طرطوس-سانا
متأثراً بالشعر الموزون ومعتمداً على موهبته وذائقته الشعرية يواظب الشاب يزن ريا من منطقة الدريكيش بطرطوس على كتابة ونظم شعر المديح والرثاء والغزل منتهجاً الشعر العمودي في بنائه الشعري.
ريا 18 عاماً والذي نجح في امتحانات شهادة الثانوية العامة هذا العام بفرعها الأدبي بدأ كتابة الشعر في سن الثانية عشرة حسب ما أكد في لقاء مع نشرة سانا الشبابية مبيناً أنه اعتمد في كتابة الشعر على جزالة الألفاظ ومتانتها وسلاسة التراكيب مع عمق الدلالة للحفاظ على بعد المغزى والتزاوج الفني الصوري بين المعنى والمبنى الشعري إضافة إلى محاولات التجديد عبر انتقاء مفردات واشتقاقات غير مألوفة في بعض الأحيان لإثبات تميز القصيدة.
ورغم إقراره بأن هذا النمط الشعري يحتاج إلى تجربة طويلة وقراءات شعرية معمقة ليصل الشاعر معها إلى هذا الموضع من الكتابة فإن ريا يعتبر أن الموهبة أساس كل إبداع لأنها تختصر الطريق والعمر الشعري على الكاتب أو الأديب لافتاً إلى وجود الكثير من الكتب التي تغني تجربة الشاعر ومنها البيان والتبيين للجاحظ والأغاني لأبي الفرج الأصفهاني ودواوين الشعراء من الجاهلية وحتى الآن.
ويؤكد ريا الذي حرص خلال اللقاء على استخدام مفردات باللغة الفصحى أن الشعر العربي شكل الجزء الأكبر من حضارة العرب فضلاً عن كونه أدب الأجداد وبالتالي يجب البناء عليه كونه الحامل لذائقة الإنسان العربي وطباعه من جهة والجامع لجماليات الأدب الرفيع وما تمنحه القافية والوزن والصورة مع المعنى من البيان والبلاغة من جهة ثانية.
ريا الذي لاقى التشجيع من أفراد أسرته يعتبر أن العمر لا يشكل عائقاً أمام الإبداع والتميز حيث يعمل على ابتكار اشتقاقات لغوية اعتماداً على أسلوب التوليد الذي ظهر في العصر العباسي عبر التجديد والتغيير في بنائية المفردة الشعرية واشتقاق وزن جديد مقدماً قصائد متنوعة تناول فيها الشعر الأصيل وفي بعضها الآخر تطرق إلى عبثية الشعر وأصحابه.
يضع ريا نفسه في خانة العاشق للأدب بمختلف ألوانه ولا يخفي انحيازه للشعر حيث حصل على شهادة شكر وتقدير خلال مشاركته في مسابقة الشعراء الشباب التي أطلقتها مديرية ثقافة طرطوس العام الماضي إلى جانب مشاركتين خارج سورية من خلال قصيدته (يوم الشهيدين) التي نشرها في صحيفتي (كواليس) الجزائرية و(الهيكل) العراقية وتتمحور حول الشهادة في سبيل الوطن.
وتمنى الشاعر الشاب إتاحة الفرصة لحضور الأدباء الشباب مختلف الفعاليات والأنشطة الأدبية وتبنيها ليتسنى لهم توثيق إبداعهم عبر إصدارات مطبوعة مؤكداً دور مواقع التواصل الاجتماعي في تعريف مرتاديها من محبي الشعر على نتاجه الشعري ومتوجها للشباب المبدع والهاوي في المجال الأدبي عموماً والشعر خصوصا بالانحياز إلى الثقافة والفكر العربي الأصيل.
فاطمة حسين
نشرات سانا الشبابية
متابعة أخبار سانا على تلغرام https://t.me/SyrianArabNewsAgency