دمشق-سانا
عندما أنشأ الموسيقي نظير مواس فرقته الموسيقية الخاصة عام 2003 كان يمتلك روءية لمشروع فني يحقق من خلاله تقديم نمط موسيقي شرقي جديد أكثر تطورا عن الزمن الماضي وغير بعيد عن الطرب الكلاسيكي بالقيمة الفنية العالية بحيث يتم تقديم أعمال العمالقة بتوزيع حديث دون تشويه إلى جانب مؤلفات غنائية وموسيقية جديدة تواكب العصر وتحفظ التراث والأصالة.
وعن مشروعه الفني يقول المايسترو مواس في حديث لـ سانا إن الفرقة التي أديرها وتقدم أعمالها منذ أكثر من أحد عشر عاما هي لبنة اولى في ما أصبو للوصول اليه من تأسيس مؤسسة موسيقية متكاملة تقدم أنواع متعددة من الفنون من موسيقا وغناء ورقص مبيناً أن ما أعاق عمل الفرقة خلال السنوات الماضية هو عدم وجود الدعم الإعلامي المناسب الى جانب انعدام الفرص الحقيقية في الظهور للجمهور بالشكل المناسب للوصول لأكبر شريحة من الناس.
وحول واقع الفرق الموسيقية في سورية اليوم يوضح مواس أن أغلب الفرق عانت خلال السنوات الأربع الماضية من حالة صعبة جداً ولكن في الفترة الأخيرة حدث حراك موسيقي وفني جميل ومبشر في الوسط الثقافي بفضل دعم وزارة الثقافة للفرق الموسيقية الجادة عن طريق احتضان الحفلات من قبل دار الأوبرا ضمن مشروع مهرجان الموسيقا العربية ومعا إلى سورية الذي جاب أغلب المحافظات السورية مؤكدا أن هذا النشاط المهم يعكس وجود خطة ورؤية جديدة من قبل المؤسسة الثقافية الرسمية لدعم الموسيقيين والفرق الموسيقية الخاصة حتى يقدموا أفضل ما عندهم للجمهور المتعطش لأي حدث فني وثقافي.
ويرى قائد فرقة نظير مواس أن للموسيقا دورا هاما في حياة الإنسان وبناء المجتمع خاصة في بلد كسورية التي أعطت الإنسانية أول نوتة موسيقية مدونة في العالم ولأنها تعبر عن وجدان الإنسان السوري الذي صدر كل أنواع الثقافة والإبداع خلال التاريخ للإنسانية.
ويدعو مواس المؤسسة الثقافية الرسمية والخاصة لتبني مشروع فني وطني يدعم ويتبنى التجارب الموسيقية الجادة والفرق الموسيقية المحترفة كي تعود الموسيقا الحقيقية إلى المنازل وأسماع الناس بدل الموسيقا المستوردة والمزيفة التي لا تشبه ذوق الإنسان السوري والموسيقا السورية.
وعن المعايير التي يضعها المايسترو مواس في اختيار ورفد عناصر فرقته يؤكد أن أهم ما يميز الفنان الموسيقي هي الأخلاق الإنسانية العالية بالمرتبة الأولى ومن ثم الثقافة الموسيقية والعامة والإبداع الفني.
وينصح الموسيقي مواس صاحب التجربة الطويلة في المجال الفني كل الموسيقيين الشباب أن يقوموا بالبحث المستمر عن ذاتهم الفنية لكي يقدموا أنفسهم بصدق ويصلوا للناس من خلال العمل الفني الجاد والحقيقي وبالمستوى الذي يرضون عنه.
ويختم المايسترو مواس حديثه بالتعبير عن تفائله بمستقبل الموسيقا عموما في سورية مؤكدا أن العمل المتواصل مع الإرادة هما الكفيلان بالارتقاء بواقع المجتمع السوري عموما والموسيقا على وجه الخصوص للتغلب على كل العقبات تحقيقا للمقولة المعروفة أن تضيء شمعه خير ألف مرة من أن تلعن الظلام.
المايسترو نظير مواس من مواليد قرية صدد في محافظة حمص عام 1973 درس الموسيقا دراسة خاصة على يد كل من الموسيقيين رعد خلف ورياض سكر والموسيقا الشرقية على يد الموسيقي جميل حلال عمل مع الراحل وديع الصافي منذ عام 1990 ومع الكبيرة فيروز منذ عام 1996 وعمل على تسجيل الأعمال الموسيقية للدراما السورية والعراقية والأردنية وهو مؤلف موسيقي وعازف سوليست على آلة الكمان.
محمد سمير طحان