بيروت-سانا
انتقد الكاتب سامي كليب بشدة وضع الصحافة العربية الراهن وامتناع العاملين فيها عن الالتزام بأخلاق المهنة ما اسقطها في مستنقع الفتن حتى غدت مطية لسياسات حاقدة تمترست خلف دول ومشاريع ورؤوس أموال تقاتل بعضها بعضا بعيدا عن الصدق والموضوعية بينما العالم يعد للوطن العربي الجريح خرائط ترسم بدماء شعبه.
وتساءل الكاتب في مقال نشرته صحيفة الاخبار اللبنانية اليوم بعنوان “ياصحفيي العرب استيقظوا” لماذا حولنا الفضائيات العربية والاذاعات والصحف ساحة “دواعش” إعلامية تذبح العقل والفكر والمنطق تماماً كما يذبح التنظيم الارهابي داعش على الأرض ولماذا انزلقنا إلى هذا الدرك من انعدام الأخلاق المهنية والانحطاط الفكري والارتخاء النفسي أمام المال مبتعدين عن حقوق الإنسان ومبادئ المهنة وعن قضايانا العربية بينما يسخر أعداؤنا من غبائنا ويتفننون في رسم خرائط مستقبلنا.
وأشار الكاتب إلى الفرق بين الحياد والموضوعية مؤكدا أمن غير الممكن أن يقف الصحفي أو الاعلامي صامتا أمام سحق الاحتلال الإسرائيلي لاهلنا في فلسطين أو ذبح العراقيين والسوريين والليبيين بسيف الارهاب وسيوف المشاريع الاخرى او حتى الصمت امام طفل صومالي يتضور جوعا او امام الاستهداف الممنهج للتاريخ والحضارة العربية مطالبا الصحفيين بالتحلي بالموضوعية فيما ينشرون ويحللون.
وحذر الكاتب من أن التاريخ لن يغفر للصحفي في حال أسهم بسفك دم أو عمق هوة الفتنة المذهبية أو صار متراسا لسياسات قاصرة ومشاريع متضاربة وسط بحر من الخرائط والدماء والدموع.
وشدد الكاتب على أن المهنة الصحفية تحتاج إلى ربيع إعلامي حقيقي ربيع تزهر فيه مجدداً اخلاق المهنة وموضوعيتها ربيع تصحو معه الضمائر فتعمل على رأب الصدع والتقريب بين القلوب ورفع مستوى الوعي وتجنيب أوطاننا مآسي ودماء ودموعاً إضافية.
واختتم الكاتب.. من يقرأ مجلدات ووثائق الخارجيات البريطانية والأميركية والروسية والفرنسية والألمانية المفرج عنها في السنوات الأخيرة يدرك أننا جميعاً نكرر خطأ التاريخ هكذا كان حالنا حين تقاتلنا بينما خرائط سايكس بيكو ترسم وهكذا كان حالنا حين احتلت فلسطين بغفلة واحتل العراق بكذبة وقسم السودان بلعبة وهذا كان حالنا حين ضحكوا علينا بأن الاستقلال آت لو قاتلنا مع الحلفاء ضد الألمان وكانت النتيجة أنهم استبدلوا النير العثماني بنير فرنسي بريطاني ثم أميركي كنا ولا نزال وقوداً لصراعات الدول وثمنا لتفاهمها ياصحافيي العرب استيقظوا وأنا اول المعتذرين لو أخطأت.