الشريط الإخباري

أنتيكا.. مشروع تراثي ينشر عبق الحياة الدمشقية التقليدية بأنامل شابة

ريف دمشق-سانا

لم تكن رشا تعلم أن ولعها بدمشق مدينة ومجتمعاً وتاريخاً قد يكون يوماً ما بوابتها للولوج إلى عالم الإبداع والعمل فالشابة التي عشقت مدينتها بكل تفاصيلها سعت إلى إرواء هذا العشق عبر الغوص في مختلف سياقات الحياة الشامية التقليدية مستكشفة أبرز حرفها وصناعاتها وفنونها التراثية دون أن تقف عند هذا الحد إنما تجاوزته إلى إتقان العديد منها لتتحول المهارات المكتسبة لاحقاً إلى نواة مشروع صغير امتد ليتجاوز حدود المدينة التي ولد في حاراتها.

الشابة والأم والحقوقية رشا كشيك أدركت باكراً أن مدينتها الممهورة بالأصالة والحضارة تكتنز في ثناياها الكثير من الجواهر المكنونة وكيف لا تكون الحرف الدمشقية أثمنها وأجملها حسب ما أكدت لنشرة سانا الشبابية مبينة أن انبهارها بالأشغال التراثية دفعها لتعلم الكثير منها معتمدة على مصادر عدة أولها الانترنت لتتمكن بعد كثير من الجد والتعب من إتقان التطريز والكروشيه والموزاييك والرسم وصناعة النحاسيات.

وتقول: تمكنت من تعلم هذه الحرف واكتساب تقنياتها لأبرع في الشغل اليدوي بأشكاله سواء باستخدام الخشب أو الريزين أو الاكسسوار وكذلك صناعة الجلد والرسم على الزجاج وبدأت بجمع أعمالي ضمن مكان بسيط في صحنايا بريف دمشق صممت ديكوراته بنفسي ليصبح وجهة لمحبي التراث والفنون التقليدية ممن باتوا يقبلون على هذه الأعمال و يقتنونها أو يختارونها كهدايا لأحبتهم.

مشغولات تراثية بنكهة عصرية هو العنوان الذي تنطوي تحته أعمال رشا حيث اختارت الشابة أن تضفي على منتجاتها بصمة خاصة بها من خلال اختيار تصاميم وأشكال جاذبة تستقطب انتباه الزبائن من مختلف الأعمار بعد تنسيقها بطريقة أنيقة وملفتة موضحة أن عملها لم يقتصر على الصناعة اليدوية وبيع هذه القطع الفنية بل تعداه إلى تنسيق المناسبات المختلفة كالأعراس والحفلات وهو الأمر الذي وسع من رقعة المشروع الذي يحمل اسم “انتيكا” و ضاعف من رصيده المادي والإبداعي رغم أنها بدأته برأسمال متواضع جداً.

مكان بسيط وجميل يختزل الصورة البهية لدمشق بجذورها الضاربة في عمق الحضارة الإنسانية جعلت منه كشيك قبلة للباحثين عن تحف فنية مختلفة ومغايرة للسائد وهو ذاته المكان الذي تحولت الشابة من خلاله كما قالت إلى فرد منتج حقق استقلاله المادي والاجتماعي إذ أنها استطاعت عبر هذا المشروع الصغير أن تدعم أسرتها اقتصادياً وتنشر عبق المدينة الأقدم في التاريخ.

ونوهت رشا إلى أنها تمكنت من تسويق أعمالها عبر صفحة أنشأتها على مواقع التواصل الاجتماعي فيسبوك وانستغرام وصل عدد متابعيها الى 400 ألف ما زاد من الإقبال على مشغولاتها التي بدأت بترويجها في كامل دمشق وبقية المحافظات وحتى خارج سورية.

لمياء الرداوي

متابعة أخبار سانا على تلغرام https://t.me/SyrianArabNewsAgency

انظر ايضاً

أنتيكا.. مشروع إنتاجي يستلهم مفردات التراث ضمن أشكال حداثية

حمص-سانا الحاجة أم الاختراع هي القاعدة التي انطلق منها الأخوان الشابان صادق وحنان السباعي لينهضا …