد إلا أن رجب يستبشر به خيرا لافتا إلى أن هذا العمل سيمكنه من مساعدة أسرته المؤلفة من ستة أشخاص وخاصة أن والده متوفى بالإضافة إلى إعالة نفسه وتأمين احتياجاته الشخصية واحتياجات المنزل.

من ناحيتها أشادت والدته فدوى مهنا بالدور المهم الذي قدمته الجهات الرسمية والاهلية لابنها حيث وقفت إلى جانبه بثبات وقوة لتخفف من معاناته سواء من خلال إطلاق مشروعه المدر للدخل أو عبر المساعدات الطبية والعلاجية والمعنوية المستمرة له مشيرة إلى أن الجميع يحرص على تأمين الراحة والهدوء والاستقرار له إذ أن وضعه النفسي يعتبر بوصلة العائلة على حد تعبيرها فعندما يكون متفائلا و مرتاحا تكون العائلة بأكملها كذلك.

بشرى سليمان