S A N A الوكالة العربية السورية للأنباء
درعا-سانا
أكثر من 1500 عام مضت على بنائها وهي واحدة من التحف المعمارية العالمية التي ما زالت تحافظ على نسيجها المعماري في مدينة إزرع حيث تقبع كنيسة القديس جاورجيوس التاريخية المبنية من الحجر البازلتي وتعلوها حالياً قبة حديدية بعد أن كانت حجرية لأكثر من 1400 عام.
رئيس شعبة آثار إزرع ميلاد مطرود يوضح لمراسلة سانا أن الكنيسة تعتبر من أهم المباني الأثرية عالمياً لكونها من المباني المثمنة التي بنيت عام 515 للميلاد وتحمل القبة الموجودة حالياً وهي خشبية من الداخل وحديدية من الخارج أعمدة البناء الحجرية الضخمة وتدل على أن قبتها الأولى حجرية وقد اعتمد نظام البناء المثمن الموجود فيها بمراجع الهندسة المعمارية في العالم.
وبين مطرود أن كنيسة القديس جاورجيوس عاصرت ثلاث كنائس بنيت بالنظام المعماري نفسه في إيطاليا وتركيا لكنها الوحيدة التي بقيت تحافظ على شكلها الأول دون تغيير يذكر وهو ما سمح بأن تكون هذه التحفة المعمارية التي مضى على بنائها أكثر من 1500 عام نموذجاً فريداً.
ويشير مطرود إلى أن الأعمدة التي تحمل القبة عددها 8 وجدرانها عبارة عن مدماكين بسماكة متر واحد.. ويحوي بناء الكنيسة على المذبح من الجهة الشرقية وأرضيتها من الحجر البازلتي الأزرق المشغول بطريقة السمسمة لافتاً إلى أن هناك نصاً تأسيسياً يعلو باب الكنيسة من الجهة الجنوبية الغربية مكتوباً باللغة اللاتينية يوثق تاريخ بناء الكنيسة التي كانت معبداً وثنياً قديماً وتزين جدران الكنيسة من الخارج أوراق العنب التي كانت سائدة زراعتها في المنطقة الجنوبية لسورية حيث إن النص التأسيسي على ساكف الباب هو الحالة المكملة لوضع المبنى.
وبين مطرود أن حالة المبنى الإنشائية جيدة وتم تلافي وجود التصدعات من خلال التعاون بين المديرية العامة للآثار والمتاحف ودائرة آثار درعا وبطريركية أنطاكية للروم الأرثوذكس.
الخوري إيليا تفنكجي راعي كنيسة القديس جاورجيوس للروم الأرثوذكس أوضح أن هذه الكنيسة تعتبر ثاني أقدم كنيسة في العالم ما زالت تقام فيها الصلوات مشيراً إلى أنه قبل السنوات العشر الماضية كانت تنظم الرحلات من كلية الهندسة المعمارية بجامعة دمشق إلى الكنيسة لدراستها وكانت وجهة السياح من كل أنحاء العالم بسبب نظام البناء الفريد من نوعه وخلال الشهرين الماضيين بدأت العودة التدريجية للسياح الأجانب بعد حالة التعافي التي تشهدها المحافظة.
وبين تفنكجي أن هناك يوماً في السنة يقام فيه احتفال في الكنيسة يصادف عيد الشهداء ومن الممكن أن يتم تنظيم هذا الاحتفال مع فعالية أخرى على المستوى المحلي أو الوطني وهو ما يسمح بالترويج للمعالم السياحية والأثرية في مدينة إزرع.
مدير سياحة درعا ياسر السعدي قال: إن المحافظة بدأت تستعيد عافيتها وهو ما سمح للمجموعات السياحية بزيارة عدة مواقع سياحية وأثرية كمدينة بصرى وكنيسة القديس جاورجيوس مشيراً إلى أن مديرية السياحة بالتعاون مع دائرة آثار درعا أدرجت هذه الكنيسة للعمل بنظام QR الذي يسمح للزائر بمسح الرمز الخاص بالكنيسة عبر كاميرا الموبايل والحصول على المعلومات التي يريدها من الإنترنت.
يشار إلى أن مدينة إزرع التي تحتضن كنيسة القديس جاورجيوس هي مدينة كنعانية ورد ذكرها في رسائل تل العمارنة والنقوش اليونانية.
لما المسالمة
متابعة أخبار سانا على تلغرام https://t.me/SyrianArabNewsAgency
