الشريط الإخباري

التشكيلي شاهر الزغير: الفن التشكيلي السوري غني بتنوع اتجاهاته

دمشق-سانا

يمارس التشكيلي شاهر الزغير حالة بحث دائمة عن هويته الفنية من خلال تجريب عدة أساليب من الواقعي والتعبيري اقترابا من التجريد معتمدا على حساسية خاصة تجاه اللون والهارموني على سطح اللوحة ولعل أجمل ما يقدمه هو اللوحة المعبرة عن المرأة وبوحها الإنساني العميق خاصة بالأسلوب الواقعي التعبيري والبورتريه الواقعي.2

وعن علاقته بلوحته يقول التشكيلي الزغير في حديث لـ سانا إن علاقة حب وطيدة تجمعني بلوحتي فهي التي تناجيني وتحاكي داخلي وأتبادل معها أطراف الحديث ولها القدرة على تحريك أحاسيسي فأقوم عبرها بتسجيل وتوثيق ما يجول في خاطري من أشياء وأعيش وأتنفس من خلالها فهي جزء مني ومن وجودي ومن تواصلي بالحياة وأتأمل فيها وأحاول الوصول إلى ذاتي من خلالها.

ويتابع التشكيلي ابن السويداء إن مواضيع عديدة تستهويني وقمت برسمها مثل الطبيعة الصامتة والمناظر الطبيعية والموضوع الأهم كان له الجزء الأكبر هو الحالات الإنسانية التي يبوح وينطق بها الجسد وحركاته التشكيلية باللوحة من قصص وأحداث وأفكار مبينا أن للبورتريه مساحة في مواضيعه عبر ما يحمله من غنى في الحالات النفسية وقراءة الأفكار في ملامح الوجوه المنتقاة.

ويوضح أنه من خلال بحثه ودراسته وتجاربه المتعددة توصل إلى أسلوب خاص من خطوط وتكوينات وتحويرات في الشخوص وألوان وتقنية خاصة لافتا إلى أن وصوله لهذه المرحلة اخذ وقتا وجهدا منه لكي يطرح مواضيعه بالأسلوب والتقنية التي تناسبها وتتماشى معها.

وحول وجود المرأة في لوحاته بكثرة يقول الزغير إن المرأة في اللوحة لها دلالات كثيرة فهي الدنيا التي نعيش فيها ومن خلالها وهي التي ولدنا منها وامتلكنا العاطفة لفهم وجودها وإحساسنا بعطائها وهي نصفنا الآخر التي تخاطبنا وتنسل إلينا وتحاكي عقولنا.

3

ويتابع إن المرأة التي أرسمها موجودة في مخيلتي بشكلها وعبيرها وأعماقها وشفافيتها وسموها الروحي وهي التي تحثني على التواصل والعيش معها عن طريق الريشة واللون وسطح اللوحة حيث تظهر من خلالها وتأخذ مكانها وتعلن عن ولادتها.

ويبين التشكيلي الشاب أن الأزمة في بلدنا قربته أكثر من لوحته والتواصل معها فصارت الصديق المنقذ والمنفس الوحيد له بهذه الظروف القاسية التي تمر علينا مشيرا إلى أن الأزمة خلقت لديه مواضيع تحمل الأوجاع والمحن وغربة الإنسان.

ويؤكد الفنان المتنوع بإنتاجه الفني من حيث المواضيع والأساليب قدرته على الاشتغال بتجربتين متنوعتين في ذات الوقت قائلا تمكنت من العمل على تجربتين مختلفتين أو أكثر في ذات الوقت وذلك يعود لوفرة وتزاحم الأفكار لدي وتنوع الحالة الشعورية بداخلي والرغبة في أن أقوم بشيء يستهويني.

ويبين أن لكل أسلوب وموضوع وقته الذي يخصصه له بحيث يتوافق مع حالته الفكرية والشعورية وهذا ما يجعله قادرا على الفصل بينها وإعطاء كل منها خصوصيته وميزته.

ويرى الزغير أن الأزمة منحت الحركة التشكيلية السورية آفاقا جديدة في التطرق إلى مواضيع وأساليب فنية تتماشى وتخاطب واقع الأزمة وأسبابها ونتائجها وحلولها وإسقاط الضوء عليها بمفاهيم واتجاهات مختلفة للتعبير عنها حسب رؤية كل فنان رغم أن قسما من هؤلاء أغفلوا دراسة الناحية التشكيلية للموضوع وهذا يؤثر سلبا في ضياع الحس التشكيلي المترابط باللوحة.

4

ويعتبر التشكيلي الزغير إن المؤسسات الثقافية الرسمية أعطت الفن التشكيلي دوره في الأزمة نوعا ما حسب الامكانيات التي توافرت لها من حيث المعارض السنوية والملتقيات والنشاطات التشكيلية معتبرا أن ما قدمه غير كاف لإحياء الفن التشكيلي.

ويقول الزغير إن أغلب الصالات الخاصة أقفلت ومنها من انتقلت الى الدول المجاورة وكان لهذا الانتقال دور في تسويق وانتشار الفن السوري ما ترك صدى إيجابيا له في الأماكن التي دخل إليها وساهم في التعرف على حضارة وذوق شعبنا وتوصيل رسالته إلى الخارج.

ويرى المدرس في كلية الفنون الجميلة بالسويداء أن التراجع في سوق اللوحة كان ملموسا وواضحا من خلال غياب السائحين والمغتربين ومحبي اقتناء اللوحة وبسبب الأزمة الاقتصادية التي يعاني منها الجميع نتيجة الحرب والدمار والحصار في بلدنا فانتقل سوق اللوحة السورية إلى الخارج وكان لها وجودها في أي منطقة انتقلت إليها وحققت أسعارا مقبولة تفاوتت من فنان لآخر.

ويؤكد أن لوسائل الإعلام الدور الأكبر في الترويج للفن التشكيلي السوري وإسقاط الضوء على التجارب التشكيلية لدينا لما له من دور في انتشار اللوحة السورية والعمل على تسويقها عالميا.

ويوضح التشكيلي الزغير أن الفن التشكيلي السوري غني جدا بتعدد الاتجاهات والتقنيات والمدارس الفنية والتجارب التي تميزه وتعطيه أهميته وحضوره على الساحة العالمية فاصبح له هوية وخصوصية عن غيره.

5

وعن دخول الحداثة للتشكيل السوري يقول الزغير نرى كثيرا من التشكيليين يسارعون للتوجه نحو الحداثة بغاية الشهرة والوصول إلى العالمية من غير تطور تلقائي وبحث ودراسة وتجارب عديدة ما يسبب الفوضى وعدم الاتزان وعدم الانسجام بالعمل الفني.

ويختم الزغير حديثه بالتعبير عن تفاؤله بمستقبل الفن التشكيلي السوري وذلك يعود للموقع الجغرافي المهم لبلدنا والحضارات التي مرت به وتنوع ثقافات شعبنا ووجود تشكيليين رواد أسسوا لهذه الحركة مع ضرورة التوسع في الإقبال على ثقافة اللوحة وظهور فنانين جدد وموهوبين يواصلون مسيرة الفن في بلدنا.

والفنان شاهر الزغير من مواليد السويداء عام 1978 خريج كلية الفنون الجميلة-قسم تصوير جامعة دمشق 2004 عضو اتحاد الفنانين التشكيليين يعمل مدرسا في كلية الفنون الجميلة بالسويداء وله عدة معارض داخل القطر وخارجه وله مشاركات في المهرجانات والملتقيات وأعماله مقتناة في وزارة الثقافة بدمشق وداخل البلاد في عدة دول عربية وأجنبية.

محمد سمير طحان