القدس المحتلة-سانا
في يوم المرأة العالمي المصادف ليوم الثامن من آذار لا تزال 20 أسيرة فلسطينية تقبعن في سجون الاحتلال الإسرائيلي وتعشن في ظروف اعتقالية قاسية وصعبة تفتقر لأدنى شروط الحياة الإنسانية.
وتقبع الأسيرات في سجن هشارون الإسرائيلي ويحرمهن الاحتلال من عائلاتهن ويحرم بعضهن من أطفالهن.
ونقلت وكالة معا الفلسطينية عن مركز أحرار لدراسات الأسرى وحقوق الإنسان قوله في بيان.. “إن أقدم الأسيرات الفلسطينيات هي الأسيرة لينا الجربوني 40 عاما من قرية عرابة البطوف في الداخل الفلسطيني المحتل والمعتقلة منذ عام 2002 ومحكومة لمدة 17 عاماً”.
وطالب مدير مركز أحرار فؤاد الخفش جميع المؤسسات والاتحادات والأطر النسوية بتفعيل قضية الأسيرات الفلسطينيات والعمل الدؤوب المستمر من أجل الضغط على سلطات الاحتلال للإفراج عنهن مشيرا إلى أن هناك تقصيرا واضحا بحقهن.
من جانبه قال مدير دائرة الإحصاء بهيئة شؤون الأسرى والمحررين عبد الناصر فروانة إن سلطات الاحتلال الإسرائيلي لم تستثن المرأة الفلسطينية يوماً من استهدافاتها واعتقالاتها واعتقلت منذ عام 1967 قرابة 15000 مواطنة فلسطينية بينهن أمهات وزوجات وقاصرات وطالبات ونائبات في المجلس التشريعي ومنهن نحو 1200 فلسطينية منذ بدء انتفاضة الأقصى في أيلول عام 2000 فيما لا تزال تحتجز في سجن هشارون 20 أسيرة بينهن سبع أسيرات لهن أزواج وأشقاء في السجون الأخرى وترفض إدارة السجون السماح لأقربائهن بزيارتهن.
ونوهت المجموعة العربية للتنمية والتمكين الوطني والتي تتخذ من جنيف مقرا لها بعطاء وتضحيات المرأة الفلسطينية ودورها الريادي ومشاركاتها في كافة الميادين وإسهاماتها المتميزة على كافة الصعد الاجتماعية والتربوية والسياسية والنضالية خلال مراحل نضال الشعب الفلسطيني.
وقالت في بيان لها بمناسبة يوم المرأة العالمي “إن المرأة الفلسطينية لعبت دورا طليعيا في النضال ضد الاحتلال الإسرائيلي جنبا إلى جنب مع الرجل وقدمت الآلاف من الشهيدات والأسيرات والجريحات خلال مراحل الثورة الفلسطينية المختلفة وأثبتت وعبر الكثير من التجارب والمواقف أنها جديرة بشراكة الرجل في كافة المجالات”.
وأضافت المجموعة أن حقوق المرأة الفلسطينية مسلوبة ومعاناتها تتفاقم وتتزايد جراء سياسات الاحتلال الظالمة بحق المراة الفلسطينية واستهدافها بشكل مباشر بالقتل أو الاعتقال والحرمان ومصادرة حقوقها وحريتها الأساسية.
بدورها وجهت عضو اللجنة التنفيذية ورئيسة دائرة الثقافة والإعلام في منظمة التحرير الفلسطينية حنان عشراوي تحية إكبار وإجلال للمرأة الفلسطينية ولنساء العالم بمناسبة يوم المرأة العالمي مشيدة بالدور الطليعي والمميز الذي لعبته نساء فلسطين في عملية النضال الوطني وحق تقرير المصير والحرية والكرامة.
وقالت.. “يأتي يوم المرأة العالمي والنساء الفلسطينيات يعانين بفعل ممارسات الاحتلال الإسرائيلي وسياساته الاجرامية فقد تسبب العدوان الإسرائيلي الأخير على قطاع غزة باستشهاد 296 امرأة هذا بالإضافة إلى معاناتهن من الفقر والحصار وتصاعد وتيرة الإرهاب المنظم من قبل عصابات المستوطنين”.
كما أشادت عشراوي بمقاومة المرأة الفلسطينية وصمود النساء الفلسطينيات في قطاع غزة المحاصر والنساء المقدسيات اللواتي يتعرضن إلى التطهير العرقي بشكل يومي كما حيت الأسيرات في سجون الاحتلال اللواتي قدمن التضحيات الجسام على درب الحرية والاستقلال.
وأشارت عشراوي إلى أن المرأة الفلسطينية كانت ولا تزال تساهم في عملية بناء المجتمع الفلسطيني وتنميته ولديها الإرادة لإقامة نظم الدعم والحصانة لكل أنواع التمييز ضد النساء.
وأكدت عشراوي على أهمية وجود تشريعات منصفة ونظام قانوني يساهم في حماية المرأة وتعزيز نظام الرقابة والمساءلة وإنزال العقوبات على مرتكبي الجرائم بحقها وضرورة تطبيق خطة وطنية لإنهاء العنف ضدها وتكوين مجموعات ضغط ومناصرة لدعمها وتمكينها سياسيا وتعزيز مشاركتها الفاعلة في العمل السياسي ومواقع صنع القرار وتعزيز الوعي المجتمعي العام تجاه حقوقها.
وطالبت عشراوي بتفعيل العمل بالقرار الأممي 1325 حول المرأة والأمن والسلام ومحاسبة إسرائيل ومساءلتها على جرائمها داعية لتدخل فوري من قبل المجتمع الدولي ومؤسسات الأمم المتحدة لتوفير الحماية الدولية العاجلة للشعب الفلسطيني وحماية المرأة الفلسطينية ووضع إسرائيل أمام مسؤولياتها القانونية والأخلاقية.
وكانت أصيبت تسع نساء فلسطينيات بحالات اختناق خلال قمع قوات الاحتلال الإسرائيلي أمس لمسيرة سلمية انطلقت بمناسبة يوم المرأة العالمي من مدينة رام الله بالضفة الغربية باتجاه حاجز قلنديا شمال مدينة القدس المحتلة.