الشريط الإخباري

الراحل تشافيز كرس حياته في العمل لبناء بلاده وتحصين قرارها السيادي ودعم حرية الشعوب

دمشق-سانا

تبقى المبادئ الثورية التي طرحها المناضل الراحل أوغو تشافيز رئيس جمهورية فنزويلا البوليفارية خالدة ومتجددة في قلوب شعوب وأحرار العالم فهو الزعيم الذي حافظ على استقلال بلاده وحرية شعبه وجسد صمودا أسطوريا في وجه محاولات الهيمنة على الشعوب والدول.

فقد كرس الزعيم الراحل تشافيز حياته لدعم حرية الشعوب والعدالة الاجتماعية والمساواة في السيادة ووقف بشكل مبدئي ضد الاحتلال الأجنبي والغزو والعدوان والظلم.

ففي مثل هذا اليوم من عام 2013 رحل الرئيس تشافيز عن عمر يناهز 58 عاما قضى جلها بالعمل على بناء بلاده وتحصين قرارها السيادي والدفاع عنها حتى الرمق الأخير حيث واجه خلال مسيرة حياته في قيادة البلاد تحديات جساما أبرزها النهوض ببلاده على كل الصعد والتصدي لسياسة الهيمنة الأمريكية على قارة أمريكا اللاتينية وعلى الدول الأخرى.

وفي عام 1994 أنشأ تشافيز حزبا سياسيا أسماه “الحركة من أجل الجمهورية الخامسة” والذي مثل نسخة مدنية للحركة الثورية البوليفارية أوصله إلى الحكم بعد أربعة أعوام حيث قاد في السادس من تشرين الثاني عام 1998 تحالف أحزاب اليسار الذي أقامته الحركة من أجل الجمهورية الخامسة إلى الفوز في الكونغرس

الوطني بنسبة 34 بالمئة من النواب وتم تقديم تشافيز كمرشح للرئاسة الفنزويلية التي فاز فيها بنسبة 56 بالمئة من أصوات الناخبين الفنزويليين وكانت أكبر أغلبية في الانتخابات منذ 40 عاماً في فنزويلا.

وحظي الرئيس تشافيز بحب وثقة الشعب الفنزويلي نظراً لاهتمامه بطبقة الفقراء خصوصا والعمل على إعطائهم كل حقوقهم ويأتي هذا من إيمانه الدائم بأهمية القضاء على الفقر انطلاقا من فكرته المسماة بـ “اشتراكية القرن الحادي والعشرين” حيث نال من محبيه ومعجبيه ألقابا عديدة لعل أبرزها “الرفيق” و”القائد” و”المناضل” و”البطل” و”الرئيس الثائر” و”أب الفقراء”.

كما شهدت فنزويلا في عهده ازدهارا ملحوظا في جميع النواحي واعتمد خلال سنوات حكمه الأربع عشرة والتي بدأت في 2 شباط عام 1999 سياسات اجتماعية تقوم على تعزيز دور الدولة ومسؤوليتها الاجتماعية تجاه المواطنين وخاصة في قضايا الصحة والتعليم والزراعة والسكن ومحاربة الاحتكارات الكبرى حيث دعا بشكل دائم إلى احترام سيادة الدول وأحقية كل شعب في تقرير مصيره وانطلاقا من ذلك ناهض العولمة ورفض إغراق الأسواق بالنفط حيث عمل جاهدا من أجل ضبط سعره.

ولعل سياسة الدعم المكثفة والممولة بفضل احتياطات النفط الهائلة في فنزويلا التي اعتمدها الرئيس تشافيز كانت مصدر نجاحه ومصدر شعبيته الهائلة بين معظم الشرائح الاجتماعية في بلاده إضافة إلى تنفيذ مشاريع في هذا الصدد أبرزها مشروع عربات الكوابل المتحركة التاريخي الذي يربط العاصمة كراكاس بأحيائها الفقيرة والذي غير من حياة عشرات آلاف الفنزويليين إضافة إلى المشروع الاجتماعي “التسوق من المحلات التجارية المدعمة” حيث يمكن للفقراء التسوق بأسعار مخفضة.

كما عمل الرئيس تشافيز على إعادة توزيع الأراضي الشاسعة غير المزروعة التي تعود لأغنى المالكين على فلاحين يعملون في تعاونيات صغيرة بهدف تقديم العمل للفقراء والحد من الاستيراد والاستفادة من إمكانيات الإنتاجٍ الزراعي غير المستثمرة حيث شجع على التنوع الحيوي في الزراعة ومنع زراعة الأغذية المعدلة وراثياً وأقام نظام مصرف البذور بهدف تأمينها والحفاظ على تنوع المزروعات كما قونن منع الصيد الجائر في المجال البحري الفنزويلي للحفاظ على التنوع الحيوي البحري وتشجيع صغار الصيادين.

ولعل من أبرز كلمات المناضل تشافيز والتي مازالت محفورة في ذاكرة الفنزويليين قوله.. إن “المعركة التاريخية للثورة والشعب الفنزويلي هو وضع حد لجميع أشكال العبودية الحديثة تلك العبودية المظلمة والخفية التي لم تعد تمارس بالسوط والحديد والأغلال ولكن بواسطة سلاسل غير مرئية لآليات وحشية وضارة يعتمدها الاستغلال الرأسمالي وهي التغريب والسيطرة والقهر والمتاجرة بالعلاقات الإنسانية”.

أما على الساحة الدولية فتميزت مواقف الرئيس أوغو تشافيز بوقوفه ضد سياسات الهيمنة والتسلط التي تتبعها الولايات المتحدة الامريكية بحق شعوب العالم وإقامة افضل العلاقات مع البلدان المستقلة والتي تناضل من أجل استقلالها مثل كوبا وإيران وفلسطين إضافة إلى سعيه لإقامة وتكوين “محور الخير” لخلق قوة مضادة للإمبريالية الأمريكية.

أما بالنسبة للقضايا العربية العادلة فقد وقف الرئيس الراحل تشافيز خلال مسيرة حياته النضالية إلى جانب الحقوق العربية المشروعة وأبرزها موقفه الداعم للقضية الفلسطينية ولحقوق الشعب الفلسطيني في نضاله ضد الاحتلال الإسرائيلي وموقفه المشرف من المؤامرة الكونية التي تواجهها سورية اذ أعلن مرارا تضامنه مع سورية قيادة وشعبا فى وجه الهجمة الامبريالية الشرسة التي تتعرض لها وكان من أبرز الرؤساء الداعين إلى إنهاء ورفض هيمنة القطب الواحد على العالم.

كما شهدت العلاقات السورية الفنزويلية في عهد الرئيس تشافيز تطورا ملحوظا في جميع المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية والاجتماعية بما يلبي مصالح شعبي البلدين على قاعدة الوضوح السياسي والتعاون البناء.