دمشق-سانا
البرد القارس والشمس الحارقة لم تمنعه من العمل فهو يعتبر أن وجوده في ساحة المحافظة واجب وعليه تأمين الصحف والمجلات بشكل يومي حتى لا يقطع زبائنه.
سانا المنوعة التقت سمير قطان البالغ من العمر 65 عاما والذي يعمل ببيع الصحف والمجلات الموزعة من قبل مؤسسة المطبوعات حيث حدثنا قائلا إنه يعمل بهذه المهنة منذ اكثر من 59 عاما وهي مهنة أحبها منذ طفولته دون أن يعلم أنها ستكون مهنته التي ورثها عن والده وسيعتاش منها في المستقبل
وأضاف أن والده محمود قطان كان من الأشخاص الخمسة الاوائل الذين بدؤوا مهنة بيع الصحف والمجلات بدمشق وكان رجلا محنكا كثير القراءة ويحب المعرفة والغوص في أعماق الكتب والمجلات التي يمتلكها وورث عنه حب القراءة فكان عندما ياتي لزيارته وهو بعمر ست سنوات يحمل بيديه الصحيفة ويحاول تهجئة كلماتها للوصول إلى عنوان او جملة مفيدة.
وأضاف أنه بعد أن التحق بالمدارس وتعلم القراءة والكتابة بات يقرأ عناوين كل صحيفة وعندما يسأله أحد عن الأخبار يعطيه موجزا ويرغبه بالتفاصيل.
وتابع قطان في السابق كانت الناس تقبل على القراءة والاطلاع وكانوا يعتبرون الصحيفة مصدرا لأخبارهم اما اليوم فمع انتشار وسائل الاتصال الحديثة اختلفت رغبة الشباب للثقافة والأدب والقراءة وباتت فى طريقها للانعدام على الرغم من توافر المواد الصحفية الكبيرة والمختلفة والمتخصصة لافتا الى أن المواقع الإخبارية ووسائل الاتصال الحديثة أثرت على قراءة الصحف وحدت من البيع.
وأوضح قطان أنه يبيع مختلف انواع الصحف والمجلات العربية ومجلات الأطفال لكن غلاء الاسعار حاليا ادى إلى انخفاض البيع للنصف مشيرا إلى أن لديه زبائن منذ أكثر من أربعين عاما ورغم تغير الظروف إلا أنهم ما زالوا مواظبين على شراء الجريدة كل يوم والاطلاع عليها.
وقال قطان بالنسبة للمجلات لدي مجلات أسبوعية وشهرية ودورية وبالنسبة للأطفال هناك مجلة أسامة التي تلاقي رواجا كبيرا في السوق لكن اغلب الاحيان تباع من دون الكتاب المرافق لها.
وختم قطان بالقول إنه يحب مهنته جيدا ولا يفكر بتغييرها لافتا إلى أن ولده تعلم القراءة والكتابة من خلال عمله معه وبات يتمتع بحصيلة لغوية ومخزون جيد من الكلمات.
من جهتها السيدة سلمى أم لثلاثة أطفال قالت إنها موظفة في المحافظة واعتادت المرور بشكل يومي على قطان للحصول على مجلات الأطفال وهي مواظبة على ذلك لتثقيف ابنائها.
الشاب وسيم قال إنه يكثر من المرور من أمام المحافظة وعندما يجد البائع ويلفت نظره العناوين يشتري الجريدة وفي أحيان كثيرة يمتنع عن الشراء لافتا إلى أن السعر حاليا بات مرتفعا بعض الشيء وهو طالب ويحتاج لمتطلبات دراسية كثيرة.
سكينة محمد