جمعية المقعدين وأصدقائهم باللاذقية تطلق حملة “عرفان” لدعم المصابين من الجيش والدفاع الوطني

اللاذقية-سانا

تتوجه حملة عرفان التي أطلقتها مؤخرا جمعية المقعدين وأصدقائهم إلى جرحى الجيش العربي السوري وقوات الدفاع الوطني المصابين بالشلل السفلي أو الفاقدين لأطرافهم السفلية حيث تهدف إلى خلق بيئة أكثر ملاءمة لهذه الشريحة من الشباب الأبطال ليتمكنوا من استئناف حياتهم بشكل أقرب الى الحالة الطبيعية عبر مساعدتهم على التأقلم مع حالاتهم الجسدية الجديدة و إعادة تأهيل قدراتهم ليتمكنوا من الانتاج مجددا والمساهمة فعليا في إعالة أنفسهم وأسرهم.

“المواءمة والاستغناء ما أمكن عن مساعدة الآخرين” هو العنوان العريض الذي تعمل الحملة الجديدة في اطاره كما اوضحت فريال عقيلي رئيسة الجمعية في حديثها لنشرة سانا الشبابية حيث تهدف الحملة إلى إعادة تأهيل جرحى الجيش العربي السوري و قوات الدفاع الوطني تحت اشراف اطباء متخصصين مهمتهم تحسين قدرة الجرحى على التعامل مع وضعهم الجسدي الجديد من خلال برنامج يمتد لثلاثة ايام و يتضمن دورات تأهيلية و فعاليات توعوية طبية وورشات للدعم النفسي بالاضافة الى شرح امكانية انطلاق المصابين بمشاريع صغيرة بالتعاون مع “الشركة الوطنية للتمويل” التي تشارك في الحملة عبر مندوب خاص يقوم بلقاء الجرحى لتوضيح سبل المساعدة التي يمكن تقديمها لهم للنهوض بأعمال انتاجية مدرة للدخل.

وقالت عقيلي.. باعتبارنا متخصصين في الجمعية بالتعامل مع مثل هذه الحالات فقد قررنا اطلاق الحملة بناء على فكرة اقترحتها إحدى المتطوعات الشابات في الجمعية حيث أدركنا أهمية الفكرة بعد دراستها انطلاقا من ايماننا ومعرفتنا بقدرة هؤلاء الأبطال على العطاء من جديد وبالفعل تواصلنا مع مجموعة من الشباب الجرحى الذين وصل عددهم في الدورة الأولى الى 15 مشاركا حيث سيتم تكرار الدورات طوال فترة الحملة لتقديم المساعدة لأكثر من 500 جريح ومصاب وهو رقم مبدئي يمكن له ان يرتفع في حال توفرت الظروف اللازمة لتحقيق هذه الغاية.12

وكان أخصائيون في العلاج الفيزيائي والطب البديل والبولية والجلدية والعصبية وغيرها من الاختصاصات قد اجتمعوا خلال الحملة مع الجرحى لتوعيتهم بانماط السلوك المناسبة لحالاتهم وأساليب التهوية الذاتية اضافة لعرض نماذج تسجيلية وأخرى حية عن شباب تعرضوا لنفس الظروف واستطاعوا النهوض بحياتهم مجددا.

وأكدت رئيسة الجمعية ان نفسية المشاركين قد تغيرت بشكل كبير بعد الخضوع للدورة التي ضمت ايضا جوانب ترفيهية وعرضا سينمائيا وغيرها من التفاصيل التي تركت أثرا ايجابيا في نفوس الجميع متطوعين ومشاركين.

من جهتها أشارت ميس محجوبة مدربة التنمية البشرية في الحملة إلى أن خبرتها الطويلة في العمل الاغاثي الميداني واطلاعها واقعيا على حاجات هذه الفئة من الشباب دفعتها لطرح الفكرة على إدارة الجمعية بهدف دمجها مرة اخرى في فعاليات المجتمع واستثمار طاقاتهم الأخرى للنهوض مجددا.

وتكفل الحملة تأمين استشارات طبية للجرحى دون أي تكلفة مادية حيث يتم تأمين أجواء اسرية توفر لهم الجو الدافئ للتعبير عن هواجسهم بلا حرج و طرح أسئلتهم الخاصة على الأطباء المشاركين حيث ذكرت المدربة أن الحملة استضافت جرحى من مختلف المحافظات السورية ووفرت لهم سيارات اسعاف خاصة وتعويضات تنقل ومواصلات لتضمن مشاركتهم اليومية لافتة إلى أن التسهيلات التي قدمتها “الشركة الوطنية للتمويل الصغير” لدعم المشاريع الخاصة للجرحى من شأنها ايضا ان ترفع من معنوياتهم و تمكنهم من النظر إلى المستقبل بصورة متفائلة.

واعتبرت “محجوبة” أن هذه التجربة هي احدى التجارب الفريدة من نوعها نظرا لخصوصية الشريحة التي تتوجه اليها و توفير كافة سبل التعامل النوعي مع المصابين بالاضافة إلى التفاني الذي يبذله المتطوعون لرفد هذه الشريحة بكل ما يعوض عنها عناء المرض و العجز مشيرة إلى أن دورتها الثانية ستنطلق قريبا لتشمل عددا أكبر من الجرحى.

ياسمين كروم

انظر ايضاً

تقرير أممي يكشف تدهور الواقع الاقتصادي السوري في زمن النظام البائد

جنيف-سانا كشف تقرير أممي صادر عن وكالتين تابعتين للأمم المتحدة تدهور الواقع الاقتصادي السوري في …