الشريط الإخباري

نواب فرنسيون ينددون بسياسة باريس قصيرة النظر: هناك فرصة لاستئناف الحوار مع سورية وتصريحات فالس قصور أخلاقي

باريس-سانا

ندد جاك ميارد النائب في الجمعية الوطنية الفرنسية الذي كان ضمن الوفد البرلماني الفرنسي الذي زار سورية بـ “سياسة باريس قصيرة النظر” تجاه سورية بينما أعلن عضو مجلس الشيوخ الفرنسي فرانسوا زوشيتو عن وجود “فرصة لإستئناف الحوار والعلاقات الدبلوماسية مع سورية”.

وأكد ميارد في تصريحات نقلتها وكالة الصحافة الفرنسية بعد عودته إلى باريس أنه إذا تداعى الوضع في سورية “فستعم الفوضى في المنطقة” مشددا على ضرورة أن تحافظ فرنسا على مصالحها الاقتصادية في سورية.

ورداً على انتقاد ساسة النظام الفرنسي لزيارة الوفد البرلماني الفرنسي إلى سورية وصف ميارد لراديو سود تصريحات رئيس الوزراء الفرنسي مانويل فالس بهذا الصدد بأنها “قصور أخلاقي” وقال: هي انتقادات من “الناس الذين هم في صالونات باريس.. وأن العمى السياسي والتوحد يذهب بأصحابه إلى الحائط وإن ذلك غير مقبول”.

ودعا النائب الفرنسي منتقديه وفق ما نقلت عنه صحيفة لوموند الفرنسية اليوم “للنظر والاستماع بتدقيق” وقال: “أنا راض عن زيارة الوفد إلى سورية” مبينا أن “ما يعتقده العديد من البرلمانيين الفرنسيين هو عدم الاتفاق مع سياستنا في الشرق الأوسط”.

وتابع ميارد: إذا أردنا إنهاء الحرب في سورية يجب أن نتحدث مع الناس والدعوة إلى الإنتعاش شيئا فشيئا في الحوار مع القيادة السورية مع أن لدينا الكثير مما يدعونا لسرعة التواصل مع تلك القيادة.

وأكد النائب الفرنسي أن لا حل عسكريا في سورية وأن الحل سيكون من خلال عملية سياسية وقال: إن “الرئيس بشار الأسد شريك أساسي فيها”.

الحكومة الفرنسية تجاهلت الحلول السياسية وتعاملت بشكل غير صحيح مع الأزمة في سورية

وفي بيان له نقله موقع /موندياليزاسيون/الفرنسي أكد ميارد إمكانية إيجاد حل سياسي للازمة في سورية منوها بالخطوات التي قامت بها الحكومة السورية في هذا المجال داعيا حكومة بلاده الى تغيير سياستها حيال سورية بصورة عاجلة .

وقال “نستطيع العمل على تسوية سياسية لأجل إحلال السلام في سورية” مضيفا أن القيادة السورية تتمتع بالشعبية “وأن الرئيس بشار الأسد هو الوحيد القادر على الحفاظ على وحدة الجيش ومن دونه سوف تندلع الفوضى العارمة في سورية ولبنان والمنطقة” .

وندد ميارد بالمعايير المزدوجة تجاه الازمة في سورية “وبتواطؤ كل من السعودية وقطر وتركيا مع التنظيمات الارهابية” موضحا أن ” تجارة تلك الدول مع تنظيم /داعش/ الارهابي تسمح بأن يكون لديه موارد مالية كبيرة”.

ونوه ميارد بخطوات الحكومة السورية في السعي لايجاد حل للازمة لافتا الى أن سورية ابدت استعدادها لوقف عمليات القصف الجوي والمدفعي لمدة ستة اسابيع في جميع أنحاء مدينة حلب خلال المحادثات مع مبعوث الامم المتحدة الخاص الى سورية ستافان دي ميستورا.

واعتبر ميارد مواقف الحكومة الفرنسية بانها لا تتمخض عن أي مبادرات بناءة وأنها “لا تفعل شيئاً لحل الازمة في سورية”بل تكتفي “بالمطالبة برحيل القيادة السورية” معتبرا أن هذه المواقف “خطأ سياسي وجغرافي استراتيجي يمكن أن يؤدي الى استمرار الازمة مع كل أهوالها”.

وقال ميارد “إن السياسة الحكومية الفرنسية يجب أن تتغير بصورة عاجلة في سورية” منتقدا التناقض في موقف باريس من المعركة ضد الإرهابيين ومضيفا”نحن نقاتل ضدهم في منطقة الساحل ومالي وشمال نيجيريا والعراق ولكن لدينا الخلط السياسي وعدم وضوح في سورية”.

وأشار إلى أن الحكومة الفرنسية تجاهلت الحلول السياسية وتعاملت بشكل غير صحيح مع الازمة في سورية من خلال قيامها بتسليح ما يسمى/ المعارضة المعتدلة/ والذي إنتهى في أيدي تنظيم /جبهة النصرة / الإرهابي.

وحول زيارة البرلمانيين الفرنسيين الى سورية قال ميارد “لدينا الحق في إجراء جميع الإتصالات خارج دائرة الحكومة” لافتا إلى أن عددا من الحكومات العربية والإسلامية ” ستبدأ في القريب بإنشاء علاقات دبلوماسية ” مع سورية “وأن الامريكيين يقومون بالعديد من الإتصالات غير المباشرة مع الحكومة السورية”.

من جهة ثانية أكد وزير الداخلية الفرنسي السابق كلود غيان أنه ليس ضد زيارة البرلمانيين الفرنسيين إلى سورية وقال “إن هؤلاء البرلمانيين هم أشخاص أحرار ومسؤولون ويتمتعون بالتمثيل الوطني من مجموعة واسعة من الشعب الفرنسي.. وأعتقد أن وجود مثل هؤلاء الأشخاص من وقت لآخر حتى في الدول التي نحن في خصام معها حالة جيدة دائما”.

وحذر غيان في تصريح سابق لإذاعة /يوروب ون/نشرته صحيفة لوفيغارو الفرنسية ضمن تقرير لها اليوم من تنامي خطر تنظيم /داعش / الارهابي مشيراً إلى ضرورة التعاون مع سورية فيما يتعلق بتقاسم المعلومات الاستخبارية لمواجهة الارهاب.

واعتبر غيان أنه “من الضروري وجود الرئيس الأسد في عملية البحث عن حل للأزمة في سورية” .

بدوره أكد نائب الحزب الحاكم في فرنسا تييري مارياني دعمه الكامل لمبادرة البرلمانيين الفرنسيين وزيارتهم الى سورية معتبرا انه “يجب إستئناف الحوار مع الرئيس الأسد في المعركة ضد المتطرفين”.

من جهة أخرى اكد النائب الفرنسي بوريا أميرشاهي أن الازمة في سورية” تستحق ما لا يقل عن التنسيق وحصراً مع الرئيس الأسد باعتباره حصنا ضد المتطرفين” .

بدوره قال زوشيتو: “ذهبنا إلى سورية لجمع المعلومات” لافتا إلى وجود “فرصة لاستئناف الحوار والعلاقات الدبلوماسية مع سورية” داعيا إلى الإسراع للاتفاق مع القيادة السورية من أجل محاربة الإرهاب والتطرف في المنطقة والعالم.

وبحسب لوموند فإن زوشيتو أضاف “يجب علينا أن نأخذ في الاعتبار تطور الإرهاب في سورية والعراق وتهديد إرهاب داعش للاستقرار في لبنان وفي بلادنا .. لا يمكننا الصمت على الوضع الراهن لتنظيم داعش الإرهابي الذي لديه قدرات كبيرة”.

من جانبه أكد النائب جيرار بابت من الأغلبية الاشتراكية وشارك في الزيارة إلى سورية أنه أبلغ الرئاسة الفرنسية ووزارة الخارجية بالزيارة رغم إشارته إلى أن الوفد لم يحمل أي رسالة رسمية من الحكومة الفرنسية.

وقال بابت في تصريحات نقلتها وكالة الصحافة الفرنسية: “من الصعب القول إننا نريد أن نحارب الإرهاب في فرنسا وأن نتجاهل ما يحدث في سورية” موضحا أنه لم يعد هناك معارضة معتدلة فيها.

وفي تأكيد على وجود خلاف داخل الطبقة السياسية الفرنسية والنظام الفرنسي إزاء السياسة تجاه سورية أعلن رئيس الحكومة الفرنسية الأسبق فرانسوا فيون أمس الأول أنه لو أتيحت له فرصة التوجه إلى سورية لكان ذهب بالتأكيد.

وقال فيون: “إنهم محقون بالتوجه إلى هناك.. علينا الاستماع إلى كل الأطراف” بينما قال رئيس الاستخبارات الداخلية السابق بيرنار سكارسيني في تصريح لتلفزيون بي إف إم تي في: “لا يمكننا العمل على داعش وضد داعش من دون المرور بسورية أي أن استئناف الحوار إلزامي”.

وأكد استفتاء أجراه موقع قناة الأخبار الأولى في فرنسا أمس عن تأييد 88 بالمئة من المواطنين الفرنسيين لزيارة البرلمانيين الفرنسيين إلى سورية في تأكيد جديد على انفصال نظام الحكم الفرنسي القائم حاليا عن موقف شعبه بسبب سياساته الخاطئة تجاه سورية واستمرار تبعيته للولايات المتحدة الأمريكية.

وكان الوفد الفرنسي الذي التقى أمس الأول السيد الرئيس بشار الأسد أكد رغبة العديد من البرلمانيين الفرنسيين بزيارة سورية للاطلاع على الواقع ونقل حقيقة ما يجري في البلاد إلى الشعب الفرنسي مشددين على أهمية التنسيق وتبادل المعلومات بين سورية وفرنسا في القضايا ذات الاهتمام المشترك.

وضم الوفد الفرنسي الذي زار سورية عضو مجلس الشيوخ الفرنسي جان بيير فيال رئيس لجنة الصداقة الفرنسية السورية في المجلس إضافة إلى النائب في الجمعية الوطنية الفرنسية جاك ميارد نائب رئيس لجنة الصداقة الفرنسية السورية بالجمعية عمدة مدينة ميزون لافيت وفرانسوا زوشيتو عضو مجلس الشيوخ الفرنسي عمدة مدينة لافال والنائب جيرار بابت من الأغلبية الاشتراكية.