خليل: التجربة السياسية السورية أثبتت أن العروبة انتماء وهوية- فيديو

دمشق-سانا

انطلقت صباح اليوم الندوة الفكرية “العروبة وأسئلة النهضة” التي تقيمها وزارة الثقافة في قاعة المحاضرات بمكتبة الأسد بمشاركة باحثين ومفكرين سوريين وعرب.

2وأكد وزير الثقافة عصام خليل خلال كلمة له القاها في افتتاح أعمال الندوة أن التجربة السياسية الحياتية في سورية أثبتت أن العروبة ليست “وجهة نظر” بل انتماء عميق وهوية مؤسسة على وعي ناضج بالدور التاريخي الحضاري الانساني لهذه الأمة معتبرا أن نكبة الامة العربية كانت من أنظمة سياسية وحكومات لاتعبرعن وجدان الناس وضميرهم ولا ترعى مصالحهم بل تستند الى حماية الاجنبي في بقائها وتشتت جهود الامة في معارك هامشية وتمزق وحدة الجهد العربي في المواجهة الحاسمة الصحيحة مع مشروع العدو الصهيوني مشروع الموت والجريمة والاستسلام.

ولفت خليل الى أن المثقفين والمفكرين كانوا وسيبقون حراس الذاكرة العربية وسوف نسعى لان نعيد جميعا ترميم الوجه الحقيقي للأمة العربية بأذهان مفكريها وبعقول وبأيدي أبنائها بثقافة المقاومة والانتماء للحياة وبثقافة الايمان العميق بالدور الحضاري العظيم لهذه الأمة التي صدرت للبشرية أبجدية المعرفة الاولى.

ورأى وزير الثقافة أن العرب السوريين ظل حبهم لأهلهم نقيا ساطعا وأن روح المحبة التي دفعتهم لإسقاط جريمة الانفصال الأسود بثورة شعبية حقيقية ستدفعهم لإسقاط هذه المؤامرة على أرضية الإيمان الذاتي وعلى أساس الفكر نفسه بان الأمة التي تجيد حشد طاقاتها في سياق التعبير الواعي والصادق عن تطلعات شعبها هي أمة منتصرة لا يمكن هزيمتها.

3وأوضح خليل ان مواجهتنا الحقيقية هي مواجهة ثقافية فكرية مع المشروع الظلامي التكفيري معتبرا أن هذه الندوة خندق اضافي يحصن ويمد الفكر العربي بالمعرفة الضرورية لخوض هذه المواجهة انتصارا للإنسانية وللعقل وللحياة ضد الإرهاب الذى لا يستأصل بالحرب وحدها بل بالثقافة والتعلم والتواصل.

وناقشت الجلسة الأولى التي ترأسها معاون وزير الثقافة توفيق الإمام محاور العروبة وأسئلة الخطاب الاشتراكي العدالة الاجتماعية والتنمية الاقتصادية للدكتور سعود القبيلات من الأردن ومحور العروبة واسئلة الخطاب الليبرالي ..الديمقراطية والحريات وحقوق الإنسان للدكتور عمار بكداش من سورية.

وعرف القبيلات في محوره النهضة بأنها المناخ السياسي الثقافي الاجتماعي الاقتصادي التي تتجاوز الشعوب العربية في حالتها الراهنة وتتمكن من التوصل الى صيغة ديمقراطية متقدمة تساعد على توحيد كياناتها السياسية وتهيئة الظروف الملائمة لتحفيز التقدم العلمي والتكنولوجي وتطوير الثقافة الحرة والتقدمية وازدهار الإبداع الفني والأدبي.

وتحدث القبيلات عن جوهر الصراع في المرحلة الحالية وقضيته المركزية لافتا الى ان العرب ما زالوا يعيشون مرحلة التحرر الوطني وان الصراع في المنطقة هو صراع بين مشروع إنهاء التبعية وقواه وأدواته وبين مشروع تجديدها وإطالة أمدها وأما في مستواه الدولي فهو صراع بين نظام القطبية الأمريكية الأحادية الذي يتهاوى ويدافع عن نفسه بشراسة وبين النظام الدولي الجديد الذي يتقدم بثبات نحو القطبية المتعددة.

4ويرى القبيلات ان الخيار الليبرالي خيار مفلس وان الليبرالية لم تتمكن من ان تكون ثورية وتقدمية في البلاد العربية إلا في فترات محدودة وبشكل سطحي وساذج في بدايات القرن الماضي لأنها وصلت إلينا في أوج سيطرة الرأسمالية المتوحشة وفي ذروة استشراء التوسع الاستعماري ورسوخ الخاصية الاستقطابية للنظام الرأسمالي الدولي ما بين مراكز مهيمنة وبين أطراف تابعة ومهمشة.

واعتبر القبيلات أن مشروع الأمة الحقيقي هو مشروع التحرر الوطني المضاد بالضرورة للرأسمالية وهو مشروع يتسلح بقيم الاستنارة والحداثة والعلمانية والاشتراكية والوحدة المبنية على أسس ديمقراطية ويحشد طاقات امتنا ويحفزها على المبادرة والخلق والإبداع ويعزز انتماءها الوطني والتقدمي .

أما الدكتورعمار بكداش الأمين العام للجنة المركزية للحزب الشيوعي السوري أكد في محوره بعنوان “حركة العروبة وأسئلة الخطاب الليبرالي الديمقراطية والحريات وحقوق الإنسان” ان وجود الحريات يضمن رسوخ السيادة الديمقراطية وذلك خلال العلاقات الدولية ومحاولة ازالة الاحتكارات العالمية اضافة الى حرية الشعب وكرامة الوطن وسيادته من خلال تقدم اجتماعي وثقافي حقيقيين.

وأضاف بكداش ان المهمة الأساسية في المجال الاقتصادي والاجتماعي لدعم الصمود الوطني السوري المشرف هو القطيعة الكاملة مع الليبرالية الاقتصادية وصيانة الاقتصاد الوطني والوقوف بجانب من يحرص على صيانته ودعمه.

كما تطرق الى توسيع الحريات الديمقراطية للجماهير الشعبية في وجه الحركات الظلامية من اجل اختيار الشعوب طريق تطورها المستقل بعيدا عن الاملاءات الاستعمارية لافتا الى ضرورة مواجهة الاستعمار القديم والجديد في رؤيته الليبرالية الاقتصادية الجديدة والتي تعمل على هدم مفهوم السيادة الوطنية وتدهور الوضع المعيشي للجماهير الشعبية ما يحقق أهم أسس النضال الوطني ونجاحه.

وفي الجلسة الثانية بين الدكتور أشرف البيومي من مصر في محوره بعنوان “العروبة واسئلة الخطاب الثقافي والعلمي والتكنولوجي” ان النهضة التي نسعى اليها تعتمد على مقومات اساسية وشروط لا بد من توافرها مجتمعة منها ارادة السلطة السياسية ووجود مشروعها العلمي الرائد الذي تكمن نشاطاته في مجالات علمية مرتبطة بقضايا التنمية والامن القومي.

كما اشار الى أهمية دور الاقتصاد السياسي الذي تراجع دوره عند العرب بسبب تواضع المستوى الثقافي واغتراب المصطلحات والمفاهيم العلمية وتسلل المفاهيم الخاطئة مثل حياد العلم والعلم ليس له وطن والخلط بين التعاون العلمي والتبعية للآخر.

ولفت البيومي الى الدور السلبي للعلم والتكنولوجيا اللذين استعملتهما الدول الاجنبية للهيمنة على عقولنا بمساهمة وسائل إعلامية عربية موجودة تساهم بذلك رغم مقدرتنا على الابتكار ومواكبة التكنولوجيا مبينا ان تحدي القوة المهيمنة يحتاج الى تبني مشروع علمي عربي وتخطي العقبات الذاتية والأجنبية وإزالة عناصر التخلف.

وتبحث الندوة في يومها الثاني صباح غد عددا من المحاور وهي العروبة والتحدي الأميركي والصهيوني للدكتورة صفية انطون سعادة من لبنان والخوارج والاسلام السياسي نفس الفكر بأدوات مختلفة للدكتور وائل الامام من سورية والعروبة واسئلة الخطاب القومي للدكتور يوسف عبد الله مكي من السعودية.

شذى حمود ومحمد الخضر

انظر ايضاً

مدير معبر نصيب الحدودي: التعرفة الجمركية الجديدة تهدف لتحقيق التوازن بين دعم المنتج المحلي وتأمين الحاجات الأساسية وتعزيز موارد الدولة

درعا-سانا أكد مدير معبر نصيب الحدودي التابع للهيئة العامة للمنافذ البرية والبحرية خالد البراد أن …