القراءة السريعة..آلية ناجعة ترفع من مهارات الشباب المعاصر

دمشق-سانا

تعد القراءة السريعة إحدى التقنيات الحديثة التي أفرزها تطور علوم التنمية البشرية وخاصة بعد أن سجلت الاحصائيات المختلفة انخفاض معدل القراءة لدى الشباب المعاصر بصورة مقلقة باعتبار أن القراءة هي مفتاح تقدم الأمم وأساس تنامي الحضارات وتقدم آليات القراءة السريعة وفرصة لاكتساب المزيد من المعارف كونها تمنح القارئ مساحة أوسع للقراءة والقدرة على اختزال المعلومات وفهم المضامين المختلفة.

في هذا الجانب فإن معرفة الشباب بآلية القراءة السريعة يمكن لها أن تغير من مفاهيمهم الخاطئة حسب ما أوضحت رهف تسابحجي خبيرة التنمية البشرية في حديث لنشرة سانا الشبابية مؤكدة أن هذه الآلية يمكن لها أن تكون حلا ناجعا لعزوفهم عن هذا الفعل الثقافي المهم فالغالبية العظمى لا تعمد إلى المطالعة ليس كرها بها وإنما لظنها بأن الكتاب يستغرق وقتا طويلا لانهائه.

وأضافت تسابحجي غالبا ما يظن القارئ أن عليه قراءة كتاب ما بصورة بطيئة وفهم كل كلمة من المحتوى وتذكرها بشكل دقيق ليكون قد أتم القراءة كما يجب وهذا غير صحيح على الاطلاق لذا يأتي تعلم القراءة السريعة ليصوب الأفكار المغلوطة ويمنح القراء فرصة فهم الكتاب والانتهاء منه بسرعة قياسية عبر استخدام كامل أجزاء الدماغ في هذه العملية.

وتابعت.. يمكن أن تنهي قراءة كتاب بسرعة وأن نتذكر كل ما نريده منه أيضاً حيث أن باستطاعة الدماغ أن يعي 550 كلمة دقيقة لكن الجميع يقرأ غالبا بسرعة 150 إلى200 كلمة في الدقيقة وبالتالي فإن جزءاً من الدماغ يبقى دون عمل فيلجأ إلى التفكير بأمور أخرى ما يسبب الشرود أثناء القراءة وبالتالي الملل.

أما عدم لجوء الكثيرين إلى تعلم القراءة السريعة فيتصل كما أشارت إلى مجموعة من الأوهام الراسخة في الأذهان حول هذه العملية ومنها أن فهم محتوى ما يتطلب قراءة بطيئة حيث أن هذه الأخيرة تصل بالقارئ إلى المعاني الدقيقة وتقوي ذاكرته بالإضافة إلى أن القراءة السريعة هي قراءة غير مريحة ومؤذية للبصر.

ويتم تعلم القراءة السريعة كما بينت خبيرة التنمية البشرية عبر عدة مراحل تسمى الأولى منها القراءة التصويرية تليها مرحلة الصورة مع الحرف ثم تجزئة الأحرف وصولا إلى المرحلة الرابعة والمسماة بـ القراءة الحرة منوهة إلى أن كل مرحلة من هذه المراحل تتضمن خطوات اساسية يجب اتباعها و تتلخص بـ الإعداد والنظرة الشاملة والكلمات الرئيسية والقراءة السريعة ثم التثبيت.

كذلك لابد لأي قارئ أن يحدد الهدف من قراءة كتاب ما قبل المباشرة بذلك كما لفتت تسابحجي ومن ثم البدء بقراءته بنوع من الاسترخاء بعيدا عن التوتر والانفعال مشيرة إلى أهمية قراءة مقدمة الكتاب أولا ثم الفهرس وبعد ذلك تصفح الكتاب وإلقاء نظرة على الرسومات والعناوين الرئيسية والفرعية لنبدأ تاليا بقراءة الفقرة الأولى والأخيرة من كل فصل ثم البدء بقراءة الكتاب.

بالإضافة إلى ذلك لابد من عمل خارطة ذهنية بعد الانتهاء من قراءة أي كتاب وذلك لتوثيق ما تمت قراءته حيث تساعد هذه الخارطة كما قالت على تشغيل نصفي الدماغ الأيمن والأيسر من خلال الصور والألوان والخطوط المائلة ما يزيد من القدرة على تذكر ما تم تسجيله اذ أن الدماغ عادة ما يتذكر الصور قبل أن يتذكر الكلمات.

واختتمت بالاشارة إلى أن هناك تقنيات مهمة يمكن أن تساعد في تسريع عملية القراءة وجعلها أكثر متعة وسلاسة وفائدة دون أن تقلل من مستوى الفهم وهي وسائل فعالة لزيادة نسبة القراءة وفهم المضامين المتنوعة و بالتالي مواكبة عصر السرعة وكم المعلومات الهائل الذي يتوارد يوميا.

لمى الخليل