الشريط الإخباري

باتروشيف: سياسة البيت الأبيض قصيرة النظر أدت لظهور”داعش”

موسكو-سانا

أكد نيكولاي باتروشيف أمين مجلس الأمن القومي الروسي أن “سياسة البيت الأبيض قصيرة النظر أدت إلى ظهور تنظيم “داعش” الإرهابي” مشددا على موقف روسيا الرافض لتقسيم الإرهابيين إلى “سيئين وجيدين”.

ودعا باتروشيف فى تصريح صحفي له اليوم في موسكو إلى مكافحة الإرهاب على أساس الالتزام الصارم بقواعد القانون الدولي وقرارات مجلس الأمن الدولي ذات الصلة مشيرا إلى أن الولايات المتحدة لا تزال تستخدم ازدواجية المعايير في مكافحة الإرهاب حيث أنها لا تسارع أبدا إلى القضاء على تنظيم “داعش” الإرهابي خشية أن يؤدى ذلك إلى تخفيف الضغوط عن القيادة السورية.

وكانت الولايات المتحدة حددت مؤخرا نحو 1200 من الإرهابيين الذين تسميهم “معارضة معتدلة” في سورية من أجل المشاركة في البرنامج الذي عملت واشنطن على إعداده وتنسيقه مع حلفائها لتدريب وتسليح الإرهابيين الذين يخدمون مصالحها وذلك في تحرك يؤكد إصرارها وأدواتها في المنطقة على مواصلة دعم الإرهابيين في سورية.

وبين باتروشيف أن عناصر تنظيم “داعش” الإرهابي اجتازوا تدريبات خاصة في أراضي دول مجاورة لسورية بهدف زعزعة استقرارها ما أسفر عن “نشوء اخطبوط إرهابي جديد يتصف بالتفنن في قسوته” مشيرا إلى أن جذور هذا التنظيم الإرهابي تعود إلى “زمن الغزو الأمريكي الغربي للعراق حيث بدأت بالتشكل هذه الخلية التابعة لتنظيم “القاعدة” الإرهابي وانضمت إليها فيما بعد بعض المجموعات ذات الأفكار المتشددة والضباط والموظفون العراقيون السابقون الذين راحوا يمارسون نشاطا سريا”.

وأشار أمين مجلس الأمن القومي الروسي إلى أنه وبموجب تقييمات مختلفة تقع تحت سيطرة تنظيم “داعش” الإرهابي أراض تصل مساحتها إلى 90 ألف كيلومتر مربع معربا عن القلق لازدياد المناطق التي يسيطر عليها إرهابيو “داعش” في ليبيا والإعدامات الجماعية التي بدأت هناك قائلا إنه “ليس مستبعدا ازدياد النشاط الإرهابي لهذا التنظيم التكفيري في مناطق أخرى من العالم”.

وأوضح باتروشيف أن تنظيم “داعش” الإرهابي يقيم اتصالات مع مقاتلين من منطقة شمال القوقاز الروسية مشيرا إلى وجود معطيات مؤكدة حول إقامة هذا التنظيم الإرهابي لاتصالات مع النشاط الإرهابي السري في شمال القوقاز قائلا إن “هذه المعلومة ستؤخذ بعين الاعتبار عند اتخاذ قرارات في المستقبل بهدف تعزيز أمن روسيا الاتحادية والدفاع عن مصالحها القومية”.

وأشار باتروشيف إلى أن الغرب يسعى لتفتيت العالم الإسلامي وإضعاف مواقع روسيا والصين موضحا أن لدى “شركائنا” ما وراء المحيط مهمة واضحة للعيان تتمثل في تفتيت العالم الإسلامي وإضعاف روسيا والصين في الوقت ذاته.

ولفت أمين مجلس الأمن القومي الروسي إلى أنه لا يزال في الشرق الأوسط خطر كبير من استخدام تكنولوجيا “الفوضى الموجهة” قائلا إن “هناك احتمال القيام بأعمال ضد الحكومات في الشرق الأوسط لصالح قوى خارجية وليس من المستبعد تشجيع وحفز الميول المتطرفة وتمويل المعارضة المسلحة”.

وأكد باتروشيف أن روسيا تعرف كيف تتصدى “للثورات الملونة” وهي على استعداد لتقاسم خبرتها مع الشركاء الأجانب موضحا أن روسيا سنت قوانين خلال العقد الماضي تهدف إلى توطيد النظام الدستوري وحماية سلامة أراضي البلاد ومكافحة الإرهاب والتطرف.

وشدد على أن روسيا تتولى مهمة كبيرة بتربية الشبيبة بروح الوطنية وتطوير مؤسسات المجتمع المدني وتلاحم الأمة على أساس قيم ومبادئ موحدة روحية ومعنوية وتاريخية معربا عن الاستعداد لتقديم مساعدة استشارية للشركاء في جميع هذه المسائل.

وأوضح باتروشيف أن “الولايات المتحدة بفرضها عقوبات اقتصادية ضد روسيا كانت تامل بحدوث اضطرابات جماهيرية فيها ولكن لدى روسيا ما يكفي من احتياطات المتانة والصمود” مضيفا “من الواضح أن البيت الأبيض كان يأمل في تردي نوعية معيشة المواطنين الروس إلى حد كبير وحدوث اضطرابات جماهيرية ولكن روسيا جمعت ما يكفي من احتياطات المتانة الاقتصادية والمالية والأهم من ذلك السياسية وهي تحظى بالتضامن والدعم لدى شركائها الأجانب بما في ذلك ضمن أطر غالبية المنظمات متعددة الجوانب”.

وبين باتروشيف أن واشنطن لا تغير أساليبها على مدى العقود الأخيرة ولقد جربتها في الفضاء ما بعد السوفييتي وبلدان الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وغيرها من بلدان العالم لافتا إلى أنه يتواصل من الناحية العملية “تمويل قوى المعارضة” بذريعة الدفاع عن حقوق الإنسان وضرورة إقامة مؤسسات المجتمع المدني ويجري بموازاة ذلك فرض عقوبات اقتصادية أحادية الجانب وهذا ما يتضح بصورة جلية من مثال الحملة ضد روسيا التي شنتها الولايات المتحدة بحجة الوضع في أوكرانيا.

وحول زيارته إلى مصر والإمارات العربية المتحدة خلال الفترة من الثاني إلى الرابع من آذار الجاري أوضح باتروشيف أنه ناقش خلالها آفاق التصدى المشترك لخطر الإرهاب.

وأعلن مكتب الإعلام فى مجلس الأمن الروسي في بيان له بوقت سابق اليوم أن باتروشيف بحث خلال زيارته إلى دولة الإمارات العربية علاقات التعاون الثنائي والوضع في سورية ومسألة محاربة الإرهاب الدولي.

وكان وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف شدد خلال لقائه نظيره الأمريكي جون كيري في جنيف الاثنين الماضي على ضرورة التنسيق بين التحالف الدولي الذي شكل عمليا لمحاربة “داعش” وبين القوات المسلحة السورية التي تتحمل العبء الأكبر من المعركة ضد الإرهابيين على أراضيها”.

كما أشار بيان الخارجية الروسية إلى أنه تم خلال اللقاء “إيلاء اهتمام خاص بالتهديدات التي يشكلها تنظيم “داعش” الإرهابي المنتشر في أجزاء من الأراضي السورية والعراقية والذي خلف أثارا دموية في ليبيا وتوغل في أفغانستان”.