الشريط الإخباري

إيمان بيات.. معلمة لم تثنها عتمة الإرهاب عن إيصال رسالتها

دمشق-سانا

خلف بساطتها وهدوئها تخبئ إيمان بيات عالماً مليئاً بتجارب راكمتها ظروف استثنائية على مدى سنوات طويلة قاسية كان للباطل فيها جولة فاستفحل الظلام.. وأوغل الحقد.. الا ثلة آمنت ببصيص النور وبفجر اليوم التالي.. إيمان من تلك الثلة.. اختزنت في قلبها الإخلاص والتفاني في العمل ما أعطاها دافعاً للتميز والعطاء بلا حدود.

“الوطن حين يعطي أبناءه لا يبخل عليهم بشيء”..”روح قلبي درس طالب” هكذا تقول إيمان المعلمة التي قادت وما تزال دفة حلمها بالتدريس بقوة وإصرار “لرد جزء من جميل الوطن”.

إيمان.. فاضلتها الظروف بين اولادها الأربعة وزوجها المريض وبين قدسية واجبها كمربية أجيال في احدى مدارس غوطة دمشق في ذلك الزمان.. زمان سطوة الباطل… فاختارت تأدية واجبها رغم أنها المعيل الوحيد للأسرة ففازت بعائلتها وما تزال شمعة تشع في حضرة أجيال جديدة وتقول: “تعرضت وزميلاتي المدرسات لتهديدات كثيرة ومواقف مرعبة من المجموعات الإرهابية لكننا استمررنا في الذهاب كل صباح إلى مدارسنا كالمعتاد”.

وبينت إيمان التي تدرس اللغة الانكليزية منذ أكثر من 21 عاماً لمراسلة سانا أن استهداف المعلمين والمدارس يكشف حقيقة أولئك الذين يشنون الحرب على سورية وهدفهم نشر الجهل والأفكار الظلامية لافتة إلى دور المعلم في مواجهة ذلك وتمسكه بالدفاع عن الوطن ونشر العلم والمعرفة والوقوف في وجه محاولات الترهيب وتعطيل العملية التعليمية.

وقالت إيمان “إن قطاع التربية والتعليم في سورية قدم الشهداء ليبقى الوطن حياً” وبدت كأنها تحكي عن زملاء لها بعينهم.. اضعفتها عاطفتها وارتجفت أصابعها.. ثم أدارت وجهها واستعادت بعض هدوئها وأكملت..”ان دور المعلمين بعد الحرب لا يقل أهمية عما قاموا به خلالها.. وتقع عليهم مسؤولية توعية الأجيال القادمة وحمايتها من الجهل”.

وختمت إيمان حديثها لسانا قائلة “ما بين ألوان الموت والحياة ثمة سواعد خيرة ترسم لوحة البقاء لوجه سورية المشرق وتفاصيل من واقع الامكنة تحكي آلاف القصص رغم ذاك الصمت المريب الذي اعتلاه غبار الخراب والدمار وهذه السواعد ستبقى وتكمل مسيرة إعادة لون الحياة إلى المدارس التي توشحت بالسواد وغاب عنها نور الحرف والمعرفة لفترة من الزمن”.

رحاب علي- بشرى برهوم

متابعة أخبار سانا على تلغرام https://t.me/SyrianArabNewsAgency