غياث محمود..موهبة برسم البورتريه السريع تتألق عربيا وعالميا

دمشق- سانا

يحقق الفنان غياث محمود نجاحا وتألقا كبيرا يوما بعد آخر في الوسط الفني العربي والعالمي بموهبته الفطرية الجميلة والمميزة في رسم البورتريه بزمن قصير حيث ترافقت عروضه في هذا المجال مع حفلات أهم المطربين العرب والأجانب وحققت إعجابا جماهيريا كبيرا واعطت بعدا فنيا جديدا لحفلات الغناء بطريقة جذابة.2

وبما أنه لم يتعلم الرسم في كلية الفنون ولم يتبع أي دورة في هذا المجال فهو يعتمد على فطريته وحبه لرسم البورتريه رغم صعوبته ويحاول تقديم لوحة كبيرة تبرز شخصية الفنان الذي يرسمه من خلال ملامح الوجه وبزمن قياسي لا يتعدى 10 دقائق ما يحقق الدهشة والإعجاب لدى الجمهور الذي يحضره.

وعن عمله في رسم البورتريه واختياره لهذا المجال يقول الفنان محمود في حديث لسانا..لم أقصد الإتجاه إلى رسم البورتريه بشكل إرادي وإنما شدتني ملامح الوجوه للشخصيات التي كانت تؤثر في حياتي اليومية منذ طفولتي مثل السيدة فيروز و محمود درويش ونزار قباني وبشكل فطري أخذت احاول رسم تفاصيل ومعاني الوجوه بكل ما تحمله فكانت أولى محاولاتي التي لاقت استحسان وإعجاب من شاهدها معتبرا أن رسم البورتريه ليس اجادة رسم ملامح الوجه كما هو الواقع بل هو القدرة على نقل ملامح و طباع الشخصية وتجسيدهما على الورق في آن معاً.

وحاول محمود أن يسوق موهبته من خلال فكرة تقديم عرض رسم المغنين على المسرح قبل ظهورهم أمام الجمهور وكانت هذه الفكرة الجديدة تتطلب مجازفة من قبل شركات الإنتاج الفني التي تتعهد هذه الحفلات حتى جاءت الفرصة مع حفل الموسيقار ملحم بركات الذي تابع العرض من وراء الكواليس وأعجب بالنتيجة وكانت التجربة ناجحة وفتحت الأبواب أمامه لعروض مع فنانين عرب وأجانب.

ويوضح محمود أن شهرته اتسعت بعد أن قامت الفنانة ميريام فارس بنشر بعض أعماله على صفحاتها الرسمية في شبكات التواصل الاجتماعي وأصبح اسمه متداولاً في الوسط الفني العربي .

ويشير الفنان محمود إلى أن مشاركته في حفل الجوائز العالمي للممثلة الأمريكية إيفا لانغوريا كانت نقطة تحول في مسيرته وبدأت شهرته العالمية تزداد مبينا أن هذا الحفل كان يعتمد على بيع مقتنيات الفنانين بمزاد خيري لدعم قضايا إنسانية وجمعيات خيرية حيث تمكن من أداء عرضه الفني أمام شخصيات فنية عالمية وعربية مثل المغنيين ريكي مارتن وففتي سنت والإعلامي جورج قرداحي وبيعت لوحته بمبلغ 40 ألف دولار .

وعن القيمة الفنية للوحات التي يرسمها الفنان محمود يؤكد أن العديد من أعماله التي رسمها ماتزال معروضة وموجودة في أماكن مميزة حيث يلمس تقدير الناس لها من خلال طلب العديد من الأشخاص اقتناء لوحاته بعد الحفل.

ويشير محمود إلى أن البعض من محبي هذا النوع من الفن يدفعون مبالغ طائلة للحصول على اللوحة كما أن اشتراط بعض الشركات المنظمة للحفلات للاحتفاظ باللوحة بعد الانتهاء من العرض يدل على اهتمامهم بهكذا نوع من الفنون لافتا إلى أن إحدى اللوحات حققت في مزاد سعر 160 ألف دولار قبل أن تنتهي بشكل نهائي .

شارك الفنان ابن مدينة حمص منذ أقل من عام مع نادي حمص الثقافي الاجتماعي وبمشاركة فرقة صدى سورية في تصوير أغنية “مشتقلك يا حمص” حيث تم التصوير في المدينة القديمة بعد إعادة الأمن والأمان إليها وقام برسم لوحة جدارية مباشرة على حائط منزل مهدم أثناء تصوير الأغنية.

ويعبر الفنان محمود عن رضاه لما وصل إليه مبينا أنه يسير بخطى ثابتة وينتقي الحفلات التي يشارك فيها جيدا ليحافظ على جودة ومستوى ما يقدمه للجمهور مع طموحه للقيام بعروض حول العالم.

ويمتلك محمود تجارب وتقنيات فنية عديدة في رسم البورتريه السريع حيث رسم لوحات بأساليب غريبة في عروض مباشرة على المسرح أهمها طريقة الرسم بالليزر التي ابتكرها وطورها باستخدام الأضواء الليزرية في رسم الشخصيات بالإضافة للرسم بالصمغ والبودرة البراقة والرسم بالظلال و بالألوان المشعة ويستخدم في رسم الجداريات أو اللوحات الأرضية الرسم بالكتب وبالعشب وموزاييك الرسم بالصور .

ويدعو محمود إلى الاهتمام بالمواهب الابداعية السورية وتسليط الضوء عليها إعلاميا من خلال البحث عنها وتقديم الفرص لها لتظهر للناس وعدم انتظار المعارض الفردية والنشاطات الضخمة لاكتشاف المواهب وعدم محاربة التجارب الابداعية الجديدة وغير المألوفة وهناك تجارب إعلامية عربية وعالمية في هذا الصدد لالقاء الضوء على هذه المواهب ودعمها لتسير في طريق الفن وتصل للناس.

وحول التخوف على الهوية الثقافية الفنية العربية وخصوصيتها عند مناقشة مثل هذه التجارب وانتمائها لحركة فنية تجارية يقول محمود ..إن كانت هذه الاتهامات صحيحة فلماذا تنهال علي طلبات لأداء عروضي في دول مثل إيطاليا وإسبانيا والسويد وسنغافورة فهل هذه الدول عقيمة بفنانيها أو أنها لا تحوي رسامين… مبينا أنه لو كان هذا النمط الفني تجاريا لوجدنا العديد من الموهوبين يقومون بمحاولات في هذا النوع من الفنون .

ويتابع..إن هذا النوع من الرسم صعب جداً وليس بمقدرة أي رسام دخوله فهو بحاجة لموهبة وملكات خاصة و العرض بحد ذاته حساس جدا فهو يتطلب التحضير جيدا للعرض من الناحية الفنية كما أن الرسم يتم أمام حشد كبير دائماً وخلال مدة زمنية قصيرة ويتطلب رسم صورة بطريقة احترافية تعتمد الإثارة والدهشة ولا تسمح للمشاهد بالتعرف على موضوع اللوحة حتى الثواني الأخيرة.

والفنان غياث محمود من مواليد حمص عام 1978 يعمل ومقيم في دولة الإمارات.. قام بأول عرض له في رسم البورتريه المباشر أمام الجمهور في حفل الموسيقار ملحم بركات عام 2012 وقدم عروضا بعدها مع فنانين سوريين وعرب وأجانب منهم جورج وسوف و علي الديك ومعين شريف ومحمد اسكندر وملحم زين والممثلة الامريكية ايفا لونغوريا كما قدم للفنانة ميريام فارس مؤخرا لوحة بتقنية الفسيفساء جمعها من 1750 صورة مختلفة لها مستخدما الألوان الحقيقية للصور في تكوين اللوحة دون تعديل.

محمد سمير طحان