الشريط الإخباري

كتاب العلم العربي وتطوره في العصر العباسي الأول.. دراسة في التفسير الاجتماعي لتطور العلوم وعلاقتها بالتاريخ

دمشق-سانا

يسعى كتاب “العلم العربي وتطوره في العصر العباسي الأول” لمؤلفه الدكتور عبده القادري إلى الكشف عن العلم العربي وعلاقاته الاجتماعية والاقتصادية والثقافية في هذه المدة الزمنية المهمة.

وينطلق الكتاب من فكرة مفادها أن العلم ما هو إلا صورة من صور النشاط الإنساني وهو يتشابك مع سائر أنواع النشاطات الأخرى في نطاق الثقافة السائدة وفي حدود المجتمع.

ويعمل الكتاب على بيان العوامل الاجتماعية التي نمت فيها ظاهرة العلم في العصر العباسي الأول ومدى تأثيرها في الممارسة العملية محاولا الاستجابة للتطور المستحدث في فلسفة العلم والقائم على الارتباط الوثيق بين فلسفة العلم وتاريخه مع دراسة تفاعل العلم العربي مع البنيات الحضارية والاجتماعية والاقتصادية والثقافية.

ويحاول الكتاب أن يحدد المكانة والوظيفة الاجتماعية التي اكتسبها العلماء ضمن إطار العلاقات الاجتماعية التاريخية للمجتمع الإسلامي الوسيط مبينا أنها تعتمد على الوظيفة الاجتماعية المباشرة التي يمارسونها.

كما عمل الكتاب على الكشف عن إبعاد القاعدة الاجتماعية والاقتصادية للعلم العربي في هذا العصر كاشفا عن التغيرات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية موضحا أن المجتمع العباسي الوسيط تعززت فيه العلاقات الاقطاعية ما أفرز أوضاعا ساهمت في ظهور النزعة العلمية.

وبين الكتاب أن العلم العربي الإسلامي في العصر الوسيط اتخذ شكلا محددا يقوم على الجمع بين العلم النظري والتجربة في هذه الفترة التاريخية المحددة وهذا الشكل كان تعبيرا عن تطور المجتمع الإسلامي المتجه نحو تعزيز المركزية السياسية في المدن.

ويلقي الكتاب الضوء على معاهد العلم في العصر العباسي الأول ولا سيما تنظيم المؤسسات والأجواء الثقافية في حضارة الإسلام في العصر الوسيط والمدى الذي شجعت فيه تطور العلم في هذه الفترة وتوصل البحث إلى أن المؤسسات العلمية التي حملت اسم “بيت الحكمة-مرصدي العباسية-جبل قاسيون” لعبت دورا كبيرا في إرساء المشروع العلمي في المجتمع الإسلامي الوسيط وشجعت البحث العلمي في مجالات العلوم الطبيعية والفلسفة.

ويكشف الكتاب الظروف التي انتج فيها العلم من قبل المؤسسات العلمية المتعددة حيث شاعت في ثنايا المجتمع العباسي أنماط متعددة من العلوم والمعارف فضلا عن الخصائص العامة التي اتسم بها التدريس الذي ساهم في تطوير ودفع الفكر العلمي في المجتمع الإسلامي الوسيط بما اتسم به من خصائص تعتمد على الفردية والشخصية الى حد كبير لتصبح المؤسسات العلمية في المجتمع العباسي مؤسسات مستقلة شكلت حافزا لدفع العلوم الطبيعية والفلسفية وتطويرها.

وانتقل الكتاب بعد ذلك للكشف عن الممارسات السيسيولوجية وأثرها في تطور العلم مبينا أن كثيرا من النظريات العلمية وخصوصا في حقول الرياضيات والفلك والكيمياء أمكن لها النمو والصيرورة في المجتمع الإسلامي بفعل من الحاجات الاجتماعية لهذا المجتمع مع ارتباط الموضوعات العلمية بالمضامين الدينية والاجتماعية.

وخلص الكتاب إلى التأكيد على أهمية فهم ظاهرة العلم عبر توثيق العلاقة بين العلم والتاريخ مشيرا إلى أن الإسلام فتح الآفاق للتأمل الديني وحض الناس على العمل والتجربة بأكثر مما فعل الإغريق فأثبت بذلك أنه خلاق وأن إبداعه يرجع الى بساطة عقيدته الدينية ومن ثم فقد كان للإسلام الدور الكبير في نشر المعرفة في شتى ميادينها ومختلف ضروبها.

ميس العاني

 

انظر ايضاً

القائد الشرع يلتقي وفداً من الجالية السورية في أمريكا

دمشق-سانا التقى قائد الإدارة السورية الجديدة أحمد الشرع ووزير الخارجية أسعد الشيباني وفداً من الجالية …