مدريد-سانا
قالت صحيفة “البايس” الإسبانية إن المسلمين الذين يعيشون ويقيمون في إقليم كاتالونيا باتوا يحذرون من خطر ظاهرة التطرف والتشدد الديني من قبل بعض الشباب المسلم في المنطقة وتأثير ذلك على صورتهم في المجتمع الإسباني.
وأشارت الصحيفة في مقال لها إلى أن العديد من المنظمات والمؤسسات الدينية الإسلامية بدأت تدق ناقوس الخطر محذرة من استعداد خلايا ارهابية لشن هجمات وإرتكاب أعمال إجرامية في برشلونة موضحة أن ذلك نابع من إدراك هذه المنظمات أن أي عمل كهذا سيكون له تأثير كبير وصدى دولي واسع.
ونقلت الصحيفة عن “عمر شرش” رئيس الجمعية الثقافية العربية “أطلس” قوله إن “هناك دورا كبيرا لعبه بعض أئمة المساجد المتطرفين في شحن الشباب وتحريضهم على الكراهية وزرع بذور التطرف والتعصب الأعمى مقابل الحصول على المال” لافتا إلى أنه وبسبب سياسات بعض الأحزاب والتغاضي عن نشاط هؤلاء المتطرفين توجه الكثير من الشباب إلى تركيا ومنها تسللوا إلى سورية والعراق للالتحاق في صفوف التنظيمات الإرهابية.
وأكد محمد الغيدوني رئيس اتحاد الجاليات الإسلامية في كاتالونيا أن تنظيم “داعش” الإرهابي اختطف الدين وسرقه من أجل تجنيد الشباب الذي يشعر بالتمييز وعدم الثقة بنفسه عن طريق الانترنت وشبكات التواصل الإجتماعي وجعلهم إرهابيين يعملون لتحقيق أهدافه.
بدوره أوضح خوفري مونتوتو المحلل الأمني والخبير في شؤون الجماعات الارهابية أن معظم الإرهابيين في فرنسا واسبانيا يتم تجنيدهم في السجون والمعتقلات مشيرا إلى مصادر وتقارير أمنية تؤكد أن نسبة كبيرة من المتهمين بارتكاب جرائم تتعلق بالإرهاب كانوا معتقلين ومسجونين سابقا لارتكابهم جرائم مختلفة إلا أن اختلاطهم في السجن بأشخاص متطرفين غسل أدمغتهم بطرق متعددة تحت ذريعة الدين و”الجهاد”.
ورأى مونتوتو أن الخطر الارهابي بات يهدد اسبانيا ومدينة برشلونة تحديدا منذ سنوات عدة حيث أصبحت هذه المدينة الساحلية بمثابة ملتقى لأجهزة الاستخبارات والأمن في العالم التي تكرس عملها وتحقيقاتها من أجل كشف خلايا الإرهابيين.
يشار إلى أن أوروبا والدول الغربية عموما تعيش حالة من الخوف والهلع من احتمال عودة آلاف الارهابيين إليها وتنفيذهم عمليات إرهابية على أراضيها بعد أن تم السماح لهم على مدى السنوات الماضية بالتوجه إلى سورية للقتال ضمن صفوف التنظيمات الإرهابية المسلحة بدعم وتمويل وتسليح من الولايات المتحدة وحلفائها ومن ممالك ومشيخات الخليج ونظام /رجب طيب أردوغان/الذي جعل من الأراضي التركية ممرا آمنا لعبور عشرات آلاف الارهابيين الأجانب إلى الأراضي السورية.