الشريط الإخباري

مقتنيات القسم الكلاسيكي في المتحف الوطني بدمشق للفترة الرومانية

دمشق-سانا

يضم القسم الكلاسيكي في المتحف الوطني بدمشق مجموعة مهمة من القطع الأثرية التي تعود الى الفترة الرومانية 64 ق.م /365 م.

هذه الفترة تبدأ وفق أمين المتحف الكلاسيكي علي الحبيب مع انتصار القائد الروماني بومبي على جيش انطيوخوس الثالث عشر السلوقي سنة 64 ق.م ما شكل نهاية الامبراطورية السلوقية وبداية للولاية الرومانية في سورية وعاصمتها انطاكية حيث امتدت سيطرة الرومان على المناطق تدريجياً بفضل بناء شبكة من الطرق المتشعبة تربط الشرق بالغرب والشمال بالجنوب وكانت التجارة أهم الموارد الاقتصادية في سورية خلال الفترة الرومانية بسبب موقعها المتميز وشكلت محوراً لانتقال البضائع الثمينة “الحرير-البهارات- العطور” من شرق آسيا إلى الأجزاء الغربية من الامبراطورية الرومانية.

وأوضح الحبيب لـ سانا الثقافية أن انطاكية أصبحت ثالث أهم مدينة في العالم الروماني بعد روما والاسكندرية وأخذت المدن الهلنستية كدمشق وحلب وأفاميا واللاذقية وبصرى مظاهر جديدة تعكس نمط الحياة الرومانية النموذجية كالسوق والمسارح والحمامات والشوارع المعبدة.

وأشار إلى أن الفترة الرومانية ضمت مجموعة متنوعة من القطع الأثرية رتبت في المتحف الوطني بدمشق كالتالي الحياة اليومية والتي تضم مجموعة من السرج وأدوات الزينة “مشابك شعر-أساور-مرايا-أطواق-تمائم وتعليقات” كذلك مجموعة من الأواني الفخارية  “صحون-أباريق-أغطية-مطرات فخارية-مباخر” تعود للقرن الأول-الثالث الميلادي.

وتضم مجموعة المنتجات المحلية والتجارة الأواني الفخارية التي كانت تستخدم لنقل وتخزين السوائل كما نجد مجموعة من النقود الرومانية التي تحمل صور مجموعة من أباطرة الرومان تعود للقرن الأول- الثالث الميلادي.

أما مجموعة الأدوات والمعدات الطبية فبين الحبيب أن بعضها يستخدم للمعاينة وبعضها لإعداد الدواء أو حفظه كما نجد منحوتة لشخصين من حجر الجير بوضعية الوقوف عاريين أحدهما يسحب السم من يد الآخر وقد أرخت للقرن الأول-الثالث الميلادي.

وتعود لهذه الفترة أيضاً مجموعة من التماثيل الحجرية تمثل فن الكتابة انذاك والأواني الزجاجية -مكحلة- صحون-أباريق-طاسات-كؤوس- قوارير أرخت للقرن الأول-الثالث الميلادي إضافة إلى تمثال دوريفوريوس رامي الرمح وعدد من لوحات الفسيفساء التي تصور عدة أساطير كلوحة تمجيد الأرض ولوحة الربات الثلاث.

أما النحت فلدى المتحف الوطني بدمشق مجموعة من المنحوتات الحجرية المتنوعة كتابوت الرستن الرخامي المكتشف سنة 1977م والذي مثلت عليه مشاهد من حرب طروادة بشكل نافر وجميل وأيضاً مجموعة من الالهة المنحوتة من الحجر البازلتي أو حجر الجير أو الرخام أو تماثيل برونزية كربة النصر وفينوس وآلهة رومانية أخرى.

وعن حيز المدن والأقاليم أوضح الحبيب أن فيها مجموعة من المنحوتات والقطع الأثرية المميزة من أفاميا وحمص واللاذقية وحوران والجولان ودوراً أوروبوس والتي تضم مجموعة من المنحوتات لآلهة وأشخاص من حجر الجير وحجر البازلت كمنحوتة بسيشة والآله شادرفا آله الطب التدمري وبان آله الرعاة نيميس ربة العدالة والانتقام وهيليوس آله الشمس وتميزت مدينة دورا أوروبوس بلوحاتها الجدارية من الفريسك والتي تمثل احداها عرساً من دورا أوروبوس كذلك كنيسها المميز.

ويعتبر مدفن يرحاي التدمري نموذجاً للمباني الجنائزية الأرضية التدمرية اكتشف عام 1935م في مكان يسمى وادي القبور وهو المقبرة الرئيسية في تدمر وقد تم تفكيك المدفن وإعادة بنائه في وقت لاحق في المتحف وتبين إحدى الكتابات أن يرحاي أحد أبناء بربكي أنشا القبر عام 108 م واستخدمه أحفاده كقبر للعائلة لمدة قرنين من الزمن.

وعن قاعة تدمر تحدث الحبيب.. “تعتبر تدمر إحدى أعظم المدن في العالم القديم حيث كانت واحة في منتصف الطريق بين البحر المتوسط والمناطق الزراعية التي تحيط بنهر الفرات لعبت دوراً مهما في التبادل التجاري بين الشرق والغرب واصبحت مأهولة أواخر القرن الثالث قبل الميلاد وقد اكتسبت المدينة وملكتها زنوبيا أهمية خاصة خلال الحقبة الرومانية ضمنت لهما الخلود”.

وتابع “إن الكثير من الفن التدمري يستند على الأنماط الرومانية والهلنستية والساسانية إلا أنها تميزت بتركيز الفن التدمري على التصوير الوجهي وإظهار أشكال الوجوه بنمط واحد يستند على تعابير أبدية حيث لا نجد أثرا للواقعية وظهرت الثياب والتزيينات بأسلوب عالي الدقة إلا أن هذا الأسلوب المحلي تحت ضغط التأثير الروماني تحول إلى أسلوب أكثر واقعية وخصوصاً في التماثيل الجنائزية والتي تضم مجموعة متنوعة ورائعة من المنحوتات والشواهد الجنائزية التدمرية وكذلك عدداً من منحوتات الآلهة والنساء ومجموعة من بطاقات الدعوة والأختام والمنسوجات”.

أماني فروج

متابعة أخبار سانا على تلغرام https://t.me/SyrianArabNewsAgency

انظر ايضاً

“أصداء 12 عاماً”… معرض للفنانة سارة شمة في المتحف الوطني بدمشق