موسكو-سانا
أكد عدد من المحللين السياسيين وممثلي الرأي العام الروسي أن تصريحات وزير الخارجية الأمريكية جون كيري بحتمية التعاون مع القيادة السورية ممثلة بالسيد الرئيس بشار الأسد لإنهاء الحرب في سورية تدل على أن الأمريكيين لم يتمكنوا من تحقيق أهدافهم في سورية خصوصا والمنطقة عموما لذلك يجدون أنفسهم ملزمين بتغيير سياستهم داعين الدول الغربية لأن تكون صادقة هذه المرة وتقرن الاقوال بأفعال تؤكد صدقها.
وبهذا السياق اعتبر ديمتري فاخوموف مدير صندوق دعم الكنائس المسيحية في مقابلة مع مراسل سانا في موسكو اليوم أن الحذر ضروري تجاه تصريحات وزير الخارجية الأمريكية بصدد أهمية الحوار مع الحكومة السورية.
وأكد فاخوموف أن الولايات المتحدة الأمريكية تدرك جيدا أنها فشلت بشتى السبل في تحقيق رغبتها بالقضاء على الدولة السورية المستقلة وذات السيادة قائلا.. إن”تصريحات كيري تدل على أن واشنطن اعترفت أخيرا بأن سورية ليست بتلك الدولة التي يمكن القضاء عليها ببساطة وهذا شيء إيجابي”.
ونبه من اليقظة مما تخفيه التصريحات الامريكية مشيرا الى محاولات واشنطن المتكررة للنيل من الدولة السورية مذكرا بالدعم الأمريكي للتنظيمات الإرهابية في سورية وقال إنه”ليس خافيا على أحد أن متزعم تنظيم /داعش/ الارهابي المدعو أبو بكر البغدادي كان سابقا من أسرى الحرب لدى الأمريكيين وقد خرج من الأسر وراحت الأموال والأسلحة تتدفق عليه”.
بدوره وفي مقابلة مماثلة اعتبر أوليغ فومين الرئيس المشارك في اللجنة الروسية للتضامن مع سورية أن ما قاله وزير خارجية الولايات المتحدة الأمريكية عن أنه لا يمكن حل الأزمة السورية والاستقرار فيها وفي المنطقة من دون الحديث مع الرئيس الأسد يثير الدهشة قائلا إنه “إذا كانت هذه الحقيقة وصلت أخيرا إلى أذهان النخبة الحاكمة في أمريكا وإلى وزير خارجيتها فلا يمكن إلا ان نحمد الله على ذلك وعلى أن ما انتظره العالم مطولا بانتصار صوت العقل قد تحقق حتى لدى القيادة الأمريكية”.
وأشار إلى أن ما لحق بسورية جراء الحرب الكونية ضدها يدل على أنه لا يمكن تصديق الغرب أبدا معربا عن امله بأن يكون الغرب في هذه المرة صادقا في أقواله لأنه ينبغي عليه أن يلحق هذه التصريحات بأفعال.
من جهته اعتبر ألكسندر فيرنيكوف نائب رئيس اللجنة الروسية للدبلوماسية الاجتماعية تصريحات جون كيري بـ”الأمر الإيجابي” الذي يغير الموقف السابق نحو الأفضل مشيرا الى ضرورة فهم أن الأمريكيين لم يتمكنوا من تحقيق أهدافهم في سورية وفي الشرق الأوسط لذلك أضحوا ملزمين بتغيير تكتيكهم وسياستهم تجاه المنطقة.
وقال فيرنيكوف إن “هذا الشيء يمكن أن يكون ناتجا عن أن القيادة الأمريكية في اصطدامها بالمقاومة الحادة من قبل الرأي العام العالمي والمحلي وبتطور الأوضاع في الداخل السوري أصبحت مضطرة لانتهاج تكتيك مغاير في الانتظار والتريث” موضحا أن ذلك قد يكون الهدف منه هو تجميع قوى إضافية أخرى لوقت ما للبدء بمرحلة جديدة من التصعيد في سورية بقوى جديدة اكثر تسليحا وتدريبا من التنظيمات الارهابية كـ/داعش/ و/جبهة النصرة/ وغيرهم خاصة أن الوضع الذي يجبر الولايات المتحدة على تغيير موقفها هو استثنائي حتما.
بدوره رأى بيوتر مارتينتسوف رئيس إدارة مركز القدس الروسي أن الأمريكيين هم الساسة الأكثر براغماتية في العالم لذلك فهم يرون بشكل جيد كيف تتغير الأوضاع في العالم ويحاولون حل مسائلهم بالشكل الذي يقدم لهم أفضل النتائج قائلا إن “تصريحات كيري تدل على أن وزير الخارجية الروسية سيرغي لافروف تمكن من إقناع نظيره الأمريكي بأنه حان الوقت كي يعيد النظر في مواقفه السابقة آخذا بعين الاعتبار الحقائق السياسية والاقتصادية والعسكرية على الأرض”.
وأكد مارتينتسوف أن حقيقة إعادة انتخاب الرئيس الأسد للمرة الثانية من قبل الشعب السوري تدل على أنه يتمتع بدعم جدي كبير من قبل الشعب والجيش الذي يحقق الانتصارات الحاسمة في سورية مشددا على أن تصريحات كيري تصنف بانها اعتراف أمريكي بشرعية قيادة الرئيس الأسد للدولة السورية.
وكان وزير الخارجية الأمريكي جون كيري أقر أمس في مقابلة مع شبكة سي بي اس نيوز الأمريكية بأن على بلاده التفاوض مع الرئيس بشار الأسد لإنهاء الحرب في سورية قائلا “إن علينا أن نتفاوض في النهاية مع الرئيس الأسد”.