من يتابع التصريحات الأميركية الغربية التي تدين جرائم تنظيم «داعش» الإرهابي بحق البشر والحجر والآثار والثقافة في العراق, ومؤخراً في سورية فلا بد أن يقول إن رؤساء هذه الدول مصابون بمرض انفصام الشخصية.
فهم يدعمون هذه التنظيمات الإرهابية بشكل مباشر وعبر أدوات وأجراء, وهم لا يخفون استثمار هذه التنظيمات لتحقيق المصالح القومية لبلدانهم على حساب الشعوب الأخرى والأمن والاستقرار العالمي.
أبرز داعمي التنظيمات الإرهابية في العالم الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا أدانوا -بشكل متزامن- تدمير تنظيم «داعش» لمتحف الموصل, واستهداف شرائح اجتماعية دينية في العراق, على الرغم من تأكيد جميع التقارير الاستخبارية أن الأسلحة التي قدمتها هذه الدول لما سموها «المعارضة المسلحة في سورية» وصلت إلى حضن تنظيمي «داعش» و«النصرة» الإرهابيين.
المفارقة أنه في الوقت الذي أعلن فيه رئيس الاستخبارات الأميركية جيمس كلابر تورط قطر والسعودية وتركيا بمد تنظيم «داعش» بالأسلحة والمال, كان الرئيس الأميركي باراك أوباما يستقبل أمير دويلة قطر الشيخ تميم, ويناقش معه مكافحة الإرهاب والأوضاع في ليبيا واليمن ومصر وسورية والعراق ليبدو الأمر «سرياليا» إلى حدود لا يمكن أن يتصورها العقل عن إمكانيات هذه الدويلة, والدور الذي تلعبه على المستوى الإقليمي والمحصور في شراء الأسلحة الأميركية والغربية, وتقديمها إلى التنظيمات الإرهابية بمباركة سيد البيت الأبيض أوباما الذي سيسجل له التاريخ العلاقة الحميمة بينه وبين داعمي الإرهاب ومفرخيه.
ويأتي تزامن اجتماع أوباما ونظيره تميم مع تسريب صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية عن غرفة عمليات لإثارة الفوضى في مصر والمنطقة مقرها «شيراتون الدوحة» تضم عناصر إرهابية من تنظيمي «داعش» و«النصرة» اللذين يتلقيان الدعم المباشر من تركيا و«إسرائيل» ليؤكد ذلك أن لا خير في هذا الاجتماع ولا في هذه الزيارة التي ستمتد إلى أذرع أميركا الأوروبية.
لا أحد في المنطقة ولا في سورية والعراق ومصر وليبيا, لا يعلم بالدور القذر لقطر في دعم التنظيمات الإرهابية, ولكن حتى الآن لا يوجد جهد مشترك من هذه الدول على الأقل لتوحيد جهودها ضد قطر على المستوى الإقليمي, وعزلها جوا وبحرا حيث من الممكن فعل الكثير كي تغير هذه الدويلة سياساتها الداعمة للإرهاب, ولا يمنع أن تصل الجهود إلى تغيير نظام حكم ال ثاني المستبد الذي يسرق مال الشعب القطري ويضخه إلى التنظيمات الإرهابية.
إن استمرار التشتت في جهود الدول التي تتعرض للإرهاب القطري التركي السعودي الغربي الأميركي من شأنه تفاقم الأخطار والمشاكل, وتوسع الخلايا الإرهابية إلى أوسع مدى, وما يحدث في مصر وليبيا وصولا إلى تونس والجزائر يستدعي من هذه الدول المبادرة للتعاون في مكافحة الإرهاب, وعدم الاكتفاء بالتصريحات الخلبية وبعض الإجراءات الاستعراضية.
صحيفة الثورة